المقالات

بينما يمضي الوقت.. أمل أبوالقاسم تكتب : “كيان الشمال “.. وضع الملح على الجرح

أمل أبوالقاسم

تابعت الكتابات التي خطتها أقلام عدد من الأساتذة الكتاب على خلفية إطلاق القطب الرياضي ورجل الأعمال المعروف الأستاذ “اشرف سيد أحمد الكاردينال” لكيان جديد أطلق عليه “كيان أبناء الشمال” ويبدو أنه قد وضع الملح على الجرح بهذا الصرح السياسي الإجتماعي الجامع كون أهل الشمال الذين عانوا كثيرا من التهميش كانوا يكتمون آلامهم، وباجتهادات فردية يضمدون ويرتقون فتق جراحهم.
نعم بهذا الصرح أو الكيان الجديد الذي فرضته ضرورة سياسة السادة الحكام سيما هذه الفترة التي تأمل فيها الجميع تطبيق مبدأ مفردة العدالة التي رفعت إلى جانب الحرية والسلام، لكن كممارسة فعلية فلا اي منها تحققت واقعا.
لا نريد أن نضغط على الجراح ولا أن ندعو إلى الفتنة قاتلها الله ونحن نأسى على التحزب والانشقاق والاقتتال القبلي بين أبناء الولاية الواحدة. لكن فقط نعبر عن حقنا في توزيع الثروة والسلطة التي آلت وبنسبة كبيرة لولايات واقاليم بعينها تحت ذريعة استحقاق السلام على حساب أخرى.
لا ننكر ابدا ويلات الحرب والتهميش الذي لاقاه أهلنا بولايات دارفور وقد اتخذهم الساسة وقودا لإشعال حربهم مع الحكومات فدفعوا ثمن ذلك باهظا من أرواحهم ومعاشهم و َاستقرارهم منذ زمن وحتى الآن، وربما تلكم الحظوة التي وجودوها الآن من باب ارضائهم وارضاء قادة الثورية. لكن بالمقابل فإن هذا التمييز خصما على ولايات ومناطق أخرى حظها من السلطة والثروة لا يقل عن دارفور وبدلا من أن يكون التوزيع منصفا يراعي حقوق الجميع كيفما اتفق ظلم الشمال ظلما مجحفا وهو يلقى له بما تبقى من فتات فظل جله غير راض عن ذلك، واكتفى بعضهم الكثير بالهمهمة والاحتجاج بصوت خفيض، لكن ولأن الأمر فوق الاحتمال فقد جاهر البعض ممن استفزهم الأمر بل سارع بخطوات عملية وهو ما فعله “الكاردينال” بانشائه لهذا الكيان الذي خلف صدى واسعا، ووجد قبولا وترحابا كبيرا ما يشي بأنه حرك ساكن البركة ليس بالتصعيد والإنفعال فهذا ليس من طبع أهل الشمال الذين يقدسون اللحمة الإجتماعية، والذين ظلوا سباقين ابدا في عقد مجالس الجودية وحلحلة مشاكلهم على قلتها في هدوء وغير ذلك من تحلي بالحكمة، إنما بالدبلماسية والسياسة والتفاوض سيما أن الباب ما زال فاتحا ودونكم أهلنا بالشرق الذين اعترضوا على هذه القسمة الجائرة ويجري العمل على تسوية وضعهم. إذن فلا ضير أن يقود “كيان الشمال” ذات الأمر ويخضع القضية لأولي الشأن.
وأعتقد أنه وفي ظل التوترات التي تشهدها السوح على كافة الصعد، وتصعيد القضايا والمطالب عبر الشارع ورفع (الحلقوم) وغيره من أساليب احتجاجية، ان يتشكل كيان واعي ليقود مبادرات ومباحثات ويوصل صوت أهل الشمال دونما ضجة لهو أسلوب حضاري ومتقدم ويستحق الدعم والمؤازرة.
عزيزتي الحكومة وساستها أهل الشمال والوسط لم يفتح الله عليهم بحكومة أمينة تراعي وترعى مصالحهم وظلوا يضطلعون بمشكلاتهم التي هي من صميم الحكومة بنفرة ذاتية واجتهادت فردية فليتكم تعيدون النظر في أمرهم ففي عقولهم واراضيهم خير كثير قطعا أن وجد السند فسيعود نفعا على أهله والسودان اجمع.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

دكتور وليد شريف يكتب : صديق الحلو.. رحيل لثورة ضد السكون

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس