المقالات

السُودانيون فى مصر وسفارة بلادهم.. عمار العركى

* صدر اليوم الجمعة 9/30 بيان عن إعلام السفارة السودانية بالقاهرة جاء فيه :
* تعلن السفارة السودانية لمواطنيها الكرام ان السلطات المصرية قررت تمديد فترة السماح “باقامة السودانيين” لتوفيق اوضاعهم لستة اشهر اخري ابتداء من الثاني من اكتوبر 2022 .
* والسفارة السودانية اذ “تزف” هذه البشري لمواطنيها تتقدم بايات الشكر والتقدير للحكومة المصرية التي “تعطي” العلاقات بين البلدين اهمية كبري ، حيث ان هذا القرار ” يعزز حالة من الاستقرار وكافة جوانب الحياة للمواطن السوداني علي ارض مصر الشقيقة”.

* بالرغم من اللغط والجدل المعروف حول اتفاقية (الحريات الأربعة) التى إلتزم ويلتزم السودان بتنفيذها من جانب واحد ، بينما يتلكأ ويماطل الجانب المصرى فى تنفيذها منذ التوقيع وحتى الآن ، فهذا لا يمنع من تقديم صوت الشكر والعرفان للقيادة المصرية لهذا التمديد الثاني فى ظل ضغوط ومطالبات داخلية مصرية ضاقت ذرعا بهذا الوجود المتزايد. يوميا، الذى تجاوز ال (الثمانية مليون) سودانى .
* بعيدا عن جدل الحريات الأربعة ومبدأ التعامل بالمثل ، وقريبا من بيان السفارة السُودانية الهزيل والمعطوب ، يؤكد على رأينا المسبق الذى عبرنا عنه مسبقاً فى هذه المساحة ، لأداء السفارة – الذى يعتمد على مجهود ومهارات فردية لبعض العناصر المتميزة – الذى لا يرقى لمستوى تحديات العلاقات بين البلدين ، وضربنا العديد من الأمثلة بملفات و قضايا عالقة ليس للسفارة أى دور واضح وملموس فيها ، كما أننا لم نعهد ان تصدر السفارة بيانات اعلامية للتنوير بالفاعليات والتطورات المهمة ومؤثرة فى جانب العلاقات مع مصر ، او النشاط الذى تقوم به الوفود او الزيارات على مستوى قيادات البلدين ، أو أى دور إيجابى للقضاء او الحد من المهددات والتحديات التى تعيق مسار العلاقات خاصة ازمة الإعلام المتطرف و السالب ، ولكنها تُسارع لبيانات العلاقات العامة الروتينية لا ناقة لها فيها ولا جمل.
* بيان السفارة أعلاه ، أعتقد كان له الإكتفاء بالشكر والثناء للقيادة المصرية كإجراء دبلوماسى روتينى ، ولكن ابت السفارة الا وأن تتذاكى وتتمظهر ، من حيث تدرى أو لا تدرى، وثقت لفصل من فصول التملق الدبلوماسى ،و “شالت حالنا وحالها” .
* فالكل يعلم بأن هذا التمديد هو الثانى من قبل القيادة المصرية ، والتى باتت تواجه تعالى أصوات إعلامية داخلية تحتج على تزايد موجة الوجود السودانى حتى بات ازمة داخل مصر ، إضافة لعدم ابراز البيان لأى مؤشرات او بوادر حلول مستقبلية “لمعالجة الأزمة” ، حتى يتم امتصاص غضب المحتجين ويصبروا “علينا وعلى قيادتهم شويتين كمان ” ولا نتسبب فى مزيد من الإحراج للقيادة المصرية التى تجاوبت وتعاطفت وتحملت الآثار السالبة لهذا الوجود وعبء المطالبات الداخلية الرافضة بما فيهو الكفاية.
* كذلك أصرت السفارة على مزيد من “شيل الحال وتخانة الجلد ” ، بقولها ( حيث ان هذا القرار “يعزز حالة من الاستقرار وكافة جوانب الحياة للمواطن السوداني” علي ارض مصر الشقيقة)، “يعني قاعدين قاعدين على قلبكم”،
ونسيت او تتاست أن هذا “التعزيز” هو من صميم مهامها التى أبتعثت من أجلها ، فما هو دور السفارة فىى إحتواء ازمة الإقامات ومعالجتها طيلة فترة الستة أشهر ، مما جعل القيادة المصرية تلجأ للتمديد لفترة مماثلة أخرى ؟؟؟
* ما هو دور السفارة تجاه بعض من شرائح الوجود السُودانى السالب والضار والذين غالبيتهم يدخلون فى دائرة المخالفين للقوانين المصرية الداخلية ، والتى يجب أن تُحترم وتُراعى ، ان كانت جنائية أو مدنية او متعلقة بالاقامة او العمل…. الخ
* خلاصة القول ، فى الظروف الطبيعية والعادية فإن إدارة ومراعاة وضبط شئون جالية بحجم شعب ( ثمانية مليون) مهمة ليس بالسهلة لأى بعثة نموزجية، فما بالكم بالبعثة الدبلوماسية الحالية فى مصر ، فالقيادة المصرية إذا صبرت وتحملت هذا الوجود المتزايد بكل سلبياته ، فلن تصبر وتتحمل الضغوط والمطالبات الداخلية ، فبالتالى يجب الوقوف على بعثتنا الدبلوماسية فى مصر وتقييم آدائها ومن ثم التقرير بشأنها.

مواضيع ذات صلة

ماذا ينتظر الجنجويد؟؟ بلقم: عمر عصام

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

اترك تعليق