المقالات

شيء للوطن م. صلاح غريبة يكتب: الشعوب السودانية … و العيش بسلام

ghariba2013@gmail.com

عندما اراجع مجمل الأحوال في السودان، من ظهور بوادر عدم الثقة والفجوات المختلفة والأزمات المتلاحقة، هنا أتطرق لموضوعين واتمنى التمازج بينهما.
فالطرف الاول هو التجربة الرواندية، والتي مثّل إطلاق صاروخ على طائرة الرئيس الرواندي السابق جوفينال هابياريمانا في 6 أبريل 1994 شرارة الإنطلاق لواحدة من أعنف عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ البشري. وحمّل الهوتو، الذين يمثلون الأغلبية على المستوى العرقي في البلاد، التوتسي المسؤولية على ذلك الهجوم. وخلال المائة يوم التي أعقبت تلك الحادثة، أباد المتشددون الهوتو بين 800.000 ومليون شخص، معظمهم من التوتسي. مجزرة اكتفى العالم بمراقبتها من دون تحريك ساكن.
بعد عشرين عاما، تبدو رواندا بلدا إفريقيا نموذجيا، مسالم، وحديث، وجيّد التنظيم. لقد تم القضاء على الفساد إلى حد ما. ويبلغ معدّل النمو ما يقارب 8% سنويا. ويعتبر النظام الصحي- وفقا للمعايير الإفريقية_ مثاليا. والتعليم في المدارس مجانيّ. ويحطّم البرلمان الوطني الرقم القياسي العالمي لأعلى نسبة من النساء. وتعطي العاصمة كيغالي الإنطباع بكونها سنغافورة إفريقيا، والطرقات الرئيسية في البلاد كلها معبّدة.
والطرف الثاني هو احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للعيش معاً في سلام، الذي يوافق 16 مايو من كل عام، والعيش معاً بسلام هو أن نتقبل اختلافاتنا وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، والعيش معًا متحدين في سلام
وأكدت الأمم المتحدة، أن يوما كهذا هو السبيل لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل، والإعراب عن رغبة أفراد المجتمع في العيش والعمل معًاً، متحدين على اختلافاتهم لبناء عالم ينعم بالسلام وبالتضامن وبالوئام.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن هذا اليوم يمثل دعوة للبلدان لزيادة تعزيز المصالحة وللمساعدة في ضمان السلام والتنمية المستدامة، بما في ذلك العمل مع المجتمعات المحلية والزعماء الدينيين والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، من خلال تدابير التوفيق وأعمال الخدمة وعن طريق التشجيع على التسامح والتعاطف بين الأفراد.
أن أحد أهم أهداف الأمم المتحدة هو بناء تعاون دولي لحل المسائل الدولية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعًا دون أي تمييز،
واعتمدت الجمعية العامة في 6 أكتوبر 1999 إعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام اللذين يمثلان تكليفًا من العالم للمجتمع الدولي، وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو، وأكدت الجمعية العامة على أن السلام هو عملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.
ونحن شعوب السودان كما يحب أن يذكر كاتبنا الشاب الرائع عبد العزيز بركة ساكن وبخاصة في رائعته (مسامير الأرض).

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

اترك تعليق