المقالات

حاجب الدهشة.. علم الدين عمر يكتب: المبادرة المصرية…الإختراق الأخير ..الكبير ..الخطير

.. كنت خلال السنوات الأربع الماضية من عمر الأزمة السودانية أحاول دائماً البحث فيما بين الطاولات وتحتها وعلى هوامش المواقف وبين طياتها عن موقف مصر الرسمى من الناس والأحداث فى بلادنا .. وفى كل مرة كانت جبال الجليد التى تتحرك فوق مستوى الرؤيا تتقاسم الدهشة مع حاجبى ..إذ لا يستقيم أن تتغافل القاهرة التى تستقبل أولى ذرات الغبار التى تتطاير من ميدان المعركة فى الخرطوم عن المشهد السوداني للحد الذى تتشكل فيه الآليات رباعيتها وثلاثيتها إلا إن كان تحت الرماد وميض ..
*كنا* نستغرب غياب الدور السياسى وليس الإجتماعى للقاهرة عن المشهد فى الخرطوم لأن وجوده كان سيقلب الأحداث رأساً على عقب فما يقبله السودانيون من مصر ساخناً لن يسمحوا بمشاهدته على شاشات العرض بارداً من الآخرين ..
*ربما* تكون لمصر تقديراتها ولكنها تأخرت جداً فى ظنى ولولا أن بعضهم قد كتب فى الأثر (أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى) لكتبت أنا أنها ربما لا تدرك من الأمر شيئاً..فقد تطاول أمد الأزمة فى السودان لدرجة بعيدة عقب إنهيار العملية السياسية التى أعقبت ثورة ديسمبر بأشهر معدودة حينما صرح رئيس الوزراء يومها الدكتور عبدالله حمدوك بأن إئتلاف الحرية والتغيير لم يمده بأى برنامج سياسى واضح لإدارة الفترة الإنتقالية وفتحت السفارات أبوابها للمتقاطعين حول المشهد وطمست معالم الثورة الأساسية ودخلت البلاد فى أكبر وأوضح عملية إبتزاز سياسى لشعب ودولة كاملة السيادة فى التاريخ ..إنتظر الناس يومها دعماً سياسياً من الأشقاء الحادبين على مصلحة الشعب السوداني لتصريف حالة إنسداد الأفق السياسى التى هددت إستقرار الدولة وكادت تعصف بريحها ..
*كانت* تصريحات القيادة المصرية تمضى فى إتجاه الدعم المحدود فيما يلى التعبير عن الحرص على مصالح الشعب السودانى وخياراته وكانت بعض الطائرات تهبط فى مطار الخرطوم حاملة المساعدات اللوجستية فى حدها الإنسانى بينما يستمر النيل فى التعبير عن موقفه الأزلى حول طبيعة العلاقات بين الشعبين ..
*إنتظر* السودانيون ولا زالوا دوراً أكبر لمصر فى جمع الفرقاء السياسيين المرهقين حول الوطن الجريح فهذا حق السودان عليها …
*الآن* *بدخول* القاهرة على الخط يقينى أن الأزمة فى طريقها للحل الذى تلوح مقدماته فى الحديث عن التسوية السياسية الشاملة والمصالحة الوطنية الكاملة التى تعلم القاهرة أكثر من غيرها من عواصم الدنيا أنها تشبه تاريخ ومستقبل السودان المنشود ..
*بدخول* القاهرة ستناقش الملفات على طاولة غير متهمة فى نواياها تجاه الشعب السوداني.
*وبدخولها* سيجلس الفرقاء على منصة لا يمكن إستمالتها لصالح أجندة خفية تتعهدها سفارات الغرب البعيد بالرعاية والوصاية.
*بدخول* القاهرة سيتناقش الأخوة مع بعضهم دون حواجز وستجد كل كتلة وكل حزب نفسه فى حجمه الطبيعى …فهى الخبيرة بالشأن والجار الجنب ..
*يقينى* أن مصر لابد قد أعدت ملفاً بارداً كاملاً حول الأزمة السودانية والأخطاء التى صاحبتها خلال السنوات الماضية ..
*سنمضى* إلى القاهرة ..كما نفعل دائماً وكلنا أمل فى الإختراق الأخير..الكبير ..الخطير للشأن السودانى..
نعود..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *