المقالات

بينما يمضي الوقت.. يا لهول ما يجري في دور الإيوا.. وعلي السيادي فتح تحقيق عوضا عن التوجيهات الباردة.. أمل أبوالقاسم

قبيل يومين نشر موقع (عزة برس) خبرا عن إعلام المجلس السيادي تناول توجيهات اصدرها عضو السيادي الفريق “ياسر العطا” بشأن الأطفال فاقدي السند ودور الايواء بحضور وزيري التنمية الاجتماعية ووالي الخرطوم وهي في مجملها ايجابية كونها ترتب أوضاع الأطفال والصبية بها.

مررت على الخبر ولم اك اعلم ان تحت الرماد وميض نار وربما هو ما دفع السيادي لطرق هذه القضية الاجتماعية الحساسة التي تناولتها وسائل إعلام مرئية ومقرؤة واوردت كثير مما ينطوي تحت قباب تلكم الدور بيد ان ما سمعته من أحد الشباب ممن تربى وترعرع فيها يشيب من فرط هولها الولدان، ولم انفك أشعر بالغثيان عند كل قصة يزكم فسادها الأنوف وتقشعر من قذارتها الأبدان.

عقب الخبر الذي نشره الموقع خاصتي تواصل معي هذا الشاب وحدثني عن قضايا وقصص غير اخلاقية انعدم فيها الوازع الأخلاقي عند جميع من لهم صلة بالدور التي تحاكي الحظائر طبقا لما يجري فيها.
ودون ان اخوض في اي منها بالتفصيل اطالب المجلس السيادي من أعلى هرمه بفتح تحقيق واسع حول العديد من النقاط عوضا عن الاكتفاء بالسماع والتحاور خلف المكتب فما يجري يستحق ان يحاسب القائمين عليه.

اولا على جهات التحري ان تقوم بجرد حساب لكل الأطفال الذين دخلوا الدور من الأعوام 2020 وحتى الآن مثلا، والوقوف على عددهم وقتها وحتى الآن. ثم حساب من توفى منهم وما ملابسات وفاته، وكم عدد المفقودين وأين فقدوا وهذه الجزئية تحديدا غاية في الأهمية.

كذلك أيها السادة معرفة عدد الدور الممنوحة لهم من وقف وخلافه. كم تستوعب؟ وما هي الفئات التي تستوعبها وأين تذهب البقية؟
إلى جانب ذلك وهو الأهم مراجعة المعينات التي تصل الدار واوجه صرفها، وكذا النقود. وفوق كل ذلك على إدارة الجمارك التي تمرر احتياجات الأطفال القادمة كتبرعات من الخارج بحسن نية فتحها والوقوف على محتوياتها.

ما يجري في دور الايواء بصورة عامة ودور الأطفال والفتيان والبنات يشي بفوضى إجتماعية عظيمة، وما تملكته من معلومات اصابني بالصدمة، ولعلمكم فأنا لم اكتفى برواية شفاهية من شاب بذل وسخر حياته لخدمة إخوته في الدور وهو يلهث من دار لأخرى يتقصى احتياجاتهم ويسمع شكواهم، ويتفحص ما يجري كاشفا صدره لكل ما من شأنه اصابته بالضرر غير مبال وقد تعرض خلال سعيه في تعرية الحقائق للكثير من الضغوط، وبالمقابل للاغراءات التي لم تثنيه عن مضيه في متابعة ملفات رفاقه والدفاع عنها مهما كانت المخاطر والاثمان.
هذا الشاب لم يكتفي بمحادثتي شفاهة وانما ملكني الكثير من المستندات والصور والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو حتى كادت ذاكرة الهاتف ان تنفجر وهي بطرفي.

الآن هنالك مشكلة آنية يعاني منها هؤلاء وهي مشكلة الايواء نفسها وقد استمعت خلال اليوم عبر الهاتف لبعض الصبية من ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض الخطيرة كالسرطان والايدز الذين يقيمون في المدينة الاجتماعية بعد نقلهم من السجانة للصيانة بيد انهم ظلوا في المكان لثلاث سنوات واليوم حضرت اليهم الرعاية الاجتماعية تخبرهم بإخلاء المبنى بغية ترحيلهم الى طيبة اقاصي جنوب الخرطوم والبقية الى دار المسنين ببحري، وابلغوني كيف انهم كانوا يتلقون الرعاية الطبية بسهولة في السجانة وكانت مدارسهم متاحة وقد ضعفت هذه الخدمة حد تأخر فصولهم الدراسية بسبب صعوبة تنقلهم من هذه المدينة الى مراكز العلاج والمدارس وان كان ذلك في وسط الخرطوم فكيف بالله عليكم حال نقلهم الأطراف، ثم كيف بالله عليكم ينقل صبية الى جوار مسنين حتى وان فصلوا؟!

علمت ان هنالك دار للفتيات بذات المدينة كبيرة جدا وواسعة ومزودة بكل المعينات مهملة من فترة وثمة حديث عن ايلولتها لجهة ما.
ما استمتعت اليه كثير جدا جدا بما فيه كيفية معاملتهم، وفقدانهم زملاءهم بصورة غريبة، فضلا عن قصص التحرش وخروج البعض هائما على وجهه في الشوارع والكثير الكثير وكان بنبغى ومن باب أولى للفريق العطا ان يستمع إلى أهل المصلحة ولهذا الشاب لا المسؤولين الذين يجملون الحقائق.
ما زلنا نطالب بضرورة فتح تحقيق عاجل في كل ما ذكرت اعلاه فهذه اعظم مسؤولية سادتي واطفال حرموا من عطف الوالدين ودفء الأسرة لا يجدون الرعاية الكافية التي تضمن لهم حياة شبه سوية كونها ومهما كانت العطايا لن تكون كذلك.
على السيادي الذي استمع للمسؤولين ووجه توجيهات ايجابية ان يتحرك ميدانيا ويقف على كل الحقائق بنفسه، واعتقد انه وبخلاف ذلك ففي الأمر دفعة معنوية، نعم فعلت من قبل ولكن لا ضير من تكرارها.

طلب محدثي عقد مؤتمر صحفي لكن رجوته تأجيله فعسى ولعل ان تتحرك الجهات المعنية في ما يصبو إليه.

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق