المقالات

تحبير د. خالد أحمد الحاج يكتب: الفشقة.. مزيد من الأضواء

× مع بداية كل موسم
زراعي تتحرك المجموعات الإثيوبية المتفلتة المسنودة بالسلاح باتجاه أراضي الفشقة، يتكرر هذا المشهد سنويا مخلفا قتلى جرحى، غير عمليات الاختطاف التي تطال بعض المزارعين بغرض الحصول على الفدية مقابل إطلاق سراحهم، في الوقت الذي ينفي فيه النظام الأثيوبي صلته بما يجري، بيد أن واجب الدولة وضع حد لتفلت هذه العصابات.
× حملت الأنباء في الأيام الفائتة ما يفيد بأن بعضا من المجموعات الإثيوبية قد تحركت باتجاه الفشقة محمية بمجموعات مسلحة، ولم يمض على ذلك سوى ساعات حتى نما إلى علمنا ألا صحة لهذا النبأ.
× وعلى ذات الصعيد حملت أنباء أخرى ما يفيد بدعوة المزارعين لزراعة أراضيهم بالفشقة، تزامن ذلك مع استعداد المزارعين بولاية القضارف للموسم الزراعي.
× إن كان النبأ عار من الصحة فما الجدوى من نشره؟ وما الذي ترمي إليه الجهة التي أيدت النشر؟ ما يدعوا للحيرة فعلا أن مواجهات قد وقعت بالفعل بالفشقة بين الطرفين حسب ما جاء في الأنباء والتي أوردتها بعض المواقع الإخبارية.
× الموسم الزراعي على الأبواب ولضمان دخول أراضي الفشقة لدائرة الإنتاج يلزم أن تتم حماية هذه الأراضي الزراعية من تغول الميليشيات الإثيوبية أولا، على أن تتقدم الحكومة بشكوى عاجلة للاتحاد الأفريقي بالتعدي الأثيوبي على المنطقة.
× تدرك إثيوبيا أن مناطق الفشقة تابعة للسودان، وحين تتمادى جماعات متفلتة باللجوء للقوة، وفرض سياسة الأمر، الواقع بالزراعة بالأراضي السودانية رغما عن أنف أصحابها، فذلك ما لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن لعلاقات البلدين أن تمتد، والخلافات لا تزال سيدة الموقف.
× على النظام الإثيوبي إن أراد إبداء حسن النوايا أن يعترف أولا بتعدي هذه الجماعات المتفلتة على مناطق خارج حدود الدولة الإثيوبية، والشاهد على أيلولة هذه الأراضي للسودان ما أبرم من اتفاق عام ١٩٠٢م بين الطرفين، وما تلى ذلك من تواصل بهذا الخصوص.
× انسحاب العصابات الإثيوبية من مناطق الفشقة هو الضامن لاستقرار المنطقة، مع ضرورة التحرك الفوري باتجاه ترسيم الحدود برعاية من الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وعلى الطرفين وإلى حين تكملة إجراءات الترسيم التزام جانب الهدوء.
× أي حرب تقع في هذا التوقيت ستجر أطراف أخرى، بل وتتسع معها رقعة الصراع، وستكون النتائج وخيمة.
× من مصلحة بعض الجهات تأزيم الموقف بتأجيج الصراع، ودفع الطرفين لخوض حرب تقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس.
× لا تنفصل هذه الأزمة عن أزمة سد النهضة في شيء، للأسف المفاوضات لا تزال محلك سر، مع إنه من الضروري إجراء الترتيبات الفنية التي تسبق مرحلة الملأ الثالث.
× العديد من الأسئلة من طرفي الأزمة (مصر والسودان) بلا إجابات من جانب إثيوبيا، ما يقلق بالفعل أن تأثير قيام السد على المناخ يحتاج إلى إجابات دقيقة، وكذلك التخوف من السيول والفيضانات، بجانب انحسار مياه النيل دون دراسة لما يترتب عن الملأ.
× والضرر الذي قد يلحق بالمشروعات الزراعية بالسودان ومصر، ومشروعات الطاقة والتوليد المائي والطاقة الكهربائية حول مستقبلها علامات استفهام عديدة تحتاج لطمأنة، كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات وافية.
× من مصلحة إثيوبيا كسب ود جيرانها، وعدم استعداء أي طرف، منطقة القرن الأفريقي ملتهبة ما في ذلك شك، وهناك جهات من مصلحتها أن تنحرف دول الحوض والمنطقة عن المسار السلمي، ولا يعني لها اختلاط الحابل بالنابل شيء، ما دام ما سعت له يسير بالصورة التي تريد.
× على الأفارقة استبعاد التدخل الدولي عن قضاياهم، لضمان إبعاد الأجندات الخفية، باتخاذ الحكمة والمرونة اللازمة في مواجهة التحديات كل صعب سيصبح سهلا. × وحدة الأفارقة تبدأ بالالتزام بالأعراف والمواثيق الدولية، وبإدارة الخلافات في جو ودي، بعيدا عن تضخيم المسائل.
× تعد قضية الفشقة من القضايا الشائكة والمعقدة التي تحتاج بالفعل إلى حكمة، على أن تيسر اللجان الفنية بالاتحاد الإفريقي التفاوض وصولا إلى حلول مرضية.

مواضيع ذات صلة

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: ابني مات مرتين

عزة برس

نحن عزنا جيش بقلم: شادية عطا المنان

عزة برس

عمار العركى يكتب : محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: مؤتمر اللاجئين وتبرئة عنان.. تقديم السبت احتسابا للأحد

عزة برس

الاتحادي الأصل بنهر النيل يهيب بجماهير الحزب الاحتشاد في شندي لاستقبال السيد جعفر الميرغني

عزة برس

أمصال وإبر.. د. وليد شريف عبدالقادر يكتب: المسودات. بين. طارق. الهادي. ودكتور سامر. وعلوبة (1/ 2)

عزة برس

اترك تعليق