حوار _ سليمان عبدالله
قال رئيس حزب السودان الموحد (حسم ) خيري بخيت إن مقاطعة اسرائيل بسبب احتلالها أراضي شعب يعيش معها في تطبيع كان خطأ، وإن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم لأسرائيل وهاجروا للعيش في أوروبا وأمريكا، وفي نفس الوقت طبعنا مع دولة كمصر تحتل أرضنا وتحقد علينا ونطلق عليها أخت بلادنا وشقيقة.
وأضاف خيري في حوار أن الانفراج الذي حدث في العلاقات مع أمريكا كان بفضل التطبيع واتفاق السلام الذي تم أيضا لأن اسرائيل بسبب عدائنا لها كانت تدعم المجموعات التي تحمل السلاح.
ما تقييمكم للوضع السياسي الراهن في البلاد؟.
من الصعوبة بمكان تقييم الوضع السياسي الراهن في حقيقة الأمر، لأن الأحداث تمر بسرعة وتحدث تحولات ومتغيرات غير متوقعة، بينما يمكن أن نتحدث بصورة عامة عن نتائج فترة العشرين أشهر الماضية، قبل التشكيل الوزاري الجديد ونقول إن الاخوة قد أبلوا بلاءا حسنا واوفوا بكثير من مطالب الثورة ، أولها تحقيق السلام و إيقاف نزيف الحرب، وفي ما يتصل بالعلاقات الخارجية، استطاعوا إخراج البلاد من ظلمات الحظر الاقتصادي الأمريكي والعالمي والانفتاح على العالم، وتلك هي أحدى المعضلات التي اقعدت بلادنا خلال العقود الماضية.
لكن هذه الفترة شهدت الكثير من التوترات أهمها ضعف الحاضنة السياسية التي اهتمت بتمكين أفرادها في مؤسسات الدولة بدلا عن وحدة الصف والعمل المشترك لتحقيق مطالب الثورة ومعاش الناس.
كيف تنظرون للتشكيل الوزاري الجديد هل سيلبي طموحات الشارع؟.
التشكيل الوزاري الجديد الذي تم بموجب اتفاقية جوبا للسلام فرغم أن هناك مخاوف من عدم التنسيق بين الوزارات ربما لضآلة خبراتهم، أو عدم جاهزيتهم لبناء الثقة بينهم، الا أن هناك بوادر خير في هذه الأيام القليلة الماضية، حيث صدرت بعض من القرارات الحكيمة من بعض الوزراء الجدد وأقول للشعب العظيم تفاءلوا خيرا تجدوه.
ما موقفكم من تأخير تشكيل المجلس التشريعي وهياكل السلطة الانتقالية؟.
ندين ونستنكر بشدة هذا التاخير في تشكيل المجلس التشريعي وهياكل السلطة، واعتقد أنه كان يفترض تكوين المجلس مع مجلس الوزراء في أن الواحد، وان كان العذر انتظار العائدين ميادين الحرب، وهذا عذر غير مقبول بل كان يجب حفظ مقاعدهم واستمرار المجلس في أعماله بالعدد المتاح إلى الحين تحقيق السلام،والتأخير في تشكيل هذا المجلس الرقابي كان السبب الرئيسي في الإخفاقات التي صاحبت الحكومة الانتقالية في الفترة السابقة وذلك لأسباب عدة منها التجاوزات التي حدثت الوثيقة الدستورية من قبل المكةن العسكري وكذلك ضعف وهوان الحاضنة السياسية (قحت) ونتج عن ذلك أيضا الإخلال بالأمن و الانهيار الاقتصادي، وليس من المعقول أن نأمل في نجاح حكومة بلا رقيب في هذه الفترة بالذات.
ما هي رؤيتكم للعلاقة بين المكونين العسكري والمدني بالحكومة؟
هناك الكثير من الإخفاقات من الجانبين فالمكون العسكري تجاوز الوثيقة الدستورية كثيرا و إصدر قرارات دون استشارة المكون المدني وأحيانا في الخفاء دون علمهم، وهذه بادره خطيرة جدا يجب إدراكها الآن قبل غد، أما المكون المدني فلا حول ولا قوة له عندما تكون الحريات مكبوتة وعليه ضغوط في اتخاذ القرار، ونحن في حزب السودان الموحد ندين بشده هذا التصرف من الجانبين ونعتبره عدم احترام من بعض المسؤولين لمطالب الثورة التي أتت بهم، فالحرية هي أولى مطالب الثورة، لا أدري لماذا لا نقرأ التاريخ فنحن من سبقنا الأمم إلى عصر التحضر والحكم بالقانون، ونتساءل ماذا هذا حدث لهذا الشعب العظيم ، فلماذا كل من يأتي حاكما أو وزيرا أومعتمدا إلى كرسي الحكم يريد أن يستغل موقعه ويتسلط علي الشعب ويحاول أن يكمم الأفواه ويكبت الحريات، نحن نريد أن نخرج ببلادنا من هذا النفق المظلم إلى شمس الحريات، فلابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ولابد للثورة أن تنتصر.
ما هي رؤيتكم للوضع الاقتصادي؟.
الوضع الاقتصادي سيئي للغاية و يزداد سوءا يوما بعد يوم وهي مشكلة أصلا موروثة من العهد البائد، والإخفاقات سالفة الذكر، التي صاحبت حكومة الثورة ، ونأمل أن تلبي الحكومة الجديدة رغبة العباد
وتخرج البلاد من كبوتها.
ما هي مقترحاتكم لفك الضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب؟.
بالنسبة للضائقة المعيشية سبق وأن قدمنا حلولا سريعة لحكومة حمدوك، بأن يحفز القطاع الخاص ويشجعه لمزيد من الإنتاج، وتشغيل العمالة ومطالبتهم بدفع نسبة لاتتجاوز ٢٠٪من عاداتهم لخزينة الدولة يوميا لمدة عام، على أن يتم تحفيزهم في الاستيراد والتصدير ودعم المدخلات الإنتاجية، وتخفيض رسوم الضرائب والجمارك وذلك للاعتماد على أبناء الشعب في تخفيف الأعباء على المواطنين بدلا عن انتظار الدعم الخارجي من معونات وقروض.
ما موقفكم من تعويم الجنيه؟.
قرار تعويم الجنيه قرار جريء جدا جدا ونحن نؤيد هذا القرار بشدة، وأنا اعتبره قرارا شجاعا للغاية وذلك لان تعويم سعر الصرف له مخاطره لكن محاسنه اعظم بكثير من المخاطر التي يمكن تجاوزها ان استطاعت الحكومة ان تسيطر علي السوق، والصادرات، وضبط الاسعار وتقديم الدعم المباشر للفئات الضعيفة وتوفير السلع.
أما محاسنه فكثيرة جدا اذكر منها تشجيع الاستثمار المحلي والعالمي ، وتشجيع المغتربين على تحويل أموالهم عبر البنوك مباشرة وتحويل الموارد من السوق الموازي الي السوق الرسمي، وفي الحقيقة لع فوائد لاحصر لها ، الا انها تتطلب جهدا كبير كما ذكرت ويريد من الجميع حكومة وشعبا وضع حزمة من القرارات وتطبيقها ليتم اصلاح اقتصادي شامل وكبير وكل امنياتنا لهم بالتوفيق.
حزبكم يدعو لوحدة كونفدرالية بين السودان وجنوب السودان اليس ذلك مستحيلا وما هي الفائدة المرجوة من ورائها.
مطالبة حزبنا بالكونفدرالية مع الجنوب، هي في الحقيقة ليست مطالبة جديدة، بل طالب بها الجنوبين أنفسهم في العام ١٩٤٧ في مؤتمر المائدة المستديرة ، وليس هناك مستحيل في هذا الامر فالشعب الجنوبي يعلم تماما بانه جزء لا يتجزأ من هذه الامة تاريخا وعرقا وحضارة ، ونحن في حسم نعيد الطلب لأن وحدة وقوة هذا الشعب العظيم في ظل سودان كبير ومتقدم اقتصاديا وتنمويا وعلميا، وهي نقطة انطلاقة لوحدة أفريقية حقيقية وقوية، فالسودان حقا وحقيقة هو قلب افريقيا النابض.
حزبكم يقدم رؤية للولايات وكيفية تقسيمها والآن مطروح للأقاليم ما تعليقكم؟.
ما طرحناه هو نظام فيدرالي كونفيدرالي يصل حتى مرحلة الحكم الذاتي، رؤيتنا تقسم السودان لخمسة أقاليم كبيرة تضم تركيبة ديمقرافية مختلفة مثلا إقليم غرب النيل يبدأ من المتمة وحتى حدود تشاد غربا وجنوبا حتى القطينة وتكون عاصمته الفولة.
بالنسبة لكم هل اتفاقية سلام جوبا كانت مرضيه ؟
باركنا اتفاقية جوبا للسلام، والآن نرى خطوات تحقيق السلام تسير بصورة سليمة، لدينا بعض التحفظات على أجزاء محددة منها هي منحها نسب عالية في المجلس التشريعي لبعض أطراف الاتفاقية وإقصاء لجان المقاومة والشباب الذين أشعلوا نار الثورة.
نشهد الان استقطابات سياسية حاده وتشظي في المكونات السياسية الا يمثل هذا قلقا ؟
ما يحدث الآن من استقطاب وتشظي داخل المكونات السياسية أمر مقلق بالنسبة لنا لأن البلاد تمر بفترة حرجة ولا تنحمل هذا التشظي، والوسط السياسي السوداني المعروف بتقليدته عدم الديمقراطية سيهدد الثورة.
هل سيسعي حزبكم بعد التكوين الرسمي لاقامة تحالفات؟
نحن ندعوا في مبادئنا لتوحيد الأحزاب السودانية البالغ عددها أكثر من 200 حزب تحت راية أربع مواعين هي اليسار، اليمين، يسار الوسط، ويمين الوسط، وسنتحالف مع من نرى منها أنه سيخدم البلد وتتشابه أفكاره مع أفكارنا.
هناك توتر الان علي الحدود السودانية الإثيوبية، كيف تتابعون هذا التصعيد وماهي رؤيتكم ؟
مشكلة الحدود مع أثيوبيا مشكلة قديمة وملكية أراضي الفشقة للسودانيين مثبتة بالوثائق ولا مجال أمام أثيوبيا ﻻإنكار ذلك، وكان يعمل بها أثيوبيون كعمال ومن ثم أقاموا فيها ودخلوا لاحقا في شراكات مع السودانيين ثم اشتروا منهم أراضي، وينبغي أن تنتهي عبر المفاوضات، ندعو الحكومة للصبر وأن لا ينجر الطرفان للوقوع في الحرب بسببها، في بداية التصعيد كنت اقترحت أن تكون منطقة محايدة للاستقرار بين الشعبين والامتين الاثيوبية والسودانية شعب واحد وكانوا جزء لا يتجزأ من مملكة كوش وعزانا لما حارب مملكة نبتة حاربها للمطالبة بحقوق أهله أسوة بما يحدث الآن في دارفور وجبال النوبة.
علاقات السودان الخارجية هل تحتاج الي مزيد من الاحكام ؟ وكيف تقيمونها ؟
بالتأكيد تحتاج لإحكام، واستطاعت حكومة حمدوك أن تحقق في فترة وجيزة إنفراجة في العلاقات الخارجية وهي تسير بوتيرة جيدة، ونتوقع لها الأفضل خاصة أن العديد من وزراء الحكومة على صلة جيدة بالدول الخارجية.
تبرز الان علي الساحة وبشده قضية التطبيع مع إسرائيل، ماهو موقف حزبكم منها ؟
التطبيع مع إسرائيل كان مهم جدا نحن قطعنا العلاقات مع اسرائيل بسبب احتلالها أراضي شعب يعيش معها في تطبيع، الفلسطينيون هم من باعوا أرضهم لأسرائيل وهاجروا للعيش في أوروبا وأمريكا، وفي نفس الوقت طبعنا مع دولة كمصر تحتل أرضنا وتحقد علينا ونطلق عليها أخت بلادنا وشقيقة، الانفراج الذي تم في العلاقات مع أمريكا كان بفضل التطبيع واتفاق السلام الذي تم أيضا لأن اسرائيل بسبب عدائنا لها كانت تدعم المجموعات التي تحمل السلاح، ومقاطعتنا لأسرئيل منذ عام 1967 كان خطأ.
وفي الختام أقدم صوت الشكر لإدارة ومحرري صحيفة المنصة برس وأحييهم على نشاطهم الدائم في مواكبة الاحداث وتوصيل الخبر في حينه وشكري لكم لأتاحتي هذه الفرصة لكي أعبر عن رؤية حسم في الراهن السياسي الذي تمر بها البلاد.