المقالات

عمار العركي يكتب : دوافع التقارب الإرتري والإتهامات الأثيوبية للسودان

* تسلم رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رسالة خطية من الرئيس الإرتري إسياس افورقي تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها ،
* سلمه الرسالة السفير الإرتيري بالخرطوم “عيسى احمد عيسى” ،الذي نقل تحايا رئيس بلاده، لرئيس مجلس السيادة منوهاُ إلى أن “افورقي” يتابع بإهتمام بالغ تطورات الاوضاع في السودان ، ويؤكد على ضرورة توحيد الجهود والعمل الجاد للوصول لرؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الازمة الراهنة.
* كما أشار السفير الإرتري الي ان أمن السودان يمثل أمنا للمنطقة الأفريقية وأن السودان قادر على حل قضاياه من خلال توسيع قاعدة المشاركة بين كافة المكونات وإدارة حوار جاد وصادق.
* من جانب آخر ، وفي توقيت متزامن ، وصف نائب رئيس الوزراء الاثيوبي ووزير الخارجية “دمقي مكونن”،خلال تقديم وزارته تقريرا أمام مجلس النواب الأثيوبى، علاقة بلاده بالسودان “بغير الجيدة” خاصة بعد أن أصبحت الخرطوم منطلقاُ “لجبهة تحرير تيغراي” ضد بلاده ،وأن الخرطوم “استغلت” الحرب في تيغراي “وغزت” الحدود، مشير إلى أن الوضع ازداد سوء بعد أن أصبح السودان منطلقا لجبهة تحرير تيغراي ، لكنه “استدرك” بالقول إنه من الأفضل حل القضية سلميا وهناك آليات قائمة يمكنها حل الخلافات بين البلدين.
* المتابع لمسار العلاقات والتعاطي (الارتري الأثيوبي) مع السودان خلال الفترة الماضية يلاحظ اختلاف وتباين مواقف الدولتين الحلفيتين تجاه السودان ، مع ملاحظة ان الدولتين جمع بينهم اتفاق سلام في يونيو 2018م – الذي وصفه كاتب هذا المقال فى حينه “بالتكتيكي الكذوب ” لانه جاء مصنوعاُ ومخالفاُ لمعايير المواصفات والجودة – والذي نص على ضرورة ” التعاون والتنسيق وتوحيد المواقف الاقليمية والدولية بين الدولتين ”
* يأتى هذا الاختلاف ، كمؤشر ودلالة على حقيقة الوضع الراهن بين مكونات التحالف الاستراتيجي بين “الامهرا وافورقي” من جهة ، و” آبي احمد” من جهة أخرى ، والذي دبت فيه الخلافات إثر إعلان “آبي أحمد” عن مبادرته “للحوار الوطني الداخلي الشامل ً وجنوحه نحو توحيد الجبهة الأثيوبية الداخلية، موجهاُ دعوته للجميع دون إقصاء بما فيهم المناوئيين له ولحلفائه “جبهتي التقراي والأرمو ” ، الامر الذي رفضه وعارضه حلفائه من الأمهرا وارتريا .
* “افورقي” ينطلق من مخاوف الخطر والتهديد الذي تمثله له “جبهة التقراي” ، فى ظل الامكانيات القتالية لعدوه اللدود والتاريخي “التقراي” وحال حدوث تسوية وتصالح مع “آبي احمد ” قد تؤدى إلى تحالف بينهم ، فهذا بمثابة بداية النهاية له ولنظامه ،
* كذلك يقع “أفورقي”، تحت ضغط تلويح التقراي بتسليم أسرى الحرب لديها للأمم المتحدة ،والتى طردها أفورقي من بلاده تزامناٍ مع فرض العقوبات الأمريكية ، بيد ان التقراى لديهم عدد يفوق “الألفين” من أسرى الحرب أغلبهم من الشباب الإرترى المجبرين على الحرب تحت بند الخدمة الزامية، وهم على إستعداد لتقدبم شهاداتهم وإتبات الإتهامات الدولية واعترفاتهم بارتكابهم جرائم الحرب وانتهاكات بايعاز واوامر مباشرة من ” افورقي” ،وذلك حال قيام جبهة التقراي فعلاَ بتسليمهم للامم المتحدة.
* على ضؤ ذلك بدأ “افورقي” فى الإستعداد وتحصين دفاعته وتهئية المسرح وكسب الدعم الإقليمي والدولى – خاصة السودان الذى خصه بزبارات ورسائك متوالية ، وروسيا التي غازلها بالتصويت لصالحها في مجلس الأمن وعدم الممانعة من اقامة قاعدة عسكرية روسبة في ارتريا – وذلك.لمواجهة كآفة السناريوهات المتوقعة حال الوصول الخلافات مع ” آبي احمد”، و”جبهة التقراي” الى نقطة المواجهة العسكرية ، لذلك كانت هنالك اتصالات وزيارات ارترية مشابهة ومتتابعة لكل من جنوب السودان ، تشاد ، مصر .
* ذاكرة التاريخ السياسى حيال العلاقات الثلاثية (السودان ، اثيوبيا ، ارتريا)،وعلي مدار الثلاثة عقود الأخيرة التى شهدت العداء والإحتراب بين أثيوبيا وإرتريا تقول بان ” اي تقارب وتحسين للعلاقات بين السودان واحد الأطراف يعد مهدد وتأمر علي الطرف الآخر ، حيث ظل السودان رهين هذا الإعتقاد طيلة هذه الفترة حتى اعلان السلام والصلح بين اثيوبيا وإرتيريا في 2018م ، الآن وبعد سقوط ورقة توت الإتفاق عاد الإعتقاد القديم الى الضؤ ليصنع الحدث من جديد.
* زيادة وتيرة التواصل وتعاقب الوفد والمبعوثيين الرئاسيين من اسمرا الي الخرطوم تزامنا مع مؤشرات العودة التدريجية لمربع العلاقة الاول ما قبل اتفاق السلام ، وذلك بسبب الخلاف حول “ملف التقراي” ، الامر الذي أثار حفيظة الحكومة الأثيوبية ، وعلى وجه أدق ومحدد الحليف الآخر في الحكومة – الأمهر –
* بدأ ذلك خلال التصريح المتسرع و العدائى لاحد صقور الأمهرا النافذين، وهو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية “دمقي مكونن” وكعادته وعادة باقي الصقور الأمهراويين امثال الناطق الرسمي بإسم الخارجية “دينا مفتي”، والسفير الأثيوبي لدى السودان بيتال أميرو وحاكم اقليم امهرا “أجيجنهو تيشاغر” ، الذين يقودون خط التشدد والتصعييد ضد السودان من اجل مصلحة قوميتهم “الخاصة” فى آراضي الفشقة ، عكس توجه آبي احمد وقائد جيشه برهانو جولا – المحسوبين على الأرومو – والذين إتسمت تصريحاتهم بالتوازن والعقلانية ، والمناديين بالحوار والتفاهم مع السودان كحل للأزمة ، الامر الذي يعده صقور الأمهرا نوعا من التخاذل والتخلى عنهم
* لذلك غالبا ما تجئ تصريحاتهم العدائية المتطرفة كرسائل “صريحة” للسودان و”مبطنة” لشريكهم فى الحكم ، وتصريح “مكونن” الوارد اعلاه خير مثال ، فمقدمته خاصة للسودان ، وخاتمته “الإستدراكية” موجهة لآبي احمد.
* عموما ، ومن باب ” ضبط النفس” و ” لو صبر القاتل لمات المقتول وحده ” وفى ظل هذا المشهد المعقد بين الحلف الثلاثي والذي تاتي ردود افعالهم تجاه السودان بناءا علي العلاقة البينية وحالة التفكك والتصدع التي تعتري تحالفهم ، فعلى السودان “التوقف والتأمل”، وعدم ابداء اي ردة فعل تحسب عليه وتُوقعه فى المحظور – أقله في الوقت الراهن – لانه وبحسب مجريات الأحداث والمؤشرات نتوقع قريبا يتم النعي الرسمي وفض سامر مكونات هذا “التحالف التكتيكي الكذوب”

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

محمد عبدالقادر نائبا للرئيس.. الاتحاد العربي للاعلام السياحي يعلن تشكيل مجلس ادارته الجديد.. الاعلان عن فعاليات في مصر والامارات والسعودية وسلطنة عمان

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: الامارات.. كيد وتطاول و( بجاحة)

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: رفقا بالجنرال عقار… وهؤلاء !!

عزة برس

عمار العركي يكتب: خبر وتحليل: – مجلس الشيوخ الامريكي ومجلس الشيخ الإماراتي

عزة برس

اترك تعليق