المقالات

أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب يكتب : حركة التحرير بقيادة تمبور ..هل فراق طرفيها لجمل الحرية والتغيير كما فراقه لجمل القيادة التاريخية؟

دعانا القائد الشاب مصطفى تمبور رئيس حركة تحرير السودان آخر الموقعين على اتفاقية جوبا للسلام للقاء تفاكرى مع لفيف من الصحفيين والإعلاميين،وفاجأنى شخصيا القائد تمبور بتخصيص اللقاء لتشخيص القضايا السودانية الكلية مع التطرق خطفا لشؤون الحركة ذات الصلة بالهم العام ولم يتحدث عن معاناة شخصية جراء خوض المعارك المسلحة والدخول فى تجربة الأسر لسنتين كما علمنا ممن حوله ، وخلفية القائد تمبور سياسية بامتياز شاهدة عليها ساحات الجامعات السودانية وحركة ونشاط الحياة الطالبية صاحبت القدح المعلى فى إحداث التغيير ونقل البلاد من حال لحال، تمبور كان من نجوم أركان النقاش متحملا التبعات الجسام لرؤاه إيمانا بقضيته لنصرة الأمة السودانية دون نظرة إقصائية ودون إلزام لتبعيته وموافقته ومطالبه الإفساح فى مجالس الحكم والإدارة لكل السودانيين مع إستعادة نواميس الإدارة الأهلية وقد ضربت عن قصد فى المفاصل لأسباب سياسية إقصائية،ولما ضُيق عليه الخناق تخير العمل المسلح بالانضمام للحركات المسلحة حتى وصل بعد رحلة طويلة لرئاسة حركة تحرير السودان تأسيسا منفصلا بعد خلافات حول طريقة القيادة الاولى لم يمنحها تمبور وقتا مكرسا اقواله واعماله لخدمة القضايا السودانية عبر بوابة إتفاقية جوبا التى يبدو متفائلا بالوصول بها إلى نهايات ثورية سودانية مأمولة متلمسا خطاوٍ عملية لإنفاذ اهم بنودها المتمثلة فى الترتيبات الامنية رغم قلة المال و التحديات العظيمة على الأرض والمخاطر المهددة للأمن القومى خاصة فى الشريط الحدودى الأطول بين السودان وتشاد مع وجود حالات سيولة امنية هنا خاصة فى غرب دارفور وهناك فى عموم تشاد المشتد فيها إوار العمل الحركى المسلح مهددا لكلية الإستقرار المهم جدا للسودان ودول الجوار خاصة جهة الحدود الليبية،يبدو تمبور متخوفا جدا من إيتاء المخاطر الحقيقية من جهة هذا الشريط الحدودى التشادى السودانى عينا المتطلب برأيه وجود قوات مشتركة بين البلدين مع تفعيل وتدعيم الحضور النظامى الامنى السودانى وحاضرة غرب دارفور لاتبعد عن تشاد بالمواتر غير أربعين دقيقة مع التدفق الهائل للسلاح بين أيادى المواطنيين وبعضه يفوق تسليح القوات النظامية والمليشيات، تملك كما يكشف تمبور مكونات النزاع بالمنطقة المتاخمة الشريط الحدوى اسلحة مضادة للطائرات استخدمت غير مرة فى نزاعات قبيلية لايجدى معها نفعا وفقا لقناعات القائد تمبور عن تجربة وممارسة ودربة مؤتمرات الصلح التى تعود بعدها ريمة النزاع والاقتتال لقديمها المتجدد، يقترح القائد تمبور إجراءات عاجلة تبدأ بحملة لجمع السلاح طوعا وتليها حملة أخرى قسرا وبعدها تفعل القوانيين والإجراءات المحاسبية والعقابية ومن عجبه ليس بسجون دارفور مدان واحد يقبع من بين متهمين يكاد احدهم من سفور إجرامه يقول خذونى وعاقبونى لكونه آمنا العقاب، دون اتخاذ هذه الخطوات يقطع تمبور باستمرار التردى وازدياد عناصر ومعدلات الإنهيار الأمنى الشامل حتى يبلغ كل أنحاء البلاد قاطبة على غرار دول مرت بذات الظروف والتعقيدات ولم تحسن التعامل، يدعو القائد تمبور للاستفادة من تجاربها المريرة، ولايغفل الرجل اهمية مؤتمرات الصلح لكن بعد التطبيق الفورى والحازم لتلك الإجراءات عطفا على رؤية حركة تحرير السودان المتصالحة مع كافة المكونات رافضة الإقصاء الذى بسببه فارقت قوى إعلان الحرية والتغيير مفارقة طريفى الحركة لجمل قيادتها التاريخية،يعبر تمبور بقوة وبصوت عال عن رفضهم لما يسميها بالسياسة الإقصائية والروح الإنفرادية لقوى إعلان الحرية والتغيير لكن يبدو من إيماءات وحركته انهم على إستعداد لمراجعة الطلاق ولو كان بينونيا حال تراجعت قوى الحرية والتغيير عن موقفها، ويقدم القائد تمبور متحدثا بلسان الحركة التمسك باتفاقية جوبا على ما سواها بحسبانها الترياق المضاد للدولة من الإنزلاق فى اتون الفوضى الشاملة ويوافقه رفيقه القديم نصر الدين فى ما يذهب إليه بحسبان الإتفاقية مدخل لبناء الدولة على أسس سليمة بينما النزاع الإنتقالى برمته سياسيا يتطلب نصب محاكم لأخطائه التاريخية بغية التجنب والتصحيح وللتأسيس السليم للممارسة السياسية الناضجة،ومن باب الحرص يؤكد القائد تمبور على اهمية تحالفهم فى الجبهة الثورية كونه مبدئيا واستراتيجيا لبناء الدولة السودانية غير مقص لاحد من الإنضمام داعما لكل من يعمل لخدمة البلاد ولو خارج مظلته ايمانا بالتنوع والتعدد، وتمتاز افادات قائد حركة تحرير السودان بتقديم تشخيصا دقيقا للمشاكل والأزمات مصحوبة بروشتة دواء مع إبداء مرونة للمراجعة حال تقديم رؤى وأطروحات أنجع، لايخفى تمبور مخاوفا من عموم الحال ولكنه بذات القدر وبلسان رجل الدولة متفائلا لو التف السودانيون حول بعضهم بعضا بحوار وطنى خالص بعيدا عن التدخلات الأجنبية إلا فى حدود المقبول والممكن.

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

اترك تعليق