المقالات

استراتيجيات ..د. عصام بطران يكتب : في الأراضي المقدسة .. قوات الأمن العام (شامة وعلامة) !!

– أمر المولى عز وجل رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) بأن يؤذن في الناس بالحج وخاطبه بأن رجالاً سيلبون ذلك النداء ويأتون إليه على كل ضامر من كل فج عميق .. والأذان هنا قصد به الإعلام والاِخِبار والنداء .. أما التلبية قصد بها التجمع الكبير في يوم الحج الأكبر على صعيد عرفات الطاهرة .. والفج العميق قصد به أقاصي الدنيا بما رحبت الأرض من سعة من الناس باختلاف ألوانهم وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم ولغاتهم ولكنهم اجتمعوا جميعا على مقصد وملبس وتلبية واحدة ..
– قالها عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اني انا رب الابل، وان للبيت ربا سيمنعه) فقال ابرهة: (ما كان ليمتنع مني) .. حينما خُيٍر عبدالمطلب بين حماية الكعبة وحماية (ضوامره) .. والشاهد على الحماية الإلهية لبيته المعظم إرساله جنودًا من السماء رمت جيش (أبرهه) بحجارة من سجيل جعلتهم كعصف مأكول حينما أراد هدم البيت المشرف .. لذلك إن التسخير الإلهي بلغة العصر وزيادة أعداد الحشود لأداء الفريضة بكل تلك الاختلافات المذهبية وأيضا الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية والفوارق الثقافية، كل ذلك ضاعف من مسؤوليات عظيمة تؤديها سلطات المملكة العربية السعودية خدمة وحماية للبيت العتيق وضيوف الرحمن أثناء أداء مناسك الحج.
– قوات الأمن العام في الحرمين الشريفين بتشكيلاتها المختلفة (الجيش، الشرطة، الدفاع المدني، القوات الخاصة، الحرس الملكي، المباحث، المخابرات، الجوازات، الجمارك والمرور) كانت عند الموعد وفاءا لتلبية النداء .. لايخلو شبر بالحرمين المكي والنبوي الشريفين والمشاعر المقدسة والجمرات ومنافذ دخول الحجاج بالمطارات والموانئ البحرية والبرية والمواقيت المكانية والطرقات العامة، لا يخلو من (الطير الأبابيل) ضباط وصف ضباط وجنود قوات الأمن العام السعودي .. أكاد أجزم بالقول مقابل كل حاج هناك ثلاثة من الجنود في خدمته وحمايته.
– تقدم قوات الأمن العام السعودي أنموذجا مشرفا لخدمة الحجاج والمعتمرين وإن كان واجبهم الأول هو تقديم الحماية الأمنية إلا أن خدمة الحجاج وإرشادهم ومساعدتهم بل حتى حمل الضعفاء منهم على ظهورهم كان العلامة المميزة لهم .. التعامل المهذب والأدب الجم والكلمة الطيبة والحرص على تقدير واحترام الحاج يقابله الحسم والحزم والقوة والصلابة في مواجهة المخربين والساعين للفتنة في أرض الحرمين الشريفين .. كل ذلك جعل قوات الأمن العام السعودي محل ثقة وتقدير من حجاج بيت الله الحرام .. لا يترددون في طلب الخدمة والاستعلام منهم رغم أن مهمتهم الأصيلة الحماية الأمنية وليس تقديم الخدمات .. تشاهدهم يقومون بتوزيع مياه الشرب والوجبات ونثر رذاذ الماء المنعش على رؤوس الحجاج والابتسامة تعلو على وجوههم والرضاء بالرهق والتعب والإجهاد مقابل راحة الحجيج قمة سعادتهم .. يخاطبون الحجاج بلغاتهم ولهجاتهم، يعرفون حتى تفاصيل عاداتهم وقبائلهم ومعالم بلدانهم .. تجري على ألسنتهم عبارة (لا تخالف النظام) تأدبا في مخاطبة الحاج المتجاوز للقانون وذلك لما في كلمة (النظام) و(الأنظمة) من سحر عظيم يدعو إلى الاستجابة بعكس جفاف كلمة (القانون)، فالنظام لا يتحقق إلا بتعاون الجميع والقانون وسيلة ردع وعقاب من طرف واحد.
– عقيدة قوات الأمن العام السعودي تختلف من تشكيلات قوات الأمن في دول العالم الأخرى، حيث تطغى الخدمة على الحماية لأنهم يعلمون أن للبيت رباً يحميه، لذلك تسمو مهمتم إلى رحاب أفضل وأسمى وأبرك قيمة هي خدمة ضيوف الرحمن في أطهر بقعة من بقاع الأرض (أرض الحرمين الشريفين) قبلة المسلمين وملاذهم الآمن.
التحية لرجال الآمن العام السعودي الذين لعبوا الدور المهم والفاصل في نجاح موسم حج ١٤٤٣ه بخلوه من حوادث الطرق والتدافع والإصابات والحرائق والسعي بالفتنة بين الناس وغيرها من منقصات الأمن .. كل ذلك بفضل تنفيذ محكم للخطة (الوقائية) و(العلاجية) لإدارة ملف الأمن المتشعب في وجود تلك الحشود البشرية الهادرة في مكان واحد ورقعة جغرافية صغيرة.

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

اترك تعليق