المقالات

أمصال وإبر ..د. وليد شريف عبدالقادر يكتب: السودان في منزل الهندي عزالدين

فى دراسة علمية أُجريت بجامعة هارفارد الأمريكية استمرت 75عاماً دخلها أجيال من الباحثين وأجيال من البشر ، فحوى الدراسة يُشير إلى الإجابة عن السؤال المهم الآتي: ماهو الفرق في حياة الناس بعد السنين الطويلة التي عاشوها هم واولادهم وأحفادهم ومعارفهم ، كانت التوقعات الأولى للدراسة تستنتج بأن الفرق يكون في المال أو الشهرة أو غيرها من النواقص المستعرة والتي يتكالب عليها بنو آدم في كل زمان ومكان..ولكن إكتشف الباحثون في آخر الدراسة أن أكثر ما أثرّ في حياة الناس النفسية والجسدية ، ومدى سعادتهم وقدرتهم على مقاومة الأمراض والأحزان والشيخوخة ..هي وجود في حياتهم علاقات فيها حب ووفاء وتراحم وتفاهم..علاقات كان الطرف الثاني فيها متاحاً في عز الأوقات الصعبة والمؤلمة..وعلى النقيض الطرف الآخر من أصحاب العلاقات الناقصة علاقات لا حب.. لا وفاء.. لا تراحم علاقات لا طرف متاح في عز الأوقات الصعبة والمؤلمة ..وجدوا أعمارهم أقصر ..شيخوختهم مبكرة ..قدرتهم على تحمل الألم النفسي والجسدي كانت أقل وأصابهم مرض الزهايمر مبكراً في شيخوختهم ..وخلص البحث على أن العلاقات الطيبة هي أكسير الحياة..وهي الترياق الوحيد ضد الذبول الروحي والموت النفسي والتشتت العاطفي والانهيار البشري.

▪️ دلفتُ مع اسرتي الصغيرة وبرفقة مدير مكتب المدير الطبي العام لمستشفى أم درمان التعليمي الأخ النبيل والكفاءة الإدارية النادرة الأخ العزيز خالد عبدالله ..نقدم واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى والد الهندي عزالدين رجل البر والخير والإيمان المرحوم(عزالدين عمر مصطفى)..الهندي رغم التماسك المعروف عنه في كل المواقف صغيرها وكبيرها كان الأسى يلفه من كل جانب ..الهندي عزالدين كما أطلق عليه جبل التوباد ..رمزي وقدوتي الإعلامية..القلم الذي أعاد للأستاذية احترامها..وللصحافة الورقية السودانية نكهتها ونجاحها ورونقها المفقود..أسأل المولى عز وجل أن يجعله آخر الأحزان في حياته.

▪️الفقد جلل..والهندي جليل ..فله مع كل واحد فينا موقف وذكرى إنسانية وارفة عطرة..فهو كم آزر هذا…وأقال عسرة ذاك..وضمد جراح آخر..ونادى بنصرة مظلوم…وصارع ضد ظالم..ومسح دمعة مكلوم ..
و شدَّ عضد مأزوم..فهو عقد الأصالة والمروءة المنظوم…لذا كان منزله العامر بحي الواحة الظليل حمماً من براكين وكتلاً بشرية…قراء..ساسة..إعلاميون ..رجال أعمال..رموز وطنية..شيوخ طرق صوفية..قطاعات نوعية مختلفة..الكل يغوص في حزنه يريد اقتسام الأسى والألم الممض معه..فهو البحر يقدم صفاء الماء لكل السواحل والجذر ..أو كما قال المتنبي:
*لم* أرَ قبلي *مَنْ* مشى البحر *نحوه*
*ولا* رجلاً *قامت* تُعانقه *الأسد*

▪️رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان هاتف الهندي معزياً في وفاة والده المرحوم بإذن الله تعالى ، وأيضاً الفريق أول شمس الدين الكباشي، ووزير الداخلية المكلف الفريق أول شرطة عنان حامد، ومن جنيف هاتفه معزياً البروفيسور كامل إدريس، وهاتفه الأمين العام للحركة الإسلامية الأستاذ على كرتي، وزاروه معزيين والي الخرطوم المكلف الأستاذ أحمد عثمان حمزة وعضو مجلس السيادة السابق والقيادي بالحرية والتغيير الأستاذ محمد الفكي سليمان ورئيس منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ركن ميرغني إدريس والفريق طيار مصطفى الدويحي مستشار القائد العام للقوات المسلحة لشؤون الطيران ومدير جهاز المخابرات الفريق أول احمد إبراهيم مفضل وعضو مجلس السيادة أبوالقاسم برطم واللواء عبدالرحمن الصادق المهدي والعميد ركن الدكتور الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة ، ووفد رفيع من الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ضم مساعدي الرئيس البروفيسور البخاري الجعلي و الأستاذ بابكر عبدالرحمن و رئيس حزب المؤتمر المكلف المهندس إبراهيم حامد محمود والبروفيسور إبراهيم غندور والقيادي بالمؤتمر الوطني أنس عمر ، ووفد من الاتحادي الديمقراطي بقيادة الأستاذة إشراقة سيد محمود ، ووفد من حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الأستاذ صديق الترابي، ورجال الاعمال الحاج معاوية البرير والدكتور أشرف سيد احمد الكاردينال . وزاره أيضاً شيخ الشباب والتسامح جبَّار الخواطر شيخ الطريقة المكاشفية بأم در مان الشيخ الأمين عمر الأمين وخليفة الشيخ الفادني الشيخ محمد الطيب الفادني والدكتور ياسر الفادني ، كما عزى من أم مغد الشيخ الكباشي الخليفة عبد الوهاب.

▪️رفقاء الخبر مقدس والرأي حر زمرة الإعلاميين كانوا غيوماً تُساقط رطباً جنيّاً من المحبة والإلفة وهم لا تنقطع أقدامهم ولا مكالماتهم ولا دعواتهم عن منزل جبل التوباد الهندي عزالدين.. منزل استطاع جمع كل السودان بأهله وطوائفه في في مكان واحد طائعين مختارين..في رسالة جديدة أطلقتها خبرة الحياة وصروف دهرها المبين..يُمكن أن يكون الفرد أمة إذا كان في قامة الهندي عزالدين.

▪️ *وفي* *الختام* *حتى* *الملتقى* أعزائي القراء ، اسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال ،حتى يقيكم شر الابتذال في *الأشياء* .

مواضيع ذات صلة

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: ابني مات مرتين

عزة برس

نحن عزنا جيش بقلم: شادية عطا المنان

عزة برس

عمار العركى يكتب : محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: مؤتمر اللاجئين وتبرئة عنان.. تقديم السبت احتسابا للأحد

عزة برس

الاتحادي الأصل بنهر النيل يهيب بجماهير الحزب الاحتشاد في شندي لاستقبال السيد جعفر الميرغني

عزة برس

أمصال وإبر.. د. وليد شريف عبدالقادر يكتب: المسودات. بين. طارق. الهادي. ودكتور سامر. وعلوبة (1/ 2)

عزة برس

اترك تعليق