المقالات

الصندوق الأبيض.. أطفالنا إلى أين؟نادية عثمان

الضائقة المعيشية التي تمر بها بلادنا هذه الأيام ويتحملها شعبنا الأبي بكل جلد وصبر، نتجت عنها ظواهر اجتماعية سالبة ليست بالجديدة ولكنها ازدادت بشكل ملفت ومخيف.
في الوقت الذي يحتاج السودان فيه لكل سواعد أبنائه وبناته لتقدمه ونهضته ونمو اقتصاده، اضطر الكثير منهم للهجرة خارج الوطن مجبرين، يواجهون مصيرا مجهولا لكنهم يظنون أنه الأفضل لهم مما يعانون في بلادهم من ضنك العيش وفقدانهم لأبسط حقوق المواطنة.
هاجر الشباب وأصبح العبء متروكًا إما لأرباب الأسر أو الأطفال الذين هم محور حديثي هنا، والذين انتشروا بصورة مزعجة ومخيفة عليهم أولًا وعلى أسرهم ثانيًا وهم يمارسون العديد من المهن الهامشية التي لاتتناسب وأعمارهم الغضة، مما يضع عبئًا ثقيلًا عليهم وتعرض حياتهم للخطر وحرمانهم من التعليم، الأمر الذي يمنعهم من الذهاب إلى المدرسة، مما يعني تحمل العبء المزدوج في الدراسة والعمل، ويصبح ليس لديهم أي وقت للعب، كما أن كثيرًا منهم لا يتلقون غذاءً سليمًا أو أي نوع من أنواع الرعاية، ما يجعلهم يصابون بمتاعب كبيرة نتيجة الدراسة والعمل وبذلك يحرمون من فرصة أن يكونوا أطفالا ويتعرض أغلبهم لأسوأ أشكال عمل الأطفال من شأنها إعاقة نموهم التام والذي يهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية لهم، مثل الأعمال الشاقة في البيئات الخطرة أو غيرها من أشكال العمل القسري، والأنشطة غير المشروعة بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والبغاء، فضلاً عن المشاركة في النزاعات المسلحة.
تعد عمالة الأطفال من أبرز قضايا التنمية الاجتماعية الجديرة بالاهتمام والرعاية من الدولة والمهتمين بالشأن، كما تعد هذه القضية من القضايا الشائكة والمعقدة ولذلك لابد من تضافر كل الجهود الحكومية والشعبية للقضاء عليها وعلى مثلها من القضايا التي تؤثر على مجتمعنا بأكمله.
إن من أهم الأسباب التي جعلت هؤلاء الأطفال يتجهون للعمل وبمساعدة أسرهم، الضائقة المعيشية التي جعلت الأسر تقف عاجزة امام توفير احتياجاتها الخاصة والضرورية وحاجتها لدخل إضافي في سبيل تأمين غذائها وأيضاً العجز الذي تواجهه العديد من الأسر الفقيرة في إرسال أطفالهم إلى المدرسة.
علاج ظاهرة عمالة الأطفال يحتاج لتكاتف جهود جميع أجهزة الدولة ذات الصلة لمكافحة أسباب انتشارها، وذلك في سبيل حماية الأطفال من هذه الظاهرة ووقايتهم منها وتوفير المساعدات لهم وتمكينهم من الحصول على الحياة الكريمة وحقهم في التعليم وغير ذلك.
من المسؤول عن لجوء هؤلاء الأطفال لهذه المهن التي لاتليق بهم وبأعمارهم الذين من المفترض أن ينعموا بحقهم في العيش الكريم الذي يتناسب مع المراحل العمرية لديهم.؟
هل من مؤسسة حكومية أو خاصة تحتوي هؤلاء الأطفال وتقوم برعايتهم وتأهيلهم التأهيل الجيد والمناسب لأعمارهم ليسهموا في بناء وطنهم ودعم أسرهم دون التعرض للآثار السالبة لعمالة الأطفال غير المقننة؟.

مواضيع ذات صلة

ماذا ينتظر الجنجويد؟؟ بلقم: عمر عصام

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

اترك تعليق