حنين..الحبيب المستشار الدكتور محمد عبدالله الغامدي مثال الدبلوماسية السعودية..عبدالعزيز الصادق

ظروف عملي الرسمية جمعتني به وإلتقيته لأول مرة عبر مكالمة هاتفية كانت تتعلق بإكمال ترتيبات زيارة وفدنا للسعودية، ثم
تعاملت معه تعامل مباشر بعدها في كثير من الترتيبات المتعلقة بسفر الوفود الرسمية علي مستوى الوزارة والحج والعمرة إلى المملكة العربية السعودية، لاحظت فيه الكثير من الملاحظات الجميلة أولها الدقة في المتابعة، والصرامة في المعاملات وكذلك أعجتني فيه ثقافته وحنكته العالية جداً، وذوقه الرفيع، وهدوء طبعه، وعمله في صمت دون كلل ولا ملل.
كان دائما يصر ويلح علي بأن أتناول معه إفطار رمضان لأنه كان يمكث الساعات الطوال داخل السفارة لإنجاز المعاملات وأشهد الله علي أنه كان يتابع معي إجراءات التأشيرات حتي الثالثة صباحا في أيام رمضان وبعض الأحيان يتصل علي بنفسه يقول لي أين أنت؟ لماذا تأخرت بالمطلوبات. فحقيقة كان دقيقا في تفاصيله.
وكذلك كان يهتم بقبيلة الإعلام والسلطة الرابعة كون في الفترة الوجيزة التي مكثها بالسودان العديد من العلاقات الاجتماعية مع عدد من الإعلاميين وإشراكهم في المناشط الرسمية للسفارة السعودية بالخرطوم وخارجها.
تفاجأت أمس بدعوة رسمية لي لحضور دعوة عشاء مقامة بمنزل السفير السعودي بضاحية كافوري علي شرف وداع المستشار الدكتور محمد عبدالله الغامدي لم أتمكن من تلبية الدعوة لوعكة صحية ألمت بي لكن وفي تقديري أننا إفتقدنا رجل كان مثال للدبلوماسية السعودية بالخرطوم وكان محل فخر وإعتزاز لسفارته بالخرطوم،
له إسهامات كثيرة ومقدرة أعلمها جيدا في سبيل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، فقد كان مهموم بقضايا السودان ودائما في حديثة يقول لي أن السودان بلد لابد أن يعيش شعبه في الرخاء والإطمئنان لمالمسه من تعامل وطيبة أهله، والدليل علي ذلك كلمته التي ألقاها في الحفل الذي تابعته عبر الأسافير إنما تدل علي إلمامه التام بالقضية السودانية وأوصي بالوحدة ولم الشمل والكثير من حديثه يعبر عن برنامج عمل للسودان في المرحلة المقبلة هذا جزء من كل لما عرفته عن المستشار الدكتور محمد عبدالله الغامدي.
صراحة لقد أديت مهامك بكل جدارة وإقتدار سنفتقدك وأنت تغادر وطنك الثاني لكن أكيد محطتك القادمة ستحمل الكثير من الملفات الهامة أيضا.
حفظك الله ورعاك ونستودعك الله أيها الغامدي ونأمل أن نلتقي في أرض الحرمين.