الخرطوم _ عزة برس
بدأت قبل أيام امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام ٢٠٢٢م، التي يجلس لها حوالى (٥٣٨) ألف طالب وطالبة، في عدة مراكز داخل وخارج البلاد، وتقوم الشرطة والقوات النظاميةالأخرى بملحمة بطولية كبرى لتأمين امتحانات الشهادة الثانوية، تسخِّر فيها كل الإمكانيات لتأمينها حفاظاً على قدسيتها وسريتها ، ليجلس ابنائنا الطلاب للامتحان فى أمن وطمأنينة وأمان وتأمين من ضعاف النفوس فلا يتم أتلافها او كشفها ، مما يعرض الدولة لخسائر مادية كبيرة وتؤثر نفسياً على الطلبة الممتحنين ويضعف الثقة فى الشهادة السودانية التى تتمتع بسيرة ناصعة البياض ٠ .
تميزت الشهادة السودانية عبر تأريخها الطويل بسمعتها الممتازة في سائر البلاد العرية والإفريقية، وظلت تحافظ على مكانتها السامية المرموقة بين رصيفاتها في الدول المجاورة، ويجلس هذا العام لامتحان الشهادة ستمائة وثمانية طالب وطالبة قادمين من جمهورية مصر الشقيقة.
تبدأ مرحلة تأمين الامتحانات قبل وقت كافٍ قبل طباعة الامتحانات، إذ يتم استلام كشوفات المرشحين للعمل في طباعة الامتحانات بموجب خطاب من مدير الإدارة العامة للامتحانات بغرض إجراء الفحص الأمني لهم، يتم إحالته للإدارة العامة للشرطة الأمنية وجهاز المخابرات ، وبعد الإفادة عنهم يتم عكسه لمدير الإدارة العامة للامتحانات.
ينتظر بعد ذلك استلام خطاب مدير الإدارة العامة للامتحانات الذي يتم بموجبه تحديد تاريخ بداية طباعة الامتحانات ومقر المطبعة .
تولى رئاسة الدولة امتحانات الشهادة السودانية اهمية قصوى فتم تكوين لجنة عليا لتأمينها ، برئاسة السيد وزير الداخلية وعضوية بعض الوزارات ذات الصلة٠ ٠.٠
أيضاً يتم تكوين لجنة فنية للإشراف الفني على امتحانات الشهادة السودانية برئاسة السيد وكيل وزارة التربية والتعليم وعضوية ممثلين لبعض الوزارات ذات الصلة.
الشرطة لديها خبرات ثرة ممتدة في تأمين امتحانات الشهادة الثانوية، إذ يتم تسخير كل إمكانيات الشرطة لتأمينها، وتستنفر كل القوات في جميع الولايات للتأمين.
شكَّلت الشرطة غرفة مركزية دائمة لتأمين امتحانات الشهادة السودانية برئاسة السيد مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية وعضوية بعض الإدارات الشرطية ذات الصلة؛ ممثل لشرطة ولاية الخرطوم وممثل لغرفة المعلومات وممثل للدفاع المدنى وممثل للشرطة الأمنية وممثل للإدارة العامة للمرور وممثل لهيئة التخطيط وممثلين للمكاتب التنفيذية ( المكتب التنفيذي للرئاسة والمكتب التنفيذي للسيد الوزير ) ولأهمية الإمتحانات اصدر السيد وزير الداخلية قراراً بإضافة اعضاء من الإستخبارات و جهاز المخابرات وممثل لقوات الدعم السريع كأعضاء بالغرفة المركزية ٠ ٠
تبدأ أعمال الغرفة سنوياً بصورة تلقائية فور تلقيها إفادة من إدارة الامتحانات بعزمها البدء في طباعة الامتحانات، حيث تقوم بمخاطبة الجهات المشاركة في الغرفة لتسمية ممثليها ومخاطبة شرطة الولايات لتشكيل الغرف الفرعية لتأمين الامتحانات.
هذه الغرفة مسئولة مسئولية مباشرة عن تأمين امتحانات الشهادة السودانية منذ بدايتها وحتى إعلان نتيجة الامتحانات.
يتم تأمين المطبعة برئاسة ضابط برتبة رائد، تقوم اللجنة بالإشراف على أداء القسم للمختارين للطباعة بعد ظهور الفحص الأمني لهم ، تستمر طباعة الامتحانات لحوالى أربعة وثلاثين يوماً، بإشراف كامل من الغرفة المركزية يتخللها الإشراف على ترحيل الامتحانات التي تمت طباعتها للمخازن الرئيسيه لوزارة التربية٠. .
يكون تأمين المخازن بقوات مشتركة من وحدات الشرطة المختلفة بالإضافة لقوات من الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات بقيادة ضابط حتى الانتهاء من طباعة آخر ورقة في الامتحانات.
تقوم اللجنة بمراجعة المطبعة لمسح كل ما يتعلق بالامتحانات فيها . بعد ذلك تقوم اللجنة بتسليم المطبعة إلى الجهة المختصة.
تبدأ عملية ترحيل الامتحانات من المطبعة بعد أسبوع من بداية الطباعة، ويستمر الترحيل إلى المخازن حتى الانتهاء من جميع ما تمت طباعته.
بعد الانتهاء من الترحيل، ينتقل كل عمال المطبعة للمخازن للبدء في مرحلة التطريد، إذ يتم وضع أوراق الامتحانات لكل مدرسة ومحلية و ولاية حسب عدد الجالسين للامتحانات في المدرسة والمحلية والولاية٠.
يتم تأمين عملية التطريد بقوة كافية من وحدات الشرطة المختلفة بالإضافة للقوات النظامية الأخرى.
يكون ترحيل الامتحانات للولايات عن طريق البر ما عدا ولايات دار فور وجنوب وغرب كردفان، إذ يتم ترحيل الامتحانات إليها عبر الطيران، ويتم تأمين كل طائرة بضابط وثلاثة أفراد من الشرطة٠. تقوم شرطة الولايات بإستلام الإمتحانات و وضعها فى المخازن الرئيسية وتعيين قوة كافيةً لتأمينها بقيادة ضابط وعربة سليمة ٠ ٠ ٠
أما الامتحانات المنقولة عن طريق البر فيتم ترحيلها بمركبات مقفولة (ثلاجة) ويتم تأمينها بعربة دوشكا وضابط برتبة نقيب من القوات المسلحة تكون في المقدمة، ومركبة بها ضابط برتبة رائد أو مقدم شرطة وأحد عشر شرطياً خلف عربة الامتحانات.
يتم تسليم الامتحانات للممتحنين خارج البلاد لوزارة الخارجية، وتأمين نقل الامتحانات بقوات من الشرطة تسلم للحقيبة الدبلوماسية
تقوم شرطة الولايات بتأمين ترحيل اوراق الإمتحانات من المخزن الرئيسى الى المحليات تحت حراسة مشددة٠. كما تقوم شرطة الولايات بوضع خطة تفصيلية لتأمين مرحلة الإجلاس بالمراكز ، وحركة اوراق الإمتحانات من المخازن والعودة بعد إنتهاء جلسات الإمتحانات ، ويتم تأمين مراكز إجلاس الطلاب بالمدارس حتى نهاية الإمتحانات ٠ ٠* .
قوم شرطة الولايات بتأمين ترحيل أوراق الإجوبة إلى المخازن الرئيسية بوزارة التربية والتعليم تحت حراسة مشددة.
تستمر أعمال الغرفة في تأمين المخازن ومرحلة الكنترول الأول ومقر سكن معلمى الكنترول والذي يقوم بتجهيز الأوراق لمرحلة التصحيح.
توكل مهمة ترحيل أوراق الأجوبة للغرف الفرعية بشرطة الولايات، التي تقوم بتعيين مأموريات لحراسة الأوراق حتى وصولها لمخازن وزارة التربية والتعليم تحت إشراف ومتابعة الغرفة المركزية
يتم تأمين معلمي الكنترول الأول، البالغ عددهم ألف وأربعمائة معلم بقوات كافية.
ففي الكنترول الأول يتم فرز أوراق إجابات الامتحانات داخل صالات إدارة الامتحانات بواسطة معلمي الكنترول.*
يتم المرور يومياً على مراكز التصحيح البالغة احد عشر مركزاً ومقار إسكان المعلمين و المعلمات البالغة سبعة وثلاثين مركزاً ، يكون المرور بواسطة ضباط الغرفة المركزية. يعد تقريرٌ يوميٌّ بالأحوال يُعكس لمدير الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم لمعالجة القصور إن وجد.
يشارك في تصحيح أوراق الامتحانات عدد سبعة آلاف معلم ومعلمة، يتم إصدار جدول يوضح مراكز التصحيح وسكن المعلمين والمعلمات
تقوم شرطة ولاية الخرطوم بوضع خطة تفصيلية لتأمين المراكز وسكن المعلمين والمعلمات .
تستمر فترة التصحيح لفترة تتجاوز الشهر.
يستمر عمل الغرفة في تأمين الكنترول الثاني إلى حين تحديد إعلان النتيجة بقوة مشتركة.
تستمر الغرفة فى أعمال تأمين المخازن وطباعة الشهادات وتسليمها للولايات
عقب انتهاء أعمال التصحيح تبدأ مرحلة الكنترول الثاني والذي تتم فيه مراجعة النتيجة وهي أعمال فنية خاصة بوزارة التربية والتعليم، وتقوم الغرفة بالتأمين بالتعاون مع شرطة ولاية الخرطوم إلى حين الانتهاء وإعلان النتيجة عبر مؤتمر صحفي جامع
يشترك في تأمين الامتحانات الجارية الآن حوالى عشرين ألف شرطي وألف وستمائة واثنين ضابط شرطة، وثمانمائة مركبة ومائتي موتر من الشرطة.
كما يشارك في تأمين الامتحانات مائة وواحد وثلاثون ضابطاً وألف وستمائة وثلاثون فرداً ومائة وأربع وسبعون مركبةً من القوات المسلحة.
كما يشارك جهاز المخابرات بقوة قوامها مائة ثلاثة وأربعون ضابطاً وألف وخمسمائة ثمانية وسبعون فرداً ومائة ثمانية وثلاثون مركبةً ومائة وستة وثمانون موتراً .
اما قوات الدعم السريع فتساهم في تأمين الامتحانات في المناطق النائية بعدد واحد وثلاثين ضابطاً وأربعمائة وتسعين فرداً بالإضافة إلى إحدى وستين مركبةً .
الشكر أجزله للسيد الفريق اول عنان حامد محمد عمر وزير الداخلية المكلف رئيس اللجنة العليأ لتأمين أمتحانات الشهادة لإهتمامه الكبير بتأمين إمتحانات الشهادة الثانوية ، والشكر للسيد اللواء شرطة دكتور إبراهيم شمين مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، رئيس الغرفة المركزية لتأمين امتحانات الشهادة السودانية، للجهد الكبير لتأمين الامتحانات، والشكر موصول للسيد العميد شرطة عبد الله أحمد عبد الله . مدير دائرة التخطيط الجنائي بالمباحث المركزية، مقرر الغرفة المركزية لتأمين الإمتحانات ، الضابط الخبير في تأمين الامتحانات الذي ظل يعمل في الغرفة منذ العام ٢٠١٣م باداء متميز ، فاكتسب خبرات ثرة، و الشكر موصول لأعضاء الغرفة المركزية ، و الشكر اجزله للسادة مدراء شرطة الولايات لدورهم الكبير فى تأمين الإمتحانات ، و الشكر موصول للسادة أعضاء الغرف الفرعية بالولايات ، والشكر أجزله لقواتنا المسلحة الباسلة لدورها الكبير فى ترحيل اوراق الإمتحانات ودورهم المتعاظم فى ترحيل اوراق الإمتحانات من المخازن بالولايات الى المحليات بالطيران ، و دورهم فى المشاركة فى تأمين الإمتحانات ، الشكر الجزيل لجهاز المخابرات العامة و الشكر موصول لقوات الدعم السريع لمشاركتهم فى تأمين الإمتحانات ٠ ٠ .
نتمنى من الله الكريم أن يوفق أبناءنا الممتحنين بالنجاح الباهر، ونسأل الله أن تسير الامتحانات بأمن وأمان ، وبسلاسة لا تشوبها شائبة..
إنه نعم المولى ونعم النصير
محمد الحسن جاد الله منصور