المقالات

بُعْدٌ و مسَافَة..مصطفى ابوالعزائم يكتب: ” حميدتي ” .. غياب في دائرة الضوء .. !

تدور أسئلة كثيرة في أذهان عدد من المراقبين والمهتمين بالشأن العام في السّودان ، حول إقامة نائب رئيس مجلس السّيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور ، والمحاددة لدولة تشاد ، والتي تتكون من ثماني محليات ، معروفة للجميع ، هي “كُلبُس” و “هبيلة” و”بيضا” و “سربا” و “جبل مون” و”كرينك” و”فوربرنقا” ومحلية “الجنينة” نفسها .
ولاية بذلك التقسيم والتكوين ، ويقطنها حوالي المليوني نسمة أو أكثر قليلاً ، تعني أن مكوّنها الإجتماعي يضم عدداً من الإثنيات ، والتي يمكن أن نشير إلى بعضها ، مثل الأرِنقا ، والفلاتة ، والهوسا ، والقِمِر ، والبرنو ، والمساليت ، والعرب الرزيقات ، والمحاميد ، والفور ، والتاما ، والمسيرية جبل ، وغيرها من مكونات هذه الولاية التي شهدت في الفترة الأخيرة مصادمات قبلية ، ومواجهات إثنية ؛ وهي ما قد يكون سبباً في إختيار الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ليعلن عن أنه سيبقى هناك لثلاثة أشهر وربما أكثر حتى يستتب الأمن في هذه الولاية التي كثيراً ما أصفها ب ” الولاية الساحرة المسحورة ” بسبب جمالها وثرائها وغناها وعظمة إنسانها ، لكنها لازالت تعاني من الصراع على الأرض والموارد ، هذا غير ( العيون الزرقاء) التي تراقب من بعيد ما يجري هناك ، وتنتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على مراكز الثروة الطبيعية والموارد هناك .
وجود الفريق أول حميدتي وقوات الدعم السريع في الخرطوم بعد نجاح الثورة التي أطاحت بنظام الحكم السابق ، كان مثار تساؤلات لدى العامة ، وحرك تلك التساؤلات بعض القيادات السياسية والحزبية التي لا يريحها وجود قوة أخرى على الأرض قريبة من مراكز إتخاذ القرار ، لكن وجود قوات الدعم السريع ، والإعلان عن التوافق بينها وبين القوات المسلحة السودانية ، قطع ألسنة الذين أرادوا أن يمشوا بالفتنة بين الجيش والقوات النظامية ، مع دعم أولئك لحركات مسلحة حاربت النظام السابق دون أن تحقق شيئاً سوى الخسائر المتلاحقة ، خاصة بعد إنحسار الدعم الخارجي لها بعد غياب العقيد معمر القذافي عن المسرح السياسي منذ العام 2011 م .
ذات القوى السياسية التي ما كانت لتقبل بوجود قوات الدعم السريع في قلب المركز ، أرادت لحركات ترفع راية الكفاح المُسلُح بإسم مواطني دارفور ، أرادت لها أن تبقى في المركز وتبتعد طائعة مختارة عن مناطق الذين حملت السلاح من أجلهم كما كانت تزعم وتدّعي ؛ لتشكّل جماعة ضغط سياسي على بقية القوى الأخرى لتنفيذ الأجندة الخاصة ، والشخصية .
وجود الفريق أول حميدتي في غرب دارفور ، ومع كل هذه المهددات يبعث برسالة لأدعياء الكفاح والنضال الذين يسرقون لسان إنسان دارفور ، ويزعمون أنهم يتحدثون بإسمه ، وقد أرادوا أن يبقوا حيث الصراع على السلطة وإقتسام المغانم ، حتى أصبحت قضيتهم التي زعموا أنهم حملوا السلاح من أجلها مجرد لافتة تجارية ، فنجد حاكم الإقليم ونائبه وبعض ولاة ولايات دارفور الكبرى في الخرطوم بينما نائب رئيس مجلس السّيادة يقيم في أقصى غرب دارفور ، ويكشف بذلك كيف أن البعض يريد أن يلعب في ميدان السياسة لكنه لا يريد من ينافسه !
مثلما أشرنا من قبل ، فإن إقامة حميدتي في مدينة الجنينة ، تحمل أكثر من رسالة ، وتفتح الباب أمام عشرات الأسئلة المشروعة ، ومنها : ( لماذا لا يتوزع بعض أعضاء مجلس السّيادة على عدد من الولايات ليكونوا أقرب للأحداث وأقرب للناس ؟ )
ومثل : ( لماذا يبقى قادة الحركات المسلحة الذين حملوا السلاح بإسم مواطن دارفور .. لماذا يبقون بعيداً عن ميادين كفاحهم ونضالهم .. ولماذا لا يسعون وراء الدمج في القوات المسلحة السودانية حتى الآن ؟ )
وسؤال آخر : ( هل لوجود نائب رئيس مجلس السّيادة الفريق أول حميدتي في مدينة الجنينة ، أي علاقة بأية إتفاقات أمنية مع أيٍّ من دول الجوار الغربي .. ؟)
الأسئلة المشروعة كثيرة وكبيرة ومحاولة الإجابات عليها يجب أن يسبقها النظر بعين محايدة لغياب حميدتي عن قصر الحكم في الخرطوم ، وإختياره أن يبقى هناك في مدينة الجنينة وكل غرب دارفور بكامل مكوناته القبلية والإثنية والإجتماعية في محاولة لجعل الأمن أمراً ممكناً ؛ دون النظر إلى العائد الشخصي لمن أراد أن يبقى هناك ليطفئ نار الفتنة الآخذة بأطراف بلادنا غرباً وشرقاً ، شمالاً وجنوباً ، والبعض مثل السوس ينخر في القلب والوسط .

Email : sagraljidyan@gmail.com

مواضيع ذات صلة

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

محمد عبدالقادر نائبا للرئيس.. الاتحاد العربي للاعلام السياحي يعلن تشكيل مجلس ادارته الجديد.. الاعلان عن فعاليات في مصر والامارات والسعودية وسلطنة عمان

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: الامارات.. كيد وتطاول و( بجاحة)

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: رفقا بالجنرال عقار… وهؤلاء !!

عزة برس

اترك تعليق