المقالات

بينما يمضي الوقت.. رسالة “البرهان” المعلقة .. أمل أبوالقاسم

بتنا وكلما يمم رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن “عبد الفتاح البرهان” وجهه شطر دولة يقوم قبلها أو بعدها بإرسال رسائل للداخل أو الخارج بعضها تهديد مبطن ، وبعضها تغزل وأخرى ابتزاز لا تخطئه عين مستغلا منابر تتوفر له قبيل أو بعد ذلك حتى وان كانت إجتماعية يطلق عبرها مصوبا أهدافه في كل الإتجاهات ولسان حاله يردد ( إياك اعني فاسمعي يا جارة) ما جعل المراقبين وغيرهم يتحرون ما تنتج عنه الفعالية من رسائل.

ثم وبعد كل مناسبة ينخرط المحللون والمتابعون في تشريح رسائله وقبيل ان يصلوا فيها لنتيجة تأتيهم.أخرى تنسف نتائجهم أو بالأحرى ظنونهم كون النتائج بعد التحليل والضرب والبرهان غير ثابتة. وعليه تختلف ردود الافعال نحو السيد رئيس مجلس السيادة صعودا وهبوطا، وبينها القدح في امكانياته، بيد ان الراجح وعيه تماما لما يقول وما يفعل وبالتشاور مع رفاقه في مجلس السيادة سيما العسكريين الذين يتبادلون الأدوار في التصريحات.

وآخر تصريحات البرهان كانت أمس الأول من نهر النيل في مناسبة زواج جماعي وهو المحفل الذي كثيرا ما تتمخض عنه الرسائل ورغم تأكيدته إلتزامهم بالاتفاق الإطاري الذي وقعوا عليه مبدئيا قبيل فترة إلا انه لم ينسى إرسال رسالة ظلت بالنسبة لنا عالقة كونها أشبه بالمضللة وهي قوله ان التزامهم بالتوقيع النهائي مرهون بدمج قوات الدعم السريع في الجيش وهي الفيصل بينهم والتوقيع، وكالعادة وقع هذا الشرط بردا وسلاما على فئة وذهبت إلى ان (الجيش كرب)، واخشى عليها من قول لاحق تنسف به هذا الكرب والتحليل الذي يتحور عقب كل تصريح للبرهان صعودا بهم أو هبوطا.

ولا ادري ما دلالة حديث البرهان هذا والمعلوم سلفا ان لا مانع لقائد قوات الدعم السريع لتنفيذ هذا الأمر وفي الأصل تعمل الدعم السريع تحت إمرة القائد العام للجيش، فضلا عن ان واحد من بنود الإطاري الدمج ليس للدعم السريع فحسب بل كل الحركات والأخيرة تؤجلها معيقات معروفة.
فإن كان ذلك كذلك لم يشترط القائد العام للجيش رئيس المجلس السيادي هذا الأمر ان كان في الأصل مفروغ منه؟
في ظني ان ما قال به بعلم حميدتي، وعلم مركزي التغيير ودونكم عدم تعقيب الأول وهو الذي لا يتوانى في الرد على كل ما لا يروق له حتى وان صدر من البرهان بل المسارعة لنفى خبر نسب له رده إعلامه نافيا ومحذرا وملمحا لهدف من قاموا بترويجه.
كذلك لم تأبه له قوى الحرية والتغيير ولم ترد على الأمر وقال البعض انها بهتت، ولم تتخيل رهن التوقيع بهكذا شرط وفات عليهم انها هي من ظلت تطالب بذلك.

كذلك ذهب البعض الى ان البرهان ربما استشعر تواطؤ الحرية والتغيير مع قائد قوات الدعم السريع فسارع بضرورة ضم قواته للجيش وتجريده من قيادتها حتى لا تشكل عليهم خطرا، وهو احتمال ربما يرد. لكن في ظني ان البرهان يريد تأكيد المؤكد، وان تأتي الخطوة منه لا ان تملى عليه، وربما وسيلة ضغط وابتزاز لقحت وحميدتي الذي يستمسك بالإطاري. كله وارد.

على كل ليس هنالك حل سوى الخروج بالتوقيع على الإطاري أو الإعلان السياسي اي كان بعد تقديم تنازلات من أجل الوطن الذي ينحدر إلى الهاوية لا من أجل أشخاص، وعلى الذين يتكالبون على التوقيع ان يفهموا ان هذا السودان ليس قطعة أرض يقتتلون في وراثتها، وانه عامر ومتخم بالشخصيات التي تفوقهم وزنا وثقلا على كافة الصعد لكنه القدر الذي رمى بكم في طريقه. حقا من يرى هذا التجاذب والشد يؤمن بأن ما يجري محض مكاسب شخصية قبل السياسية.

اكرر ان البرهان يعي ما يقول لكن القول لا يجدي نفعا وعليك. بالافعال وحسم الأمر بعيدا من( التحانيس) ومضيعة الزمن على حساب البلد ومواطنه وقد باتت الفوضى تضرب في كل جوانبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *