المقالات

بينما يمضي الوقت.. أغلى من لؤلؤة بضة صيدت من شط (النيلين) .. أمل أبو القاسم

حقا هو كذلك وانت تنظر إليه من عل سيما عند المغارب والشمس تلملم اشعتها إيذانا بالرحيل ثم ومع آخر خيوط أشعتها التي ينعكس شفقها على مياه النيل تزامنا مع إطلاق إنارته التي يختبئ بعض وميضها بين طيات الأشجار وحواف الممرات عندها يقترب بدر منتجع (NILE pOINT ) من كماله فيبدو المشهد برمته كحبات لؤلؤ تناثر وميضها هنا وهناك، وبدى المكان ككل مثل درة يلف خصرها النيلين وهي تتوهط تماما عند نقطة ملتقاهما.

هكذا تماما وأكثر بكثير تراءى لنا المنتجع عند الأصيل ونحن في سفحه اما وان نظرت اليه من أحد ابراجه العاجية الصغيرة تبدو وكانك تغالب دمعة فرط سحر المشهد او هكذا كان احساسي أنا.

صحيح ان السودان ورغم امكانياته المهولة من معينات السياحة التي حباه بها الله سبحانه وتعالى من لدن الطبيعة حد تفوقها على كثير من دول الجوار وغيره، وصحيح انه ومع ذلك تعانى البوار وسوء الاستخدام أو تقاعس الدولة وإهمالها هذا المورد الحيوي الذي يعتمد عليه اقتصاد دول، إلا انه ومع ذلك هنالك كوة ضوء تصدر من بعض الوطنيين الذين اتخذوا من السياحة استثمارا وهذا ما دعى إليه بعض المختصين وذوي الصلة، سبقهم عليها آخرين منهم شيخ الأمين ب( الراكوبة) التي باتت متنفسا للكثيرين سيما الشباب وهي كذا تقع على شط النيل، هذا النيل الذي يربطنا بالشقيقة مصر التي جعلت منه القبلة الأولى لمرتادي السياحة بعد تكييفه بما يستقطب السياح والمواطنين، فضلا عن نادي النيل الفخيم وغيره.

حقا فقد تمكن المهندس محمد إبراهيم أحمد المدير العام ل( نايل بوينت) ومن معه من تصيد موقع استراتيجي للمنتجع بعد ان انتشله من قاع رقعة ضمن منتزه بري كانت عبارة عن حفرة ففعل فيها الافاعيل لتتمثل بالقول الشعبي ( من الفسيخ شربات) وتتحول بقدرة قادرة لدرة ولؤلوة على شط النيل تتوسط حباتها عنق الملتقى تماما.

الملتقى الذي يقصده القاصي قبل الداني من الأجانب والسياح وسط إهمال منا كما درجنا على عدم تقييم اشيائنا الثمينة، اما الآن وقد توفرت إطلالة جديدة تدعك تسترخ مستمتعا بمشاهدة تلاقح وعناق النيلين الأزرق الهائج والأبيض الهادئ فحرى بالحكومة ممثلة في والي الخرطوم بالدفع بهذه الإجتهادات الوطنية من خلال معينات بسيطة اظنها من صميم تخصصه وهي إنارة الجسور المطلة على النيل حتى تعكس وجه الخرطوم الحضاري من جهة، ومن جهة إضفاء مسحة جمالية على المتنزهات والمنتجعات لتصبح أكثر جاذبية سيما الأجانب الذين حرمتهم الظروف الأمنية من زيارة أهم المرافق السياحية بالسودان ولا اعتقد ان هذا بالأمر العسير وأنت السباق لتلقف كل مشكلات العاصمة الخرطوم ودعني اذكرك والمعنيين ان هذه البقة من النيل _ الملتقى _ لفتت إليها الأنظار لقيمتها الجمالية والتأريخية حد اصبحت ملهمة الشعراء والفنانيين وما رائعة قصيدة (سمرا) التي تقول حكايتها انه وﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1967 ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ أﻫﻢ ﻭ ﺍﺧﻄﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻫﻮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ( ﻻ ﺻﻠﺢ ، ﻻ ﺗﻔﺎﻭﺽ)
ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ )
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻭﺭﺍﺋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ( ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ) ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ . ﻓﻲ
ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﻥ ﻳﺘﺎﻣﻞ ﻣﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ . ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺟﺎﺩﺕ
ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﻭ ﻛﺘﺐ ﺭﺍﺋﻌﺘـﻪ ( ﺳـﻤـﺮﺍ ) ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺪﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺳﻴﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺤﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ واصبحت خالدة كما النيل وهذه القصيدة التي نستصحب كلمتها ظروفها الزمانية والمكانية خير دليل على قيمة هذا الإرث العظيم وتقول كلماتها:

ﻭﻻ ﻫﺬﻱ ﻭﻻ ﺗﻠﻚ
ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻳﺎ ﺳﻤﺮﺍ
ﻳﺎ ﻗﺪﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﻯ
ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺮﻱ
ﻓﻴﻤﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ
ﻭﻳﺴﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻱ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺗﻲ
ﺗﺪﻓﻖ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﺣﺮﺍ
ﻭﻫﺬﺍﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ
ﻳﻀﻢ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺼﺪﺭﺍ
ﻻ ﺍﻧﻔﺼﻼ ﻭﻻ ﺍﻧﺤﺴﺮﺍ
ﻭﻻ ﺃﺧﺘﻠﻔﺎ ﻭﻻﺍﺷﺘﺠﺮﺍ
ﻭﻻ ﻫﺬﻯ ﻭﻻ ﺗﻠﻚ
ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﺗﺴﺎﻭﻯ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﺎ ﺳﻤﺮﺍء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *