المقالات

تحبير د.خالد أحمد الحاج يكتب: الوعي أولا وأخيرا

اتفق علماء الاجتماع على أن ارتفاع معدل الوعي في المجتمع مطلوب لأنه يقود إلى اطلاع المكون السكاني بما هو مطلوب منه، الوعي قيمة لها أبعاد معرفية وأخرى سلوكية تتكامل مع بعضها البعض. وحاجة الأمم والشعوب لتمام الوعي حاجة أساسية لا غنى عنها، بغض النظر عن كون الشعوب المستهدفة به متقدمة أو نامية، المعني بها في المقام الأول والأخير “الإنسان” على اعتبار أنه عماد التنمية، وأن الوعي يساهم بقدر كبير في معرفته بحقوقه واطلاعه بواجباته، وهذا ركن ركين اهتمت به حركة الوعي الإنساني في تطورها ونموها.
مع ضرورة الالتزام بالضوابط والمبادئ التي تحكم العلاقة بني الإنسان فيما بينهم على مستوى العلاقات الاجتماعية التي تعد أهم تمظهر يمكن أن تقاس على غراره العلاقات ومدى ارتباط ذلك بالدولة والنظام السائد.
على الصعيد الإقليمي هناك قصور كبير في الاعتناء بحركة الوعي ونموه، ويرى العديد من المهتمين بهذه القضية أن تغييب الوعي لا يعدو أن يكون مسألة مقصودة لذاتها، لكي تنصاع الشعوب ما أدى لاتساع الفجوة بين الأنظمة الحاكمة والشعوب، لكن ذلك لا يعفي قادة المجتمع، وأهل الاختصاص من الإسهام في رفع نسبة الوعي إدراكا لأهميته. ويختلف الاهتمام بالموضوعات حسب الحاجة إليها، في كثير من الأحيان تطفو على السطح قضية سياسية ما، على حساب قضية اجتماعية أو اقتصادية، أو غيرها من القضايا التي تشكل أهمية بالغة لدى الجماهير.
ترتيب الأولويات أساسي في حركة الوعي الإنساني، من واقع أن تغييب الحقيقة عن الشعوب يولد ردود أفعال يصعب التكهن بما يترتب عليها، ويعتبر هذا خلل في الرؤية، وفي طريقة تطبيقها. ما مدى ارتباط حركة الوعي باستدامة النظام الديمقراطي الذي يعزز تداول السلطة سلميا ؟ وهذا مربط الفرس بالنسبة للشعوب النامية حيث لا ينفصل الراهن السوداني عنها، من واقع انسداد الأفق السياسي، وغياب الحلول الجذرية للأزمة الراهنة، ونتيجة لذلك وصل السياسيون إلى طريق مسدود تجاه العديد من القضايا محل الاختلاف. خطورة غياب الوعي من شأنها أن تجعل الحابل مختلطا بالنابل، وأن تغييب الشعوب عن الحقيقة سيقود إلى ما لا تحمد عقباه.
الشفافية هي بوابة للوعي، إذ لم يخل أي دستور منها انتقالي أو دائم، صراحة أو ضمنا، وتكمن أهمية الوعي في أنه ميزان راجح في إرساء مبادئ العدالة، وفيصل بين ما هو صحيح، وما هو خاطئ، لذلك تحتاج العدالة إلى اكتمال أركان الوعي، باعتباره داعما لها.
تنمية حركة الوعي معنية بها مؤسسات الدولة المختصة كأجهزة سياسية ومؤسسات تعليمية ومؤسسات حزبية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها.
التراجع في الاهتمام بحركة الوعي ظاهرة متنامية، تحتاج إلى إرادة لتدفع بها لتقود في الأخير إلى خدمة الصالح العام، من جهة أخرى فإن مراجعة القصور ضرورية لضمان قبول الشارع بكل ما تقول به الأنظمة الحاكمة، مع ضرورة ربط ذلك بالأفكار السائدة في المجتمع.

مواضيع ذات صلة

شهادتي لله.. الهندي عزالدين يكتب: اتفاق عودة “دقلو” .. من ينسج الوهم ؟

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب : (زول حارسك وزول حاميك)

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: عرمان طائر الشؤم !!

عزة برس

الضوء الشارد .. عامر باشاب يكتب: الإمارات و ( المرارات ) يا “برهان” أقطعوا العلاقات.!!

عزة برس

شهادتي لله.. الهندي عزالدين يكنب: ” عسكوري” و”أردول” ثنائية الحُب والسلام

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: الشلاقة ..!!

عزة برس

اترك تعليق