المقالات

الراصد ..فضل الله رابح يكتب: إلى البرهـان .. المرفعين بنط بمكان قصير

الصياديون فى غرب السودان لديهم مثـل شعبى وبالممارسـة بات قاعـدة فى التعامل مع الواقع والأحداث يقولون : ( المرفعين بنط بمكان قصيـر ) هكذا جرى تعاملهم مع المرفعين ( حيوان برى عنيف ) عندما يحاصرونـه كالعادة فهو يفكر الهروب من حيث مكان الضجة والتحذيـرات الكثيرة لكنـه فى نفس الوقت يعمل الف حساب للإتجاه الذي يكون حراسـه صامتون ولا أثر لـهم .. الآن عادت الحرية والتغيير للإسلوب التخويفى القديم للعساكر ( الإعتصامات والعصيان) كسلاح مع انهم يدركون تماماً أن الحيطـة القصيـرة هى المفردتين ( الإعتصام ـ وفض الإعتصام) فصيغ نصب الإعتصامات مجربـة عندهم رغم أن الحاضنـة السياسيـة الاساسية للثوار وحراكهم ليست الحريـة والتغيير الاولي ولا الحريـة والتغيير الثانيـة) بل هى حاضنـة خارجيــة ربما تكون بعثـة عبدالله حمدوك الاممية ورئيسها فولكر بيرتس طرفاً رئيسياً فيها خاصة أن الخطاب الاعلامى اليــوم يرسخ لـ (5) إعتصامات بالعاصمـة ومبعوثون دوليون يتوجهون للخرطـــوم ـ هذه الروايات التضخيمية مقصودة لتخويف العساكر ( حيطتهم القصيرة) تمهيداً لخروج المرفعين ( الحرية والتغييرـ) رغم الكوارث والانهيارات والفشل الذي صاحب تجربـة الحرية والتغيير وأخرجها من دائرة الفعل السياسي المؤثر فى السودان .. هاهم يعودون بذات طريقتهم العقيمة وينادون بذات خطابهم الممجوج وهم يخوضون جولـة جديدة من الصراع بعد إنتهاء مدة الثلاثــة سنوات بلا نتائج إيجابيـة توصلهم الي مبتغاهم .. هاهم اليـــوم يأتون والفاعل الاساسي امامهم هو فولكر بيرتس مهمته يكتسح الالغـام ويسوِّى الطريق للصفقات والتسويات وبدون أن يعترف عمر الدقير ومجموعته أنهم ليسوا مؤهلين للتعاطى مع قضايا الوطن بل انهم بدعمهم للفوضى بالبلاد يعملون لأجل سقوط الوطن وليس الحكم العسكرى أما رهان العساكر علي عامل الوقت في موضوع الاعتصامات فهو اسلوب لن يجدى نفعاً وربما يوسع دائرة الصراع ويدفع الجميع الي لعب اشواط إضافيـة مع العلم ان الوقت الاصلي الـ 90 دقيقـة من عمر المباراة قد انتهى بهزيمة الحريـة والتغيير ومغادرتها المشهد والآن بات الحَكَمْ ينظر الي ساعتـه والي ( اللاين مان) حتى ينهي المباراة غير المتكافـئة لكن مجموعة (4) طويلـة قصدت أن ترسخ فى ذهن البرهان والمجموعـة التى حولـه وهم كبير يؤكد أن البعثـة الامميــة برئاسـة فولكر والإعتصامات) اصبحتا بالنسبة للعساكر مثل ( بيضة أم كتيتي كان شلتـها بتموت أُمك وكان خليتـها بتكتـل أبُوك) وهى فى حقيقتها غير ذلك .. ومن هنا إن حالة المكون العسكرى والحرية والتغيير يجسدها حال الزاهـد مالك بن دينار الذي رأي يوماً غراباً مع حمامـة فعجب من ذلك وقال : إتفقا وليس من شكل واحد ثم طارا فإذا هما أعرجـان فقال : من هاهنـا اتفقا فلا يتفق إثنان الا وفي أحدهما وصف من الآخـر وإلا لما كانت بينهما مناسبـة ولذا يختار كل واحد من يصاحبـه وكل زوج من يناسبـه من البطانـة والخواص المقربون .. فإذا لم ينتبه البرهان إلى أن منطق الاعتصامات كآليـة من اهدافـه الصراع حتى إعادة بنـاء السودان ليتناسب مع من يريدونه ان يحكم فهو يكون مخدوع .. اليـوم بدأ تسويـق (5) إعتصامات بالعاصمة إعلامياً مع أن الحرية والتغيير (4) طويلة غير مسيطـرة علي حراك الشارع لكنها اعلنت فى مؤتمر صحفي انها تدعم الاعتصامات والعصيان المدني كاليـة افتراضية لتعريـة الخطاب العسكري دون ان تلـوم اي ممارسات سالبـة لما يجري من اغلاق للطرق وتعطيل لمصالح الناس ومحاولات حملهم قسراً الى ما يحلمون تطبيقـه من افكار مستحيلـة وفاشلة ومجربـــة ولا يكترسون حتى إذا ادخلوا كل البلاد في الحالـة المعتمة ( حالة اللاستقرار) وعملوا علي تعطيل الانتاج وشل حركة الاقتصاد كما هو حالنـا اليوم .. نختم ونقول أن المخرج الوحيـد من هذا الإستعصاء الوطنى هو قيام الإنتخابات وهي التي تعطى الشرعيـة الجماهيرية وهي التي تجعل الشعب يفاضل بين حزب وحزب ومشروع ومشروع وشخص وآخر .. وإذا لم ينتبه البرهان الذي أصدر القرارات التصحيحية فى 25 اكتوبر الماضي سيقع أسير لاوهام اليسار وشعاراته الجوفاء فعلي الجيش أن يشتغل علي كل النماذج والصور والهويات الوطنية سوا كانت جامعة او منفردة وبالممارسة بامكانه ان يتبين مزايا كل نموذج وعيوب ونواقصه وثغرات كل نموذج وعوراتــه وبمعرفـة ذلك يستطيـع الجيش أن يكسِّر كل القوالب الحالية ويتجاوز التصنيفات والثنائيات لا من أجل بناء نموذج جديد يحتـذى فحسب بل من اجل فهم ما تعجز عن فهمه وإدراكه القوي السياسيـــة بجميع طوائفها اليمينة واليسارية وأنساقها ونظرياتها التي وردت في مشروع ميثاق الحرية والتغيير فشاغل الجيش يجب ان يكون لانتاج وعى جديـد ومعرفـة بالحقوق والواجبات الوطنية الكبري بصرف النظر عن اي معطيات اخري سوا كانت جغرافيـــة او جهويـــة ..

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

اترك تعليق