المقالات

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر يكتب: السعودية .. التأسيس إستقرار أمة

..فى نهاية تسعينيات القرن الماضى..وكنت حينها فى ميعة الصبا أذكر أن بيتنا كان قبلة لوفود متواصلة من الناس يجلسون لوالدي أطال الله عمره ومتعه بالعافية يعرضون عليه أوراقاً ومخطوطات متعلقة بأنسابهم وفروع عوائلهم ذلك أن مخاطبة وردت إليه عن طريق مشترك مع أبناء عمومتنا داخل وخارج السودان من القنصلية السودانية بجدة التي خاطبتها السلطات السعودية متتبعة نسب جدنا الشيخ إبراهيم الرشيد لأجل أراضي له تم ضمها للحرم المكي الشريف بغرض التوريث ورد الحقوق لأهلها ..
منذها علمت أن المملكة تأسست علي العدل فما أسهل التجاوز فى مثل هذه الحالة وما أسرع الفتوي بأنقطاع الورثة وآيلولة الأرض للدولة ..ولذلك فإن الدولة الحديثة التى تحتفل اليوم بذكري التأسيس تستحق منا هذه المساحة من السماحة إعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، حيث كان الإنتقال الأبرز الأكثر تأثيراً فى حاضر ومستقبل الأمتين العربية والإسلامية والذي أحدث إستقراراً نهائياً فى الحجاز ونجد وشبه الجزيرة العربية وحفظ للمقدسات الإسلامية وجودها المادي والروحي دون خوف أو وجل لأول مرة منذ إنقطاع الوحي وختم الرسالة ..وبذلك سخرت العناية الألهية لها هذا الإستقرار الكبير علي أيدي الآباء المؤسسين بقيادة الإمام محمد بن سعود وكل الأمراء وشيوخ العشائر والعلماء ..وظلت المملكة تتقدم منذ ذلك اليوم فى كافة المجالات تحفها بركات السماء وخيرات الأرض ..فلا ينكر إلا مكابر المكانة التى تتبوأها المملكة اليوم فى قلب العالم الحديث فى التعامل مع الأزمات وإدارة الموارد والتفوق التكنلوجى والعسكري والتأثير السياسي والمجتمعي فى محيطها وعلي مستوي العالم ومبادراتها فى تشكيل وتقوية التحالفات الدولية والإقليمية ..وقيامها بالدور الذي يليق بها ككبير للعالم الإسلامي ومهوي أشواق منسوبيه وأهله ..
إنها لسانحة طيبة أن نحتفي جميعاً بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية في طوق من السعادة والفخر ونحن نتابع إنتقالها خلال السنوات والحقب المختلفة من نجاح لآخر كمطر العافية الذي يهطل علي سماواتنا خيراً وأمنا ..
ولا شك أن إحتفاء السودانيون بيوم التأسيس هو إحتفاء أصيل فمكانة المملكة ..أرضها وشعبها وقيادتها فى نفوسهم لا تدانيها مكانة فالسوداني لا يشعر أبداً بأنه غريب أو متهم في علاقته بأرض الحرمين ..
هي مناسبة لنزجي عاطر التهانئ والتبريكات للسعودية وسفيرها فى الخرطوم إبن السودان البار علي بن حسن جعفر الذي تمكن بخبرته الكبيرة ومحبته الباذخة من إعادة توحيد الوجدان بين البلدين والشعبين وتسرب برؤيته الحكيمة الحليمة وأريحيته المعهودة فى مسام هذا الشعب الطيب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *