مرت ثلاثة أسابيع على الحادث الأليم الذي أدي لغرق طلاب الطب الأربعة بمنطقة بتري جنوب العاصمة الخرطوم بالنيل الأزرق، وهو حادث اهتزت له القلوب وبكت العيون وامتدت مساحات الحزن بطول البلاد وعرضها، بل وصلت دولة اليمن حيث كان أحد المفقودين من أبناء ذلك البلد الشقيق، كان يتشارك العلم مع اخوانه السودانيين، ثم تشارك معهم الشهادة والسبق إلي الجنة بإذن الله.
نعم كان ولا زال الحادث مؤلما والحزن يعتصر قلوب الأسر ومعارف الأطباء وزملاءهم وأصدقاءهم، الذين تبدلت فرحتهم بتخرجهم إلى حزن دفين سكن القلوب والبيوت، وحتى اليوم تخنق العبرات الناس ودموعهم تسبق كل أشكال التعبير، يعصمهم الايمان بالله، ويقويهم الصبر والمصابرة، وتدعمهم وقفات الناس من حولهم.
لكن الأمر الجلل الذي جعل النفوس لا تقر والقلوب لا تهدأ، هو عدم العثور علي الجثامين الأربعة، لم يتكمن الناس برغم مرابطتهم علي أماكن متعددة بشاطئ النيل من العثور علي واحد منهم، والأمل لا ينتهي والعشم كبير في العثور علي الجثامين ومن ثم مواراتها الثري لتصبح لهم قبور معروفة يزورها أهلهم ويرفعون عندها الدعوات.
اللهم إن الموت حق مكتوب علي كل المخلوقات ومقدر علي الجميع ولكل نفس أجل وكتاب، لكن الأمل في رحمة الله كبير وهو باب مشرع بلا أقفال، ومن هنا فان أهل الأطباء الشهداء يناشدون كل أهل السودان، بداية بوزارة الداخلية والدفاع المدني، والسباحين وأصحاب الخبرة في هذا المجال، والمنظمات الطوعية، والأهل الكرام في منطقة بتري والشلال السادس والشلال الخامس وهي مناطق يكثر فيها الوصول للجثامين عادة. بأن يتواصل البحث عسي ولعل أن يتم العثور عليهم.
هذه المناشدة هي لسان حال الآباء والأمهات والاخوان والأصدقاء، وإن كان أهلنا في السودان لا يحتاجون لمن يدلهم علي مثل هذه الدروب فهم أهل النخوة والمواقف المشهودة، فقط هذا حديث في باب الذكري. كما نناشد الجميع بأن يرفع أكف الضراعة بالدعاء لهذه الأسر، ونعرف من ظل منهم ساهرا حتى اليوم يمسح دمعه ويداري حزنه مستعصمين بدينهم ومتمسكين بإسلامهم.
اللهم اننا نسألك أن تجمع هذه الجثامين وتيسر دفنها ومواراتها الثري، ونسألك أن تربط علي قلوب أهلهم وذويهم بالصبر والايمان انك نعم المولي ونعم النصير.
مناشدة مفتوحة للجميع البحث عن جثامين الأطباء الأربعة.. د علي الكرار هاشم محمد
