المقالات

الصندوق الأبيض .. على ماذا نتعارك ونتقاتل؟..نادية عثمان

أصبحنا ما أن يطل علينا يوم جديد إلا ونتلقى كارثة من الكوارث التي لم نفكر يوما من الأيام يمكن حدوثها في ربوع بلادنا الحبيبة وبين أبناء شعبنا الذي عرف دوما بالتسامح والتكاتف والمرؤة والشجاعة.
ما يحدث هذه الايام في ولاية النيل الأرزق تحديدا وعدد من الولايات الأخرى من قتل بلا رحمة وسفك للدماء وفقد للأرواح لا يمت لشعبنا وأخلاقه بأي صلة، الظاهر والمؤكد أن كل الذي يحدث مفتعل ومخطط له من جهات تريد زرع الكراهية وتأجيج الفتنة بين أبناء شعبنا لتحقيق مصالحها، جهات لا تريد لهذا البلد المعطاة ان يتقدم وينهض بسواعد أبنائه الذين من المفروض أن يتمتعوا بخيراته التي ذهبت وهربت كلها للخارج ليستفيد منها الغير ويصبح ويرجع أبناؤنا كل يوم إلى حالة الحروب، المرض، الفقر والدمار.
إن أبناء الشعب السوداني في كل شبر من أرضه في المدن، القرى، البوادي والحلال أو غيرها حتى في الخارج في أي بقعة من البقاع النائية، معلوم أنهم يتعايشون مع بعضهم البعض في تسامح ووئام دون تفرقة وتمييز بينهم من ناحية الجنس أو العرق أو القبيلة وغيرها ولم تكن بينهم ووسطهم يوما من الأيام تلك الكراهية والتمييز والتفرقة التي ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة، بتخطيط وتدبير من أطراف لا تريد لهذا الوطن الأمن والاستقرار والعيش في سلام.
على ماذا نحن نتعارك كل يوم وتسيل دماء أبنائنا أمام أعيننا، أبناءنا الذين نعتمد عليهم في السنوات والأيام المقبلة في نهضة وتقدم هذه البلاد، على ماذا نتقاتل وعدونا كل يوم جديد يضع لنا الخطط الخبيثة ليصل لأهدافه في ظل هذا الواقع المؤلم والمرير، ولا يهمه من قتل وأين وكيف ولماذا؟ لماذا نتقاتل وأمهاتنا وربات بيوتنا كل يوم تكلى ولا تنام وتغمض أعينهن من الوجع الذي يصيبهن من فقد أحد أفراد أسرهن؟ على ماذا نتقاتل ونحن نرى بلادنا تتراجع إلى الوراء وفاتها قطار التطور والحضارة ومواكبة كل جديد؟ على ماذا نتقاتل ونحن نعاني الجوع، الفقر، المرض والعوز؟ وعلى ماذا نتقاتل وأمور دولتنا غير مرتبة من أعلى الهرم إلى أسفله؟.
يا أبناء السودان وأهله وأصحاب الوجعة فيه، أصحوا وانتبهوا للفتنة القائمة، عدوكم بينكم ووسطكم وجد ضالته، بالغباء وعدم اللا مبالاة مهدتم له الطريق واسعا، أصحوا ولملموا صفوفكم قبل فوات الآوان وقبل الفأس تقع في الرأس، أصحوا وانتبهوا لمن حولكم ولا تعطوهم الفرصة وتندموا بعد فوات الأوان، ضعوا أيديكم في أيدي بعض وضموا صفوفكم وكونوا قوة يهابها كل من تسول له نفسه النيل من هذا الوطن المعطاة، سدوا المنافذ عن كل الذين ولعوا وأججوا هذه الصراعات ووقفوا متفرجين ينتظرون الفرصة لتمرير أجنداتهم وتحقيق أهدافهم التي ستدمر هذا الوطن.
يا عقلاء بلادي إلى الآن يوجد من بينكم رجل رشيد يحتوي كل المرارات السابقة، هل اجتمعتكم على كلمة سواء تخرج هذه البلاد من سيول الدماء وزهق الأرواح البريئة إلى بر الأمان والاستقرار؟

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق