مقال

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب : مابين عرفان صديق وعرفان اوغلو !!

– حينما غادر السفير البريطاني عرفان صديق السودان منهيا فترة عمله كسفير لبلاده في الخرطوم ودعته اللعنات ودعوات الحادبين على امن واستقرار البلد المنكوب بعد رسم عرفان الصديق الخطوط العريضة لنفاذ مخطط اشعال الفتنة باجادة فنون التخابر في مرحلة مفصلية عقب التغيير الذي طال نظام الحكم في ابريل ٢٠١٩م .. عرفان صديق البريطاني ذو الاصول الباكستانية والذي يتحدث العربية بلسان مبين ويعد احد السفراء الغربيين والاقليميين “الصابنها” مع الثوار امام بوابة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة اثناء حراك الاعتصام الشهير في اكبر اختراق لمبادئ العمل الدبلوماسي واعرافه وتقاليده التي تمنع التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف .. ولكن حالة (صديق) تجاوزت كل المواثيق الدولية واظهرت الجانب الخفي للوجه الاخر للدبلوماسية وارتباطها بعمل المخابرات ..
– ممارسة العمل الاستخباري امر متعارف ومتفق عليه داخل دوائر السفارات وفق القنوات المتاحة لنقل المعلومات وصياغة التقارير حول مصالح الدولة الضيف داخل المجال الحيوي للدولة المضيفة ولكن يظل ذلك العرف حبيس اسوار السفارة والحقائب الدبلوماسية وادوات التراسل الشبكي والسلكي واللاسلكي لارسال المعلومات التي تضمن مصالح الامن القومي للدولة والحفاظ على علاقات ذات مصالح مشتركة تقوم على الاحترام المتبادل والحفاظ على علاقات متميزة بين دولة السفير والدولة التي تستضيفه ..
– ومثال لتلك الحدود الفاصلة مابين بناء العلاقات الدبلوماسية الايجابية والتخابر لتنفيذ المخططات الدولية والاقليمية يطل نموذج اخر لسفير يحمل ذات الاسم الاول لعرفان البريطاني المغضوب عليه الا وهو السفير عرفان نذير اوغلو سفير تركيا بالخرطوم لسنوات مضت حافلة بالاحترام المتبادل لخصوصية العلاقة بين الدولة الضيف دون تدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة .. فرق شاسع بين (العرفانين) الاول يحشر انفه في كل تفاصيل الشان الداخلي والاخر يسعى في بناء علاقات تحمل في ثناياها الادب الجم والاحترام المتبادل .. دخل (عرفان اوغلو) قلوب السودانيين قبل بيوتهم ، جلس معهم وخالطهم في مناسباتهم الاجتماعية .. احترم توجهاتهم السياسية ووقف على مسافة واحدة من كل مكونات الحراك السياسي .. لم يلحظ عليه ممارسة اعمال لا تصب في احترام خيارات الشعب السوداني ..
– عرفان نذير أوغلو سفير جمهورية تركيا لدي الخرطوم بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسودان .. عبّر عن تقديره لحكومة وشعب السودان موضحاً ان تركيا تتطلع إلى توثيق علاقاتها السياسية والاقتصادية مع السودان، واعرب عن ثقته في قدرة السودانيين علي تجاوز المرحلة الراهنة والوصول إلى توافق وطنى يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى مرحلة الانتخابات واختيار برلمان منتخب .. تلك هي الخطوط العريضة التي يدلي بها الدبلوماسي لتطوير علاقات بلاده والحفاظ على الاحترام المتبادل بينها وبين شعب يحسن الوفادة ويكرم الضيف ويحفظ الود لمن هم يبادلونه ذاك الاحترام ولا يتعدون حدودهم ويتطاولون على خياراتهم وشؤونهم الداخلية والا حين مغادرتهم تودعهم اللعنات كما فعل الرئيس الاسبق البشير (فك الله اسره) يوم صرفه (البركاوي) للحيزبون سفيرة بريطانيا التي خلفها السفير عرفان (غير) الصديق .. بالتاكيد سيذكر الشعب السوداني ومجتمع الخرطوم لعرفان نذير اوغلو تلك السنوات بالخير وهو ينهي فترة عمله سفيرا لتركيا الشقيقة بالعاصمة الخرطوم بينما يظل عرفان الاخر محل الريبة والظنون فيما فعل من افاعيل لاتزال البلاد تعاني من اثارها السالبة على نسيج المجتمع السياسي والامني بالبلاد ..

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: غباء (قحت).. (الكيزان و فرز الكيمان)

عزة برس

وھج الكلم .. د حسن التجاني يكتب:( الحياة بقت مسيخة)….!!

عزة برس

رسالة من عبدالحميد كاشا في بريد هؤلاء

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بين جيشين فى كسلا وبورتسودان

عزة برس

عمار العركي يكتب: مقاومة والي القضارف لمقاومة ولايته الشعبية

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: المسكيت: أرى أشجارا تسير ..!!

عزة برس

اترك تعليق