المقالات

المدينة الرياضية -الحلقة الثانية .. بين الجيش وحميدتى – الجذور العميقة والثمار المرة! بقلم بكري المدني

مواجد حميدتى الشخصية على قيادات الجيش والنظام السابق وبعد سقوطه تطابقت مع مواقف لقوى سياسية داخلية وخارجية(الخليج والغرب) ضد الإسلاميين عموما

مواجد حميدتى ومواقف الآخرين ضد الإسلاميين خلقت مصالح مشتركة بين ثلاثي المرحلة (حميدتي والقحاتة إضافة لجهات دولية من الخليج والدول الغربية )

تطابق المواقف والمصالح مع مزايا قيادية في شخصية حميدتي جعلت طموحه في السيطرة يتجاوز بعض حقائق الواقع ومعادلات الحاضر ويعزز ذلك شعور قديم بالعظمة ويؤكده تصريحه الشهير ايام النظام السابق (نقول امسكوا الصادق يمسكوا الصادق -فكوا الصادق يفكوا الصادق -زول ما عندا سلاح ما عندا رأي!)

احساس قوى سياسية داخلية وخارجية -من بينها جهات ثورية -بأن حميدتى سوف يكمل لها مشروعها السياسي جعلها رهينة لمشروعه الشخصي في حب السيطرة والنفوذ فوق الجميع فالكل فيما عداه سرا وجهرا عسكريين ومدنيين /هوانات ساكت/ عدا الخليج والغرب طبعا !

بماكينة (امسكوا وفكوا)حمل حميدتي البرهان للتراجع عن 25 اكتوبر وكان يربد سوقه على طريق الإطاري لولا ان برهان انتبه الى انها طريق ذات اتجاه واحد !

كان الإطاري كارت الجوكر بالنسبة لحميدتي به يضمن رضى حلفائه في الخارج وبه يضمن عودة شركائه للحكم حيث تتبع قواته للرئيس المدني وينتظر أمر تفكيكها 15الى20عام ويضمن فوق ذلك قطع الطريق أمام خصومه الإسلاميين واي عودة قريبة لهم

ليس بالضرورة ان حميدتى كان يسعى لأن يكون الرجل الأول لكنه كان يسعى لأن يكون الرجل الأوحد فيضمن بقاء واستمرار مصالحه وبالمناسبة ان كانت قاعدة مصالح حميدتي في السودان إلا أن اضلاعها تجاوزت حدوده بكثير!

تلكوء البرهان في التوقيع على الإعلان السياسي للاتفاق الإطاري أصاب حميدتي بالتوتر خاصة مع مؤشرات عودة الحيوية لأنصار النظام السابق إضافة لارتفاع نغمة الإسراع في دمج قوات الدعم السريع في الجيش

كان أمام حميدتي خيار واحد وهو التوقيع على الإعلان السياسي بقلم البرهان او بقلم غيره ممثلا للجيش ولذلك سعى لحشد قواته في الخرطوم

قبل المواجهة بأيام كان هناك خبر عن عزم قوات الدعم السريع اتخاذ المدينة الرياضية مقرا رئيسا لها بالخرطوم وتلفت الجيش ليجد نفسه بها محاصرا من كل الجهات وأنها بالفعل سوف تصبح قيادة عسكرية موازية وربما بديلة إذا انقلبت الأحداث في الخرطوم

بدأ الجيش يعبر عن انزعاجه على تحرك الدعم في منطقة الخرطوم العسكرية ووصوله المدينة الرياضية وردا على هذا الانزعاج هاجم الدعم السريع -دفعة واحدة -بيت الضيافة -في قلب القيادة العامة حيث سكن البرهان القائد العام !

قبل الهجوم على بيت الضيافة صباح 24رمصان كان البرهان مساء 23رمضان في إفطار الفريق اول الكباشي وقد رصدت ملاحظات عامة ليلتها على لغة جسد البرهان والذي كان يعتمل على ما بدأ قرارا مهما ان لم يتخذه أطاح به الجيش او حميدتى او الإثنين معا!

ربما كان أقصى واقسى ما يتوقعه المراقب للأحداث ان يرد البرهان على تمدد الدعم بقرار يعزل به حميدتى عن قيادة الدعم السريع او حتى يحل تلك القوات لكنه فاجأ الجميع بالرد بطائرات الأبابيل والسخوي حيث دمر في ساعات كل مقار ومعسكرات الدعم السريع بدقة شديدة وكأنه كان يمارس هوايته المفضلة في الرماية !

#اواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *