المقالات

استراتيجيات..د. عصام بطران يكتب : وحدة الاتحاديين: (امضوا … وأتركوهم خلفكم) !!

– لدي يقين قاطع بأن الأحزاب السياسية الوسطية العتيقة استبانت قراءة المشهد السياسي باكرًا واختارت طريق إعداد العدة لخوض الانتخابات المقبلة .. ففي نهاية مارس الماضي اعلنت الأحزاب الاتحادية بفصائلها المختلفة وحدة تنسيقية لإعادة بناء الحزب الاتحادي الكبير بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني وهذه الخطوة لها من الأهمية قدر كبير وتقرأ في خانة الصحوة الحزبية لترتيب وإعادة بناء هياكلها المهترئة في مواجهة التحديات التي تحيط بالممارسة السياسية خلال الفترة الانتقالية (المختطفة) من أحزاب اليسار.
– توقيع إعلان الوحدة التنسيقية بين الأحزاب (الاتحادية) في القاهرة بحضور مولانا محمد عثمان الميرغني على الرغم من انه نواة نحو الوحدة ضمن مبادرة تنسيقية أحزاب الوحدة الاتحادية لحل الأزمة الوطنية الا انه لم تتبعها خطوات عملية هيكلية لبناء حزب (موحد) .. وهي كما ذكر القيادي بالاتحادي (خالد الفحل)، من المبادرات الوطنية التي تم تقديمها إلى الآلية الثلاثية ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وشملت فصائل (الحزب الاتحادي الديمقراطي، الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الحزب الاتحادي الديمقراطي الهيئة القيادية العليا، الحزب الاتحادي الديمقراطي المجلس القيادي، حزب الأشقاء والأسود الحرة).
– اللافت للنظر والانتباه غياب مجموعات يظنها (الظان) أنها فصائل اتحادية، بينها مجموعة (محمد عصمت) و(التجمع الاتحادي) جماعة (بابكر فيصل وودالفكي) الا انها لن ترضى ايضا عن مجريات تلك الوحدة لأنها لن ولم تكن من مؤيدي فكرة الأحزاب ذات الوزن الكبير .. وفي ذلك المنحى اعتبر القيادي الاتحادي رئيس حزب الأشقاء (عادل إبراهيم حمد) المبادرة الوطنية التي أطلقها الاتحاديون مقترنة بإعلان الوحدة مؤشراً لتصحيح وضع (الوسط المعتدل) بعد أن تغولت عليه تيارات التشدد والتطرف وساقت الوطن إلى أفق مسدود. وعزا (حمد) هجوم هذه التيارات على المبادرة لإحساسها بدنو الإزاحة عن الساحة التي عاد إليها أصحابها وهاجم رئيس الأشقاء بشدة من وصفهم بالذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الوطن، رافضين رفضا مسبقا كل مبادرة، عاجزين عن تقديم أي بديل رغم حاجة الوطن في هذا الظرف الحرج لأي إسهام قد يخرج الوطن من أزمته الخانقة .. تعقيبًا على (حمد) أؤكد أن وحدة الاتحاديين هي خطوة مباركة ومكسب كبير للبلاد وللساحة السياسية والممارسة الحزبية الراشدة غير المتشظية (امضوا .. وأتركوهم خلفكم)، للشأن العام أولًا وأخيرًا مصلحة الوطن، وهم لهم مصالح أيديولوجية تتمحور كلما بان لهم ضوء في آخر النفق يطفئونه بأفواههم.
– قدمت في السابق أوراقًا بحثية محكمة في مؤتمرات وورش عمل داخل وخارج السودان حول التحالفات السياسية السودانية ووصفتها بالتحالفات الهشة التي لازمها ضعف البنيان الهيكلي والانقسامات ودخول الأحزاب معترك الأجنحة العسكرية لتضاف إلى الجناح السياسي للحزب، الا أن اكثر ما واجه الأحزاب السياسية السودانية الوسطية (المحافظة) هو اختراق اليسار. فقد كان الحزب الاتحادي الديمقراطي الكبير ساحة عظمى للاختراق والتمترس اليساري الضار الذي تمكن من اختطاف الحزب وجعله واجهة يطل من خلالها بعض اليساريين للحياة السياسية السودانية المحافظة التي لاتقبل (الشيوعيين) باسمهم الحقيقي، فجعلوا الأحزاب العتيقة مرتعا لهم للاطلالة عبرها إلى المجتمع .. وهم بالضرورة معروفون اسما ورسما يساريا منذ بواكير حياتهم الطلابية، مرورها بتاريخهم السياسي الملئ بأدبيات وأفكار اليسار حتى باتت تلك المجموعات (المختطفة) فريسة سهلة تفترسها أنياب المجموعات الصغيرة (الخاطفة) التي شوهت سمعة الحزب العريق وجعلته جسدا بلا روح.
– من طبيعة الأشياء ألا ترضى تلك المجموعات الصغيرة بأي وحدة حزبية من شأنها إعلاء قيمة الأحزاب الكبيرة لعدم إيمانهم بفكرة الوحدة لكشفها عن وجهتهم الحقيقية الماضية نحو الجنوح إلى خلخلة السلم والأمن الاجتماعي لتصفو إليهم الساحة السياسية في ظل تشرذم وتشظي الأحزاب والفصائل الاتحادية وغيرها من الاحزاب ذات الوزن الكبير.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

اترك تعليق