بسم الله الرحمن الرحيم
الامانة السياسية
أن بلادنا اليوم غارقة في بحر ازمات تكاد ان تعصف بها وفي مقدمتها :-
*الازمة السياسية* التي تأخر حلها وفتحت الباب على مصرعيه للتدخلات الخارجية السالبة التي كادت أن تسلبنا قرارنا الوطني
*الازمة الاقتصادية* التي أمسكت بتلابيب البلاد واصبح المواطن يرزخ تحت وطأتها ويكتوي بنيرانها وانعدمت بسببها مظاهر التنمية بل يشهد قطاع الخدمات تدهورا وترديا مريعا.
*الازمة الأمنية* وهي انعكاس للأزمات السياسية والاقتصادية وضعف الدولة وغياب هيبتها وسيادة حكم القانون والفراغ الحكومي وتنامي خطاب الكراهية وتصاعد وتيرة النزعاة القبلية والإثنية والجهوية .
*وعليه نرى* أن بلادنا بحاجة لترتيب الأولويات بأعجل مايكون على النحو التالي :-
اجراء حوار سوداني سوداني شامل للجميع من أجل تحقيق التوافق ويجب ألا ينتظر فيه الممانعين الذين لم يقدروا ويهتموا بمصلحة الوطن وشعبه لأن الأوضاع في البلاد ما عادت تحتمل ويجب أن لا تكون البلاد التي على حافة الانهيار رهينة لأمزجة بعض الأحزاب .
وينبغي أن ينحصر هذا الحوار على مناقشة قضايا الفترة الانتقالية ويجب أن يفضي إلى توافق على دستور انتقالي او وثيقة دستورية تحكم ماتبقى من الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة توافق وطني من الكفاءات تعالج الأزمات وتهتم بمعاش المواطن وتحسين الخدمات وحفظ الأمن وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وتحقيق السلام وتهيئة المناخ لإجراء انتخابات وتوفير مطلوباتها ،
بالاضافة الى دعوة جميع القوى السياسية بلا استثناء وقيادات المجتمع والشخصيات الوطنية لحوار وطني يناقش جميع القضايا وفي مقدمتها القضايا التي كانت وما زالت تشكل بؤرة الخلاف والتشاكس والتباين منذ الاستقلال إلى يومنا هذا على سبيل المثال وليس الحصر ( قضايا الهوية – الاقتصاد – العلاقات الخارجية – نظام وشكل الحكم – التنمية والتوزيع العادل للثروة – إصلاح مؤسسات الدولة واجهزتها – الدستور ) ولصياغة مشروع وطني.
ومن هذا المنطلق ندعوا جميع القوى السياسية والمجتمعية والفاعلين في المشهد بأن يعلوا من المصلحة الوطنية وان يكون عندهم الوطن اولاً و ينخرطوا في حوار التوافق السوداني من دون أي اشتراطات او اجندات حزبية، فسفينة الوطن بحاجة إلى عمل جماعي وجهد الجميع لإنقاذها من الغرق .
*عيسى مصطفى/ الأمين السياسي لحزب التحرير والعدالة القومي*
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢