مقال

الصندوق الأبيض.. وطن محمي بعناية ورعاية الله..نادية عثمان

على هواكَ اجتمعنا أيُّها الوطنُ
فأنتَ خافقُنا والرّوحُ والبدنُ

الوطن كلمة تعني الأمان والسكينة والعطاء ويبقى الأفضل في أعيننا وقلوبنا مهما بعدنا عنه وهو وجهتنا الأولى والأخيرة التي لا نجد عنها تبديلًا ولا تحويلًا، كلنا نحب وطننا ونخلص له ونحافظ عليه ونسعى لرقيه ورفعته.
تداعت هذه الأيام مجموعة من الأطياف والكيانات للتعبير الرافض للوضع السياسي الراهن وما صاحبته من أحداث مؤسفة طيلة فترة تجاوزت الثلاث سنوات، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية والصحية وغيرها.
ومن المؤسف خلال هذه السنوات الثلاث ظل الوطن ينزف بفقدان خيرة شبابه وهو في أمس الحاجة إليهم لنهضته وتطوره ومواكبته للحضارات أسوة بالأمم الأخرى.
ظل إنسان هذه البلاد في حالة صراع دائم، حيث بدأت الانقسامات وتعصب كل فرد لرأيه وما زالت تتكرر السيناريوهات حتى يومنا هذا، حقيقة كل الذي يحدث يظل استغلالًا من أطراف تريد أن تعود بالبلاد إلى الوراء والتي لم تفلح معها كل الجهود التي بذلت من أجل الإصلاح للوصول إلى حل يرضي كل الأطراف المتعنتة والمتصارعة والمتشاكسة طوال هذه الفترة بين الشد والجذب، وضاع وسط كل ذلك الوطن والمواطن الغلبان الذي لا له في سياسة ولا غيرها، ظل يتلقى كل يوم صفعة من صفعات غلاء المعيشة وتردي جميع الأوضاع الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية المتتالية.
من حق أي مواطن يعيش على أرض هذه البلاد الحرية الكاملة في التعبير، ونعلم كذلك أن لكل قضية وهدف خارجًا من أجله لتحقيقه، مع ذلك لابد ان يكون لنا أسلوب متمدن وراقٍ للتعبير بعيدًا عن السلوك المرفوض والداعي للتخريب والتكسير والحرق وتشويه الممتلكات العامة، ومن يتعمد أن يفعل ذلك لا يصلح أبداً أن يكون مسؤولَا يومًا ما عن وطن وعن أمة.
والتخريب الذي يمارسه البعض عند الخروج يعتبر سلوكاً وليس انفعالاً لموقف ما، وما شاهدناه في الاحتجاجات السابقة هو تخريب متعمد، وظاهرة خطيرة وأسلوب متدن للوصول إلى أهداف معينة، أي كانت دوافع الاحتجاجات والتخريب ومبرراته يبقى ما يمارسه البعض أثناءها من حرق وتكسير وتمزيق هو الفساد بعينه، لا يمكن أن يستخدم الشر لفعل الخير، أو التخريب من أجل البناء.
كيف نقبل أن نشاهد هذه الأفعال من التخريب والحرق والتكسير الذي عم في البلاد بلا أسف أو حسرة، ونرى مكتسبات الوطن من ممتلكات عامة أو خاصة تضييع في غمضة عين؟
حرب التخريب والترهيب الذي تمارسه بعض الكيانات والجماعات، يستنزف فيها اقتصاد البلاد، مقصدها الفتنة والانقسامات والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
ولكي يستقر هذا الوطن ويتقدم إلى الأمام ليلحق بركب الأمم المتحضرة والمتقدمة، لابد أن يتمتع مواطنوه بوعي وثقافة سياسية للوصول لحل بالمشاركة في حوار متمدن من أجل التوافق الوطني بين جميع الأطياف.
اللهم نستودعك السودان أمنه وأمانه وأهله، اللهم أخرج هذه البلاد وأهلها من هذه الأزمة التي أثقلت كاهل البلاد والعباد دون فوضى أو خراب أو دمار. اللهم احفظ السودان وشبابه من الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن المتربصين والحاسدين والكائدين، اللهم لك بأعدائه، شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم إنك قادر على كل شيء.

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: غباء (قحت).. (الكيزان و فرز الكيمان)

عزة برس

وھج الكلم .. د حسن التجاني يكتب:( الحياة بقت مسيخة)….!!

عزة برس

رسالة من عبدالحميد كاشا في بريد هؤلاء

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: بين جيشين فى كسلا وبورتسودان

عزة برس

عمار العركي يكتب: مقاومة والي القضارف لمقاومة ولايته الشعبية

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: المسكيت: أرى أشجارا تسير ..!!

عزة برس

اترك تعليق