المقالات

بُعْدٌ و مسافة.. مصطفى ابوالعزائم يكتب: معلومات جديدة يكشفها البطل

قبل أيام نشرنا على ذات هذه المساحة مقالاً في ذكرى إعدام مؤسس ورئيس الحزب الجمهوري ، الأستاذ محمود محمد طه ، في الخامس والعشرين من يناير في العام 1985م ، بعد أن تمت محاكمته في السابع من ذات الشهر ، هو وأربعة من تلاميذه وحملة فكره من اتباعه المخلصين ، وهم عبداللطيف عمر حسب الله ، ومحمد سالم بعشر ، وتاج الدين عبدالرازق ، وخالد بابكر حمزة ، بعد أن ألقت السلطات القبض عليهم وهم يوزعون المنشور الجمهوري الأشهر ” هذا أو الطوفان ” في الخامس والعشرين من ديسمبر في العام 1984 م .
ونشرنا إفادة للراحل البروفيسور مالك حسين ، جزم فيها بعدم وجود الدكتور حسن الترابي ضمن من شهدوا إعدام الأستاذ محمود محمد طه في ساحة سجن كوبر ، وعدت إلى أوراقي القديمة يوم أمس لأبحث وأستقصي عن تفاصيل ذلك الحدث الكبير الذي كان له ما بعده ، فقد كشف لنا زميلنا الصحفي المتميز والكاتب المدقق صاحب العبارات والمفردات الرشيقة المفضية إلى الحقيقة ، الأستاذ مصطفى البطل ، في واحد من مقالاته قبل سنوات عن الشيخ الدكتور حسن الترابي _ رحمه الله _ كشف ولأول مرة في ” هوامش من دفاتر ترابية ” وتحت عنوان ” أفكار مدببة ومواقف مسطحة ” إن الشيخ الدكتور حسن الترابي كان ضد إعدام الأستاذ محمود محمد طه ، وذلك في أخيرة صحيفة ” السوداني” الغراء أواخر مارس من العام 2016 م ، وذكر إن الشيخ الدكتور الترابي كان ضد الإعدام لكنه لم يرد أن يقف ضد التيار الجارف داخل الحركة الإسلامية الذي آمن بل وطالب بضرورة إعدام الأستاذ محمود محمد طه .
ولي هنا وقفة ، فقد عشنا تلك الفترة كما أشرت قبل اليوم أكثر من مرة ، فقد وقفنا نحن غالبية الصحفيين والمحررين في صحيفتي (الأيام) و(الصحافة) ضد إعدام الأستاذ “محمود محمد طه” ، بل إن كلمتي رئيسي تحرير الصحيفتين خرجتا قبيل إعدام الرجل تطالبان بوقف الإعدام ، وهو موقف تبناه أستاذنا الراحل المقيم “حسن ساتي” وآزره فيه أستاذنا الكبير “فضل الله محمد” – رحمه الله – وكانت الأغلبية الغالبة من العاملين في الحقل الصحفي آنذاك ضد ذلك القرار .
ليلة صدور الحكم ، توجّهت مع الزميل وأحد أصدقاء العمر الأستاذ “نجيب نور الدين” إلى منزل الأستاذ “محمود محمد طه” في الحارة الأولى بمدينة الثورة ، فوجئنا بأن قيادات سياسية كانت هناك من بينهم الدكتور “مالك حسين” وآخرون ، لكن المفاجأة الأكبر كانت تتمثل لنا في حملة الاعتقالات الواسعة التي شملت أعضاء الجماعة ، إذ توقفت عشرات (البكاسي) أمام المنزل وعليها ضباط وأفراد من جهاز الأمن لإعتقال كل من كان داخل المنزل ليلتها ، ولم نكن قد بلغنا باب المنزل بعد ، لكننا شاهدنا الكثيرين يصعدون طوعاً إلى (بكاسي) الإعتقال .
بعد حملة الرئيس “نميري” – رحمه الله – قبل غروب شمس نظامه بقليل على قيادات الحركة الإسلامية وعضويتها إستطاع عدد من الصحفيين المتابعين للأحداث أن يفسروا لماذا تم تنفيذ حكم الإعدام على زعيم الجمهوريين الأستاذ “محمود محمد طه” ، وحرص النظام على أن يبرز مشاركة الدكتور “الترابي” ضمن آخرين لحظة إعدام الأستاذ داخل فناء سجن كوبر .. لقد أراد النظام أن يحمّل الحركة الإسلامية والدكتور “الترابي” شخصياً مسؤولية إعدام الأستاذ “محمود محمد طه”، ثم يعمل على تفكيك وتصفية الحركة الإسلامية التي نسبها إلى الإخوان المسلمين الذين كان يقول عنهم آخر أيامه إنهم إخوان الشياطين .
تحية لصديقنا وزميلنا الصحفي الكبير الأستاذ “مصطفى عبد العزيز البطل” الذي قال لي عنه البروفيسور “علي شمو” من قبل إنه مندهش من هذه الذاكرة الحية ، وقال إنهم عقب إعلان تطبيق الشريعة عام 1983م ، قاموا ضمن وفد رسمي للمملكة العربية السعودية لشرح أبعاد القرار لقيادات المملكة ، وقال إنه فوجئ بـ”البطل” ينشر بعض ما جاء في تلك اللقاءات.. وقد كان ضمن سكرتارية الوفد .

Email : sagraljidyan@gmail.com

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

اترك تعليق