مقال

محمد عبدالقادر يكتب: عيد الجيش في شندي .. الرسائل والاسئلة والظنون ؟!

عدنا من شندي بعد حضور الذكرى الثامنة والستين لتاسيس الجيش السوداني ، اختيار المدينة برمزيتها التاريخية والمناطقية كان موفقا والجيش يعزز وجوده في المشهد ويواجه سيلا من الاستهداف الممنهج في مرحلة فاصلة تقتضي ان يكون حاضرا وفاعلا ومؤثرا.
ارث الفرقة الثالثة العسكري واستدعاء بطولاتها وسير عطائها الوطني الباذخة كان كافيا لوضع رسائل تحتاج القوات المسلحة ان تضعها في بريد ( من يهمهم الامر).. تاريخ من العسكرية الناصعة التي توارثتها الاجيال ودونها التاريخ في سجل البطولان العظيمة والتضحيات الموثقة..
صحيح انه لم يكن هنالك تخطيط لاستدعاء رمزية شندي في احتفالات الجيش هذا العام، ولكن معطيات الساحة تبرم موعدا مع فكرة الظنون باسئلتها المتناسلة عطفا على انحدار الفريق اول عبدالفتاح البرهان من المنطقة.. ونظرا لانها تمثل بقعة جغرافية تتكاثف في فضائها الكثير من اسئلة السياسة في وطن تستهدفه بعض الجهات باثارة المناطقية والنزعات القبلية ..
ولكن مع شندي تلتقي خطوطز الطول والعرض ويلتف الجمع حول فكرة القومية النبيلة بعيدا عن عصبية القبيلة، ف(الفرقة الثالثة مشاه ) التي عشنا ازهى ايامها الخالدات كانت بوتقة انصهرت فيها كل الجهات والاعراق وقدمت للسودان نموذجا استثنائيا في التعايش والتواصل والترابط بين ابناء السودان اجمعين.
شندي مدينة لا تسالك عن بطاقة القبيلة ولا الديانة لكنها تستوعبك وفق منظومة اجتماعية متسامحة اوجدت حصورا بهيا لكل السودان في بقعة جغرافية مثلت سودانا مصغرا عشنا ايامه وتنفسنا خصائصه واستمتعنا بتداخل وطني اهدانا نسيج السودان الوطن الواحد ( ماقد كان وما سيكون).. واسالو اهلنا الاقباط) و( توب الكرب الجابوهو النقادة)..
الجيش اراد وعبر العرض العسكري القوى والكبير ان يحشد كل قوته امام مراى ومسمع من العالم وان يعلن الطامعين والحالمين ان قواتنا المسلحة ستظل الدرع الحامى والجدار الواقي والصخرة التي تتحطم عندها مغامرات الطامعين في تفكيكها واضعافها ووضعها خارج سياق الاحداث…
وجود قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي كان مهما في مشاهدة العرض العسكري باعتباره قائدا لقوات الدعم السريع التي تشارك الجيش في ادارة الفترة الانتقالية وتواجه تقاطعات عديدة تحاول تازيم علاقتها مع القوات المسلحة، واظن ان كثيرا من الرسائل التقطها الرجل وهو يتابع العرض القوى الذي قدمه الجيش لقواته المختلفة ( برا وجوا).
وفي ظل الحديث المتكرر عن اعادة هيكلة الجيش ودمج قوات الفصائل المسلحة في الترتيبات التى اقرتها اتفاقية جوبا يبقي مثل هذا العرض مهما ومطلوبا لتقديم الرسالة الوطنية التي ظل يحملها الجيش وللتبشير بقدراته والتنبيه الي قداسة وضعيته بين اهتمامات المواطن السوداني…
رسائل السياسة التي انطلقت من منصة الجيش وارسلها البرهان من شندي كانت تضع الساسة امام خيارين وتؤكد ان الجيش حدد المطلوبات القادمة وفقا لقياسات المرحلة الدقيقة .. البرهان كرر حديثه للسياسيين (اما التوافق او الانتخابات) وفي مثل هذه الدعوة ما ظل ينتظره المواطن السوداني من قرارات تعيد قاطرة الفترة الانتقالية الي مسارها الصحيح بعد ضربت الفوضي باطنابها وباتت بلادنا علي حافة الانهيار…

نواصل

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: غباء (قحت).. (الكيزان و فرز الكيمان)

عزة برس

وھج الكلم .. د حسن التجاني يكتب:( الحياة بقت مسيخة)….!!

عزة برس

رسالة من عبدالحميد كاشا في بريد هؤلاء

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بين جيشين فى كسلا وبورتسودان

عزة برس

عمار العركي يكتب: مقاومة والي القضارف لمقاومة ولايته الشعبية

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: المسكيت: أرى أشجارا تسير ..!!

عزة برس

اترك تعليق