المقالات

الصندوق الأبيض السلاح الحائر..نادية عثمان

من المعروف والمؤكد منذ زمان بعيد أن الذين كانوا يستعملون السلاح هم الأفراد الذين ينتمون إلى القوات النظامية أو فئة محددة من المواطنين يستعملونه سلاحًا شخصيًا بعد حملهم التراخيص والتي لا تعطى إلا لمن يستحقها فعلاً وغالبًا كان بغرض الصيد البري. والسلاح أداة تستعمل في ميادين القتال لغرض الدفاع، الهجوم، أو التهديد لتصفية أو شل الخصم أو العدو، أو لتدمير ممتلكاته أو لتجريده من موارده ويمكن أن يحدث ضررًا ماديًا.
المقدمة الآنفة الذكر تمهيدًا لما ظللنا نسمعه كل يوم وصباح جديد من فقدان لروح جديدة بالسلاح وللأسف مرتكبها يكون أحد المسؤولين عن النظام والأمن في البلاد، سواء عمدا أو من غير قصد، السلاح الذي أصبح في متناول يد كل إنسان حتى الذين بلغوا الحلم حديثًا.
بعد أن كان المواطن آمنا ومستقرا في بلاده أصبح يسهر الليالي في حراسة نفسه وعرضه وممتلكاته، كما أضحى عند التفكير في الخروج من منزله يعمل ألف حساب للطريق والسكة التي يراد الذهاب منها، يخرج مسلحا إما بمسدس أو سكينة أو عصا أو حديدة على أسوأ الفروض.
أمس القريب استقلينا (ركشة) لأحد المشاوير، يحكي صاحبها الذي لم يتجاوز عمره العشرين، يحكي أنه يمتلك سلاحًا داخل ركشته حتى يؤمن نفسه من حوادث وجرائم الطريق، ويؤكد أنه رغم وجود هذا السلاح لا يضمن أن يكون في أمان، لأن الجرائم أصبحت جماعية ومباغتة لا تعطيك فرصة بأن تستنجد بمن هم حولك لنجدتك، لذلك لابد من أن تكون جاهزَا لأي طارئ مهما كلفك الأمر حتى لو فقدان حياتك.
ما سرده هذا الصبي أصبح الآن حال كل مواطن سوداني، يفكر طوال يومه في وسيلة لتأمين حياته وحياة أسرته بمفرده دون مساعدة من أحد ولا حتى من جهة أو مؤسسة أمنية كما كان في السابق.
الشيء المطمئن هذه الأيام عكف شبابنا في كل حي مهموم بهذه القضية، عكفوا على إنشاء وتكوين دوريات نهارية وصباحية داخل الأحياء وقد نجحت هذه الدوريات في تحقيق العديد من الأهداف التي انشئت من أجلها، حيث أسفرت عن القبض على العديد من مرتبكي الجرائم ليلا ونهارا.
أصبح السلاح في أي مكان ويشهر في أي زمان وموقف ولدى أي فرد حتى ظننت أنه يباع مثله ومثل الضرورات للحياة. والذي يؤكد أن استعمال السلاح أصبح بصورة عشوائية ودون الرجوع للقانون شجار ونقاش بين مواطن عادي وأحد أفراد الأمن أودي بحياة شاب وإصابة آخرين في أمر بسيط لو كانت في تلك اللحظة حكمة ما كان حدث الذي حدث، الحكمة التي من المفترض أن يتحلى بها الطرفان وخاصة المسؤول أولًا الذي تعامل مع الأمر بصفة فردية دون الرجوع للقانون.
مابين استعمال السلاح بهذه الطريقة العشوائية والتي أصبحت ما أكثرها وبين استعماله لأغراضه الأساسية سيصبح حائرأ وتايهًا بينهما حتى تلتفت الدولة وتعالج هذا الأمر وبالقانون.
إلى متى تلتفت الدولة إلى هذا الأمر الخطير؟ إلى متى تظل هذه البلاد في حالة فوضى وعدم انضباط وكل يحمل السلاح ولا يدري إذا استعمله تجاه الآخر ما هي عواقبه؟ إلى متى نعيش داخل بلادنا ومدننا وأحيائنا وبيوتنا وبين أهلنا في خوف ورعب ووجل؟ إلى متى نظل نفكر قبل الخروج في وسيلة نؤمن بها أنفسنا حتى نعود سالمين؟ ومتى يرجع أهلنا السودانيون إلى التسامح، التعافي والتصالح والمحبة؟

مواضيع ذات صلة

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

محمد عبدالقادر نائبا للرئيس.. الاتحاد العربي للاعلام السياحي يعلن تشكيل مجلس ادارته الجديد.. الاعلان عن فعاليات في مصر والامارات والسعودية وسلطنة عمان

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: الامارات.. كيد وتطاول و( بجاحة)

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: رفقا بالجنرال عقار… وهؤلاء !!

عزة برس

اترك تعليق