المقالات

استراتيجيات..د. عصام بطران يكتب: الوضع السياسي الراهن!!.

– كنت قد تتبعت بالتوثيق والسرد التاريخي في ست عشرة حلقة نشرتها صحيفة (أول النهار الإلكترونية) من جهد الرائدة الصحفية مشاعر عثمان عن وقائع التحالفات السياسية السودانية منذ فجر الاستقلال وحتى تحالف قوى الحرية والتغيير (قحت قبل التغيير) وما صاحبتها من انشقاقات وتحالفات مضادة خلال العام الأول من الفترة الانتقالية عقب تغيير أبريل 2019م واختتمت الحلقات التي حملت عنوان: (التحالفات السياسية السودانية.. وحدة الهدف المرحلي وغياب الرؤية المستقبلية) بتوصيات تناولت أسباب (هشاشة) وضعف التحالفات السياسية السودانية وعجزها عن الصمود أمام الأزمات واختلاف الرؤى الحزبية المكونة للتحالف، فسرعان ما تنهار مخلفة ورائها مزيدًا من الإشكالات السياسية العميقة..
– دون المساس بخواتيم الحلقة الأخيرة رقم 16 أواصل ما انقطع من سرد يؤكد استفحال أزمة التحالفات السياسية السودانية والبحث عن مكامن الخلل وايجاد العلاج الناجع..
ففي خلال العامين الماضيين جرى فيض من المياه تحت الجسر، هناك تحالفات انهارت كليا وثانية انشقت وثالثة انشطرت وأخرى نهضت ولكنها لم تصمد أمام تجاذبات الساحة السياسية الملتهبة.
– مدخل مهم يجب الولوج من خلاله عن مسيرة التحالفات السياسية السودانية هو الوقوف على الوضع السياسي الراهن .. وكي لا يحكم المراقبون حول تلخيص الحالة والمطالبة بتقصي درجة صدقية المصدر والوثيقة، نبين أن ما سيتم عرضه مجرد تحليل (محسوس) وليس (ملموس).
أولا: (قحت) مجموعة الأربعة ويمثلها المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير وصارت ثلاثة تيارات متباينة:
1. الحزب الشيوعي وتشظى إلى خمسة تيارات تختلف في وجهات النظر والمبادئ هي:
أ . مركزية الحزب بقيادة (الخطيب وصديق يوسف).
ب . مجموعة المزرعة بقيادة الشيخ والشفيع (خضر) وهي الجماعة الداعمة لحمدوك في نسخته الأولى وهم أصلا منسلخون من الحزب ولكنهم يحتفظون بأدبيات وأفكار اليسار الشيوعي.
ج . تجمع المهنيين جناح (الشيوعي) السكرتاريا..
د . لجان المقاومة جناح الحزب (الشيوعي) وأذرعها، مجموعتا (غاضون بلا حدود) وتتبع للجناح السياسي للشيوعي (الحزب) و(ملوك الاشتباك) وتتبع للجناح الشيوعي العسكري (حركتا الحلو وعبدالواحد).
3. حزب البعث العربي ويمثله داخل قحت السنهوري ووجدي صالح ومحمد ضياء.. بينما هناك أربعة أحزاب (بعوث) أخرى داخل وخارج قحت تناصب بعضها العداء وتختلف من حيث العقيدة العروبية..
4. التجمع الاتحادي (اليسار الاتحادي) ويمثله داخل (قحت) بابكر فيصل وودالفكي وأيمن نمر وهناك مجموعات أخرى متهمة بميولها اليساري اخترقت الحزب الاتحادي وأصبح أحد واجهاتها للإطلالة إلى المجتمع وتبنت خطًا مغايرًا للتجمع الاتحادي، منهم (محمد عصمت).
4. أحزاب (الأمة القومي والمؤتمر الشعبي وأنصار السنة)، هي تيارات سياسية قريبة في المنهج الفكري ولكنها خرجت مبكرا من المجلس المركزي (قحت) وتعمل على انفراد في الرؤى وتعمل كالمنشار (طالع ماكل نازل ماكل) دون تنسيق أو شراكة بين أي من تيارات قحت وهي تعاني الآن من صراعات داخل مكونات الهيكل الحزبي.. حزب الأمة ثلاث مجموعات (برمة ناصر وآل البيت، إبراهيم الأمين وصديق إسماعيل).. أما المؤتمر الشعبي أيضا تنقسم الرؤى داخل الحزب إلى مجموعتين (جماعة الممانعة علي الحاج والسنوسي والأمانة العامة،  وجماعة المصالحة بشير آدم رحمة ورهطه).
٥. تجمع المهنيين السكرتارية.
ثانيا: قحت جبهة الميثاق:
تنقسم إلى ثلاثة تيارات متباينة ولكنها يبدو أنها شبه متماسكة وهي نتاج صناعة أحداث 25 اكتوبر بعد دعمها لاعتصام القصر  الذي أطاح ب(حمدوك) ولم يصمد بعد عودته ليحمل لقب (رئيس الوزراء المستقيل) بدلا عن (المقال) .. ويمكن تصنيف (الميثاق) من حيث التيارات كما يلي:
١. مجموعة حركات دارفور الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وهي أربع حركات تجتمع عند المغنم وتختلف عند المغرم (مجلس السيادة) و(مني اركو /جبريل إبراهيم /الهادي إدريس والطاهر حجر).
2. مجموعة الحركة الشعبية أيضا من الموقعين على اتفاق جوبا للسلام وتنقسم إلى أربعة تيارات متباينة ومنقسمة (مالك عقار / ياسر عرمان “يتبنى خط الحزب الشيوعي” / مبارك اردول والتوم هجو).
3. مجموعة شرق السودان وتمثلها ثلاثة تيارات، اثنان موقعان على اتفاق جوبا للسلام هما: (مؤتمر البجا المعارض والجبهة الشعبية للسلام والتحرير والعدالة) وتيار مواجهة مع التيارين أنفي الذكر هي مجموعة المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بزعامة الناظر (ترك) وتعمل هذه المجموعة ضمن ضمن تحالف فضفاض مع العسكريين والإسلاميين ومجموعة اعتصام القصر.
4. مجموعة أذرع تتحالف مع قوات الدعم السريع (بعض القبائل/ النظار / العمد/ بعض الطرق الصوفية / بعض التيارات الإسلامية وعضوية المؤتمر الوطني ولجان المقاومة المستقلة).
ثالثا: العسكريون والمدنيون بمجلس السيادة:
أكثر مايميز هذه المجموعة هو التراتيبية والانضباط العسكري ولكن (تحت تحت) تنقسم إلى ثلاثة تيارات متباينة يحفها صراع (مكتوم) وهي:
1. مجموعة الفريق اول عبدالفتاح البرهان وتشمل المدنيين عدا (برطم)، بجانب الفريق إبراهيم جابر وقيادة هيئة الأركان وجهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة وخبراء الإعلام العسكري (العميد ركن طاهر أبوهاجة والعقيد ركن أبراهيم الحوري) وممثلو القوات المسلحة بالأجهزة الإعلامية الرسمية.
2. مجموعة الفريق أول شمس الدين كباشي وبعض تيارات اتفاق جوبا للسلام.
3. مجموعة الفريق ياسر العطا ولوبيهات ومناورات قحت مجموعة الأربعة.
رابعا: الإسلاميون:
وتضم هذه المجموعة ستة تيارات متحالفة متباينة الرؤى والمرجعيات بل بينها تنافس وصراعات ومرارات قديمة وتشمل:
1. المؤتمر الشعبي وينقسم إلى تيارين (ممانعة ومصالحة).
2. الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وحلفاؤهما من حكومة الوحدة الوطنية والحوار الوطني (المشاركون حتى لحظة التغيير) وأبرزهم (حسن إسماعيل / عبدالله مسار وميادة سوار الدهب) وأيضا هذه المجموعة لا تخلو من تيارات تحمل أفكارا مختلفة من واقع الفعل ورد الفعل.
3. حركة الإصلاح الآن بزعامة د. غازي صلاح الدين ومجموعته (رزق / توفيق).
4. حزب دولة القانون بزعامة محمد علي الجزولي وشباب يمين الوسط (معمر موسى) (إسلاميو الرصيف).
5. مجموعة محاولات الإبدال والاحلال (تسع + المسار).
6. التيار الإسلامي العريض الذي يضم تحالف فرقاء الإسلاميين عدا المؤتمر الشعبي.
– أكثر من 60 تيارا منشقا ومتداخلا اشتمل على ثلاث مجموعات متحالفة تضم (قحت 1 / قحت 2 / الإسلاميين). ويعد الوضع الراهن للتحالفات السياسية في السودان وضعًا غريبًا يحمل في طياته فشل النخب السياسية في تماسك وحدة التحالف المفضي إلى ديمومة مستقبلية تمكن من استقرار العملية السياسية بكامل تفاصيلها.

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

دكتور وليد شريف يكتب : صديق الحلو.. رحيل لثورة ضد السكون

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: مؤتمر باريس ومتلازمة أزمة الضمير السياسي ..!!

عزة برس

اترك تعليق