المقالات

على هامش اليوم الوطني للمملكة.. مملكة الإنسانية تتمدد في النسيج السوداني.. خيرا وبرا وإحسانا.. د. محمد خليفة صديق

المملكة العربية السعودية بلد يمتلك ناصية الشرف من جميع الجوانب، فهي صُرة العالم الاسلامي، ومهبط الوحي الكريم، وموطن الإسلام الأول، وهي بلاد لها في عنق كل مسلم يد سلفت ودين مستحق … بلاد الحرمين الشريفين، هي بلاد ائتلف فيها القرآنُ والسلطان، وتواثقت فيها الدعوةُ والدولة، وتآخى فيها العلماءُ والأمراء، لها سعيها المشهود والدؤوب لتحقيق التضامن والإلفة والترابط بين الدول الإسلامية، ولها دورها الرائد في العمل الخيري والانساني عبر مؤسساتها الكثيرة وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية الذي بات درة في جبين العمل الخيري والإنساني الذي تقوم المملكة في العالم، وإمتدت أذراعه لعدد كبير جدا من الدول التي تعاني مشكلات الفقر والمرض والكوارث الطبيعية وغيرها.
والسودان له علاقات وطيدة مع المملكة، يستذكرها اليوم بمناسبة العيد الوطني الثاني والتسعين للمملكة، وهي علاقات ضاربة الجذور عبر الزمن، منذ رحلات طريق الحج الإفريقي والتى كان السودان معبرا لها من افريقياإلى الحجاز، وكان السودان يرسل كسوة الكعبة في زمن ليس بالبعيد، وفي السعودية جالية سودانية تجد التقدير وتبعث على الفخر لتميزها، والاستثمار السعودي في السودان له تاريخ قديم وجذوره كبيرة في تاريخ البلدين على مختلف العصور والعهود وتداول المسؤولين هنا وهناك.. والسودان لا ينسى رعاية المغفور له الملك فيصل يرحمه الله احتفال السودانيين برفع علم الاستقلال مطلع يناير عام 1956م ، وبعد ذلك وقبله تواصلت المعالم البارزة في علاقة ممتدة لأعمق أعماق التاريخ، وهناك شراكات بين عدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات والجامعات في البلدين، ويظل دور المملكة الخيري والإغاثي والإنساني هو على رأس أدوار المملكة في السودان، وهي دائما تحمل قصب السبق في كل الكوارث التى تلم بالسودان، وليس أدل على ذلك من الوقفة الكبيرة التي وقفتها مع المتضررين من السيول والفيضانات الأخيرة، ولا يمكن الاحاطة بدور المملكة في السودان فهو أكبر من كل الكلمات.
وظل السودان ضمن سياق الاهتمام السعودي المعهود بالقضايا العربية وشؤون الدول الشقيقة، حيث تواصل المملكة العربية السعودية تكثيف اتصالاتها ونشاطها مع المسؤولين بالسودان عبر سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم علي بن حسن جعفر الذي استحق الجنسية الفخرية السودانية بعد أن أصبح جزءا من النسيج الاجتماعي لا تكاد تفقده في أي تجمع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي في الخرطوم وخارجها، ويستغل كل سانحة لتوطيد دعائم العلاقات السودانية السعودية، وكان له دور مشهود في مؤتمرات أصدقاء السودان التي عقدت بالرياض، وجهود المملكة في عملية إعفاء السودان من ديونه، وللمملكة بالطبع دورها المشهود في ذلك بجانب جهدها المعلوم في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، وهي اليوم أهم دولة في النشاط السياسي في الفترة الانتقالية الحالية، وتفوقت في الاهتمام بالشأن السوداني على الدول الغربية بجدارة تليق بها.
والسودان يستفيد من السعودية في جوانب متعددة حيث يستقبل السودان سنويا أكثر من سبعة مليارات ريال سعودي هي حجم تحويلات المغتربين السودانيين في المملكة، بجانب الاتفاقيات والتحويلات الرسمية الأخرى وهي جزء من حجم العائدات المالية على الاقتصاد السوداني من السعودية، بجانب اتفاقيات القروض التي تذهب نحو الاستثمار في البنى التحتية بما يؤكد الرغبة في اتباع نهج جديد لمعالجة مشكلات التنمية في السودان، كما ارتفع حجم الاستثمارات السعودية بالسودان إلى أكثر من 25 مليار ريال في عدد من المشروعات المهمة والحيوية بالبلاد.
مما يشير للعلاقات المتميزة بين السودان والمملكة، واستشعار المملكة للظرف الدقيق الذي تمر به البلاد قيام المملكة بإعادة جدولة ديونها المترتبة على القروض وبرنامج الصادرات السعودي المقدمة من الصندوق السعودي للتنمية بالإضافة إلى الودائع التي قدمتها المملكة للخرطوم؛ فالسودان ظل على مدى سنوات طويلة يتلقى قروضا وودائعا ودعم متنوع من المملكة للسودان في المجالات التنموية المختلفة، كما لم تمنع هذه الجدولة الصندوق السعودي للتنمية من القيام بتمويل مشروعات جديدة بالسودان، على عكس البنك الدولي الذي اشترط الايفاء بالديون السابقة قبل اقراض السودان من جديد.
كما قامت المملكة خلال الفترة الماضية بدورٍ رياديٍّ في دعم جهود التنمية في السودان، وقد تنوّعت أشكال الدعم المقدمة مثل تقديم المنح لتنفيذ مشاريع تنموية، والمساعدات غير المستردة بجانب المساعدات الإغاثية العاجلة في أوقات الكوارث والأزمات، والقروض الإنمائية الميسرة لتمويل عدد من المشروعات والبرنامج التنموية بالبلاد، وذلك في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإسكان والبنية التحتية.
والسودان أحد أكثر الدول استفادة من الصندوق السعودي للتنميَّة، حيث قامت المملكة العربيَّة السعوديَّة عبر هذا الصندوق بدورٍ رياديٍّ في دعم جهود التنمية في السودان، وقد تنوّعت أشكال الدعم المقدمة مثل تقديم المنح لتنفيذ مشاريع تنموية، والمساعدات غير المستردة بجانب المساعدات الإغاثية العاجلة في أوقات الكوارث والأزمات، كما قدم الصندوق للسودان قروضا إنمائية ميسرة لتمويل عدد من المشروعات والبرنامج التنموية بالبلاد، وذلك في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإسكان والبنية التحتية. ومن أبرز المشروعات الضخمة التي ساهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويلها بالسودان مشروع سد مروي، ومشروع تعلية خزان الروصيرص، ومشروع سكر النيل الأبيض، ومشروع مجمع سدي أعالى عطيرة وستيت، ومشروعات حصاد مياه الأمطار ومكافحة العطش في الريف السوداني وغيرها.
ونحن اليوم نشد على يد كل سعودي مقيم بيننا في أرض السودان بمناسبة اليوم الوطني ، على رأسهم طاقم السفارة بقيادة السفير علي بن حسن جعفر، والمستشار السياسي والإعلامي عبد الله الشهري، والملحق الثقافي عبد الله الهاشمي وبقية العقد الفريد من سعوديين وسودانيين يسهرون من أجل توطيد علاقات البلدين، وكذلك المؤسسات السعودية التي تعمل بالسودان من مؤسسات خيرية مثل مركز الملك سلمان ورابطة العالم الإسلامي،والندوة العالمية للشباب الإسلامي التي تقوم بجهود كبيرة في العمل التطوعي والخيري والتعليمي والتنموي عبر مكتبها النشط بالسودان، ومكاتبها في إفريقيا والعالم. وختاما وفق الله المملكة في كل ما تقوم به من دعم مستمر ومتواصل للعمل الخيري والإنساني في مختلف بقاع الأرض، وهو ما يشهد لها بقيمها الإنسانية الرفيعة المستقاة من روح الإسلام وقيمه،سائلين الله المولى الكريم أن يديم خيرها وبرها وأمنها وسلامتها وعزها.

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

اترك تعليق