Site icon عزة برس

بينما يمضي الوقت.. أمل أبو القاسم تكتب: في بريد وزير الداخلية

كم كان مؤلما ومؤذيا للمشاعر ومستفزا مشهد عربة الشرطة وهي تطارد تجمع الثوار بصورة وحشية تقتل أحدهم وتصيب فوق العشرة منهم. شرطة السودان المنوط بها حماية الأرواح تتعمد إزهاقها وبصورة بشعة في وضح النهار وعلى مرأى الأشهاد ليس داخليا بل على مستوى العالم عندما وثقت لها كاميرات القنوات العربية .

طريقة قتل الثوار أو ردعهم حتى الموت لا تمت للإنسانية بصلة استخدمت فيها الأجهزة الأمنية كل أنواع الأسلحة وكأنها تحارب قوى خارجية وليس مجرد صبية مدفوعين بعضهم بحب الوطن ورغبة في التغيير للأفضل، وبعضهم بفضل قوى خارجية باذرع داخلية بغية أهداف معلومة، لكن اي كانت الأسباب والدوافع فهؤلاء أبناء هذا البلد ومن ترابه الذي عفر بدمائهم وكان الاجدى تقويمهم بالتي هي أحسن كما تقوم الأسر الفاضلة ابناءها.

شخصيا لا يروق لي ما يحدث من الشباب ولا أرى جدوى من الخروج الممنهج للشارع وان خرجوا كل يوم، لكن الواقع أنهم يخرجون دون أن ينصاعوا لصوت العقل ومحاولة توخي الحكمة و( راكبين رأس) فمن باب أولى حماية مواكبهم وان اضطررتم لصدهم فبالحد الأدنى من استخدام القوة لتفريقهم لا استخدام كل هذا العنف المفرط.

استخدام هكذا عنف يا سادة يباعد الشقة بينكم والشارع إذ كيف تدعون الجلوس للحوار وبدلا من تهيئة الأمر لذلك وردم الهوة بينكم وبينهم تعملون على تعميقها وزيادة الفجوة؟

للحق ومما تبدى خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تعد الشرطة كما سابق عهدها تلتزم بالصرامة والحكمة والمسارعة في نجدة المظلوم ،وضبط الشارع وفرض هيبتها، وملاحقة الجناة ،وحل أعتى القضايا في وقت وجيز . ترى هل أثر فيها عمليات الجرف والجرح والتعديل الذي تعرضت له خلال حكومة حمدوك ؟ ام بفعل القائمين على أمرها وهوانهم في ضبط منسوبيهم حد لم يقوى أي من المتعاقبين أن يعيد إليها سيرتها الأولى سيما وأن التحدي الآن عظيم وسط فوضى شاملة تعيشها البلاد ما يدعها في حاجة ماسة للشديد القوى الأمين الحريص على أمن بلاده.

ظللنا طيلة فوضى المجموعات المتفلتة التي عاثت في المجتمع ترويعا وتنكيلا نتساءل ترى هل تقصد الجهات الأمنية هذا التراخي والهوان وبالبلاد جيوش جرارة ( أشكال وألوان) فضلا عن ( جيش ،دعم سريع،جهاز أمن، شرطة) ؟ إذ ليس من المعقول كل هؤلاء عاجزين عن مواجهة هذه التفلتات التي نتج عن بعضها إزهاق أرواح.

الشارع خلال هذه الفترة فقد الثقة في الشرطة بل شكك ليس في عملها بل ذمتها وهمس المدينة يدور حول تواطؤ أفرادها من المتفلتين حد انك إذا قلت اريد ايقاف سيارتي مثلا أمام مركز أو مجموعة منهم تصدى لك الكثيرون بأن اياك وحذار رغم أن لي تجربة طيبة مع أحدهم أظنه من صلب تلكم التي كانت.
ظل التشكيك همسا إلا أن فجرها نائب رئيس مجلس السيادة قبيل يومين داوية وهو يصرح( بالفم المليان ) بأن الشرطة تعرف المتفلتين وزعمائهم وقادرة على جمعهم خلال اسبوع !!

على كل ندين ونستنكر الطريقة البشعة في ردع المتظاهرين اتفقنا أو اختلفنا معهم وفي انتظار توضيح من وزير الداخلية المسؤول الأول والأوحد . واقول : سيدي عنان انت وليت على أمر الشعب واستودعت أمنه في ظروف قاسية نتمنى أن تكون على قدر التحدي وتعيد الشرطة هيبتها وسيرتها الأولى فإن فعلت ذلك ضمنت إستقرار البلد فلن يستقيم الظل والعود أعوج.

سيدي رئيس مجلس السيادة ظللت تجتمع بمجلس الأمن وتصدر قرارات لم نتلمس لها نتائج حتى الآن وما تقوم به أجهزتك في ردع المتظاهرين سيهد معبد الحوار الذي ظللت تنادي للجلوس تحته. ليت حادثة امس التي فجعت أمهات في أيام العيد وتأذت عدد من الأسر ستدفع من جيوبها المثقوبة لمعالجتهم في اسوأ ظرف اقتصادي تمر به البلاد، ليت ماحدث يكون آخر مطاف هكذا أفعال مفضية لفواجع على كافة الصعد ،وفي انتظار محاسبة الجناة بصورة عملية وليس بيانات وقرارات (ساي).

Exit mobile version