الأخبار

استراتيجيات.. د.عصام بطران يكتب : الجمهورية الرابعة !

– الصحفي (جمال قندول) من اهل الصحافة القلائل الذين ابتدروا الظهور على (الميديا) بشكل مختلف في الكتابة والنشر والعرض والسمع الا انه قد فضًل ان يكون ظهوره محترفا في اواصر انشطة التواصل الاجتماعي وتحديدا عبر تطبيق (الواتساب) بمجموعاته ذات الصبغة الصحفية العاجلة والمصدرية والحصرية ..
– ظهر (قندول) بعد غيبة (تكتيكية) في نسخة جديدة احتفل بها الوسط الصحفي والاجتماعي والمؤثرين والنشطاء في عوالم السياسة والادب والفكر والثقافة تلك المطبوعة (قروب) التي اختار لها (الجمهورية الرابعة) اسما .. ولعل (قندول) معروف عنه الذكاء الاجتماعي فقد اختار توقيتا مناسبا لاطلاق هذه المجموعة صادف اليوم الاول من عطلة (طويلة) اعلنها مجلس الوزراء احتفاءا بعيد الفطر المبارك وهذا ما جعل المنصة متنفسا لاصحاب الاقلام اندياحا ومشاركة .. وقد عرف في مجموعات (الواتساب) النشطة ان نجاحها يعتمد على ثلاث عوامل مهمة .. الاول: كاريزما المشرفين .. والثاني: نجومية الشخوص المضافين .. والثالث: المسرح (سياسي، فني، ادبي …. الخ) .. اما تقييمها يرتكز على عبارات الترحيب الاولى للمضافين من اهل العيار والوزن الثقيل وبذلك استطيع ان اقول سيتوافد الى نسخة (قندول) (الجمهورية الرابعة) الركبان من كل حدب وصوب خاصة المهتمين بالشان السياسي وغواصات المصادر والسبق الصحفي ومتخصصو الخبر الحصري والعاجل ..
– دفعني للكتابة حول مصطلح (الجمهورية الرابعة) هو الحديث عن (جمهوريات) سابقة في اشارة حكيمة لمصطلح الديمقراطية اي الحكم المدني .. وفي السودان ثلاثة اشكال للحكم وممارسة السلطة .. اولها: الحكم العسكري عبر الانقلابات العسكرية المصنوعة من القوى المدنية بالتعاون مع خلاياها بالمؤسسة العسكرية .. وثانيها: الحكم الانتقالي عبر ثورة شعبية (مصنوعة) ايضا من القوى السياسية المدنية بمشاركة من قوى المعارضة المسلحة .. اما ثالث اشكال الحكم وممارسة السلطة في السودان هو حكم الاحزاب عبر الية انتخابات الديمقراطية الليبرالية ..
– بذاك المفهوم لمصطلح (الجمهوريات) فان الحكومات العسكرية تسعى دائما الى (تمدين) مؤسسة الحكم باشراك عدد من القوى السياسية المتماهية مع توجهاتهم الايديولوجية .. ومن الطرائف في هذا المقام قرار الرئيس الاسبق جعفر نميري بتغيير اسم الدولة نفسه الى (جمهورية السودان الديموقراطية) ليخبئ داخله وصمة (الديكتاتورية) كما تخبئ انثى (الكانغرو) جنينها في (جراب) بطنها .. وبذات المفهوم فان جمهورية (قندول) الرابعة (الاتية) في رحم المستقبل قد سبقتها ثلاثة (جمهوريات) .. الاولى: عقب الاستقلال .. والثانية: في العام ١٩٦٥م .. والثالثة: في العام ١٩٨٦م .. اما نسخة (الجمهورية الرابعة) المنتظرة اخشى ان يكون حملا كاذبا لاينتج جنينا او على اقل تقدير تنتج جنين شائه (ورل) او كما يعرف في الاوساط الشعبية السائدة ان (الورل) هو جنين بيضة التمساح (البايظة) ..
– بالتاكيد لم (يفوت) على حبيبنا (قندلة) امر مهم في شؤون انظمة الحكم في السودان الا وهو المتلازمة الدائرية (حكم انتقالي) ثم (ديموقراطية ليبرالية) ثم (حكومة عسكرية) … وهكذا دائريا .. اما بخصوص الفترات الانتقالية ففي العام ١٩٥٣م منح السودان الحكم الذاتي تحت راية الاستعمار البريطاني المصري وفي ١٩٥٦ الى ١٩٥٧م انتهت اول حكومة انتقالية باجراء اول انتخابات ديموقراطية ثم حملت ثورة اكتوبر ١٩٦٤م ثاني حكومة انتقالية في تاريخ البلاد انهيت بانتخابات ١٩٦٥م .. اما ثالث حكم انتقالي كان على يد المشير عبدالرحمن سوار الذهب بمشاركة مجلس وزراء مدني برئاسة الدكتور الجزولي دفع الله وانهيت بانتخابات العام ١٩٨٦م .. وتتقف كل فترات الحكم الانتقالي في الحيز الزمني للسطة التي لم تتجاوز العام الواحد في الحكومات الثلاثة .. الا ان فكرة الحيز الزمني قد جانبت الحكم الانتقالي الرابع فهو الان في عامه الثالث وفي روايات اخرى سيتمدد الى (عشر سنوات) وهذا ما سيجعل حلم (قندول) في تحقيق (النسخة الرابعة) من الجمهورية في مهب الريح ..
– كان حكيما الرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي عمدما اطلق مصطلح (الجمهورية الجديدة) على فترة حكمه خروجا عن نمط الجمهوريات الرقمية اذ ياتي الترتيب الرقمي لفترة حكمه (الجمهورية السادسة) المحاميد الثلاثة وجمال) (محمد نجيب، جمال عبدالناصر، محمد انور السادات، محمد حسني مبارك) الا ان الذكاء (السيسي) كان عميقا تجاوز الجمهورية الخامسة (محمد الرابع) (مرسي) بالخروج من دائرة (التنميط) الرقمي الى دائرة (التجديد) .. والذي يزور العاصمة المصرية (القاهرة) والريف المصري يلحظ من الوهلة الاولى تطور (جديد) في البنى التحتية والعمران والحياة (السهلة) نسبيا مما ساد البلاد من فوضى عقب (الربيع العربي) ..
– على العموم نامل ان يولد من رحم انظمة الحكم في السودان جنين معافى يخرج البلاد من الدائرة الجهنمية (انتقالي، عسكري، مدني) بعيدا عن نظام (الجمهوريات) الى نظام (هجين) يجمع كل مكونات الشعب السوداني عسكرية وقوى مجتمع مدني وفرقاء الايديولوجيات المتضادة لانهاء حالة (التنميط الرقمي) للجمهوريات وابدالها بحالة (التجديد) القائم على وحدة الدولة ..

مواضيع ذات صلة

أسامة حسونة يرد على البيان الذي أصدره عمر خلف الله

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: انها شندي ياحميدتي؟!!

عزة برس

والي الخرطوم _ الأجانب يحاربون الآن الدولة ويمارسون القتل والنهب والاغتصاب ويخالفون القوانين المنظمة للجوء

عزة برس

حوار مع إيدان اوهارو سفير الاتحاد الأوروبي :آمل أن تنتهي محادثات جدة بسرعة وأن يتحلى الطرفان بحسن النية ويلتزما بما يتم الاتفاق عليه

عزة برس

«طوارئ أمبدة» تعلن تسجيل (3) حالات وفاة بينهم طفل بسبب الجوع

عزة برس

صحفية سودانية تتلقى تهديدات عبر رسائل نصية وصوتية

عزة برس

اترك تعليق