المقالات

الحلقة الثالثة -الشعب مع جيشه والجيش مع قائده الجيش و حميدتى الجذور العميقة والثمار المرة ! بقلم بكري المدني

حميدتي -رغم مما يبدو عليه من ذكاء فطري إلا أن الرجل تعرض الى أكبر عملية خداع دفعت به الى أتون حرب خاسرة وماحقة والسبب في رأي لجهل حميدتى بتفاصيل وتراكيب السياسة السودانية

في الحياة العامة في السودان يقف الشعب مع جيشه والعكس أيضا صحيح وبين الطرفين – الشعب والجيش – حب غير معهود ولا مشروط ويقف كذلك الجيش مع قائده بل ويتقدمه الى حيث يريد السير من دون سؤال !

الجيش مع الشعب إذا والعكس أيضا صحيح والجيش مع القائد ولا تختل هذه المعادلة إلا في حال طلب الشعب من الجيش ان يقف الى جواره على حساب قائده وههنا الشعب مقدم ولكن فيما عدا ذلك فالجيش مع قائده غالبا

أمثلة الحديث أعلاه شاهدة في كل الثورات الشعبية والتحركات العسكرية

كيف اذا مع هذه المعادلات القائمة والشاهدة والمستمرة خدع حميدتى بالقول أنه يمكن ان يهزم جيشا وسط شعبه وان يفصل بين هذا الجيش وقائده ؟!

كيف صدق حميدتي بأن الدعم السريع يمكن ان يكون بديلا للجيش عند الشعب وكيف أوهم بأن يكون هو شخصيا قائدا بديلا ؟!

من أسوأ تقديرات حميدتى واقداره معا أنه يواجه اليوم اقوى طرفي معادلة فالشعب مع الجيش والجيش مع قائده والنتيجة هذه الخسارة المتفاقمة !

كان يمكن لحميدتي بقليل من مراجعة التاريخ المعاصر فهم ان الذين زينوا له مواجهة الجيش وسط شعبه ومحاولة الفصل بين الجيش وقائده في الحالة القائمة-كان يمكن بالمراجعة فهم ان ذلك ضرب من اللا معقول بل وضرب من الجنون !

يواجه حميدتى اليوم قائدا يدافع عن كرامة جيشه وشعب يساند جيشه في مواجهة جيش مواز وهي حرب خاسرة بالتلاتة ولئن كسب حميدتى كل جولاتها الأولى -فرضا- فلسوف يخسر الأخيرة بالقاضية!

أيضا كان على حميدتى إدراك ان الذين زينوا له مواجهة الجيش والشعب في الداخل والخارج لن يقاتلوا معه بل ولن يجروءا على دعمه بموقف واضح وان كل الذي بجنيه منهم تلك المنشورات الهباء والبيانات الرمادية رماد مواقفهم الباهتة وذلك لأنه ليس في كل تاريخهم موقف واحد وموقف واضح !

المستغرب ان حميدتي اختار من البداية هذه النهاية ويصر على السير اليها من البداية وحتى النهاية !

#اواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *