المقالات

بُعْدٌ و مسَافَة ..مصطفى ابوالعزائم يكتب: “الإختيار” أيّام مصر العصيبة

حقِيقةً لم أتابع الفضائيات السّودانية أو العربيّة التي تنشط فيها الأعمال الدرامية ، والغنائية ، والترفيهية خلال شهر رمضان من كل عام ، ومثلي كثيرون شغلتهم أمور أخرى وأهم ؛ وربما كانت أجهزة التحكّم عن بعد قد وقفت عند قنوات القرآن الكريم أكثر الوقت ، وعند القنوات الإخبارية العالمية أو العربية ، رغم تصنيفاتها ، والظلال السّياسيّة التي تغطيها .
صدفة محضة جعلتني أقف لدقائق عند إحدى القنوات الفضائية المصرية ، لأنني شاهدت ممثلاً يؤدي دور الرئيس عبدالفتاح السيسي ، كأنه هو ، في مسلسل تلفزيوني يتم بث الجزء الثالث منه هذا العام ، ويحمل إسم « الإختيار 3 » رغم أن صاحبكم لم يشاهد أيٍّ من الجزئين السّابقين ، ولم ينتبه للجزء الثالث إلّا عن طريق الصدفة ، في أواخر شهر رمضان المبارك .
إكتشفت لاحقاً إن هذا المسلسل المصري ، يتمّ بثّه على عدد من القنوات الفضائية المصرية والعربية ، وإنه يتناول فترة حساسة من تاريخ الحياة السياسية في الشقيقة مصر ، هي فترة الثورة الشّعبية المصريّة ، ضدّ حكم الرئيس الراحل محمد مرسي ، والتي أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة به ، عن طريق الجيش وإيداعه السّجن ، وتعطيل الدستور ، وتولّي رئيس المحكمة الدستورية العليا ، عدلي منصور مهام الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء الإنتخابات الرئاسية .
إهتممت بالموضوع لأنني من الصحفيين السّودانيين القلائل الذين تابعوا تفاصيل الثورة المصرية منذ لحظة الخروج عن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ، رحمه الله ، إلى حين الإطاحة به ، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في العام 2011 م .
أذكر أنني غادرت إلى القاهرة في النصف الأول من فبراير من العام 2012 م ، ضمن الوفد المرافق لمولانا أحمد إبراهيم الطاهر ، رئيس المجلس الوطني آنذاك ، في زيارته إلى مصر الممتدة من السّابعِ وحتى العاشر من فبراير ، وكان الوفد يضم عدداً من مستشاري رئيس الجمهورية في ذلك الوقت ، إضافة إلى عدد من من رؤساء اللّجان البرلمانية .
توقيت الزيارة جاء مناسباً تماماً معي ، إذ أنني لم أتشرف بزيارة مصر الشقيقة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك ، ثم إن الزيارة تجيئ في أعقاب إنتخابات مجلس الشعب المصري ، ولم يكن صحفيين مرافقين للوفد الرسمي سوى الأستاذ راشد عبدالرحيم رئيس تحرير صحيفة “الرائد” في ذلك الوقت ، وكاتب هذا المقال .
كما أشرت سابقاً ضم الوفد كلاً من السّادة البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ، والدكتور غازي صلاح الدين ، والأستاذة رجاء حسن خليفة ، وثلاثتهم مستشارون لرئيس الجمهورية إلى جانب عضويتهم بالمجلس الوطني ؛ كما ضم الوفد الأساتذة الفاضل الحاج سليمان ، رئيس لجنة التشريع والعدل بالمجلس ، ومحمد الحسن الأمين ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية ، والدكتور كمال عبيد رئيس لجنة الأمن والدفاع ، البروفيسور الحبر يوسف نورالدائم ، رئيس لجنة التربية والتعليم ، وآخرين .
إذاً التوقيت كان مهماً على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ، وعلى مستوى المؤسسات النظيرة ، وعلى المستوى المهني بالنسبة لشخصي ، لإهتمامي بالعلاقات بين شطري وادي النيل ، ولأن برنامج الزيارة كان يتضمّن الزيارة ، لقاءات مهمة من بينها لقاء مع المشير محمد حسين طنطاوي ، رئيس المجلس الأعلى القائد العام للقوات المسّلحة المصرية آنذاك ، ولقاء آخر مع الدكتور محمد سعد الكتاتني ، رئيس مجلس الشّعب المصري الجديد وقتها ، ولقاءات أخرى مع رؤساء عدد من اللّجان في مجلس الشعب .
الزيارة كانت حافلة باللقاءات ، وكان من مفاجآتها اللقاء الذي تمّ بالدكتور محمد بديع عبدالمجيد ، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، في المركز العام للجماعة بالمقطّم ، وقد دار نقاش طويل بين الوفد الزائر وبين جماعة الإخوان في مقرّهم ، حول قضايا كثيرة ، وكيفية إستعدادهم للإنتخابات الرئاسية ، التي قال المرشد أنهم يبحثون لها عن مرشّح من خارج الجماعة لمقعد الرئاسة ، وقال أنهم مازالوا يبحثون عنه ؛ وهذا هو ما أثاره مسلسل ” الإختيار ” في جزئه الثالث ، وأعاد إلى الذاكرة تفاصيل تلك الرحلة ، وهو ما نواصل فيه غداً بإذن الله ، ونحاول التوثيق لما عايشناه بحكم المهنة ، حتى لحظة ثورة الثلاثين من يونيو الشّعبية التي أطاحت بالرئيس مرسي ، وجاءت برئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور .
ثم كانت زيارات وزيارات بعد ذلك ، إلى مصر الشقيقة ، تابعت من خلالها تطورات الأوضاع فيها ، وكيف إلتقيت بالمرشح الرئاسي بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، الفريق وقتها عبدالفتاح السيسي ، وجلست إليه قرابة الثلاث ساعات .

Email : sagraljidyan@gmail.com

مواضيع ذات صلة

جهاز المخابرات و الإمارات الراعية للميلشيات و الإرهاب بقلم: عمار العركي

عزة برس

جهاز المخابرات و الإمارات الراعية للميلشيات و الإرهاب بقلم: عمار العركي

عزة برس

خبر وتحليل.. خطاب البرهان: تطبيق المنهجية. التخطيطية الإستراتيجية للسياسة العسكرية المميزة بقلم: عمار العركي

عزة برس

وجه النهار.. هاجر سليمان تكتب: خطاب (البرهان) .. منو الغلطان يا الأمريكان ؟!

عزة برس

بنك السودان المركزي يرد على طارق شريف

عزة برس

كسلا الوريفة ، كلمات الوفاء وأنا على بوابات الخروج بقلم: محمد يوسف محمد

عزة برس

اترك تعليق