المقالات

تحبير ..د.خالد أحمد الحاج يكتب: واقع مختلف

يأمل الشعب السوداني أن تكون مناسبة العيد السعيد فرصة لبناء جدار الثقة بين الفرقاء، وإصلاح ما أفسده دهر الخلافات.
والفرصة لا تزال مواتية لتدبر حوار بناء يساهم في إخراج البلاد من أزمتها، ويضعها في السكة الصحيحة.
فحالة (التصعيد) التي تسيطر على المشهد السياسي هي التي ساهمت بقدر كبير في تعميق الخلاف، ورفع مستوى الصراع لدرجة لم تخطر على بال، وكنتاج طبيعي لعمق الأزمة نعيش واقعاً مضطرباً اليوم.
الظرف الحرج الذي تمر به البلاد يتطلب أن تتحمل كافة الأطراف مسئولياتها الوطنية، متى ما وصلنا إلى قناعة أن بمقدورنا المساهمة في تحويل أفكارنا إلى أفعال فلن ننتظر طويلاً الوصول إلى مرحلة التعافي.
صحيح أن لكل كيان سياسي منطلقاته التي تعبر عنها رؤاه وفلسفته الخاصة، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون سبباً في اضطراب الفترة الانتقالية، من واقع أن التصريحات التي تصدر عن بعض النخب تجاه ممارسات غيرها تشير إلى رفضها للعديد من الأطروحات الساعية لوضع الحصان أمام العربة.
البداية الصحيحة تتمثل في ترتيبات ما قبل الحوار وهي التي تقود في نهاية المطاف إلى نتائج مقبولة، وإن كان لتصاعد الأحداث تأثير كبير على اتجاهات وسائل الاتصال، لدرجة أن التقاطعات قد أفرزت تباعدا ما بين المدنيين والعسكر.
فلما لا تكون وسائل الاتصال هي واسطة العقد بين الأطراف السياسية المتباينة في قناعاتها ؟
براي أن تبني مشروع اتصالي مستقل يتكئ على الحياد، وتسنده الموضوعية في الطرح، والمصداقية في الإنطلاق هو المطلوب.
ولضمان إنزال ذلك على أرض الواقع يتطلب الأمر إحداث تغيير كبير في قيم الاتصال لتكون قناعات الأفراد مصدر قوة ليس على المستوى الحزبي فقط، وإنما على كافة الأصعدة والمستويات التي تلمس أوتارها.
ربما تكون طرق وأساليب الأحزاب في الاستقطاب والمنطلقات هي التي أفرزت هذا الواقع وربما لا ؟
إن لم توحد الأزمة الحالية السودانيين فلا فرصة أنسب منها لجعل ذلك ممكناً.
بمقدور السودانيين رسم طريق الديمقراطية وتعبيد المسار المدني بداية بتخفيف حدة الخلاف ومروراً بالتأكيد على أن الوحدة الوطنية لا غنى عنها، علاوة على استشعار أحلك الظروف التي تهدد أمن واستقرار البلاد.
ولا يمكن إبتدار انطلاقة للتنمية دون أن يكون هناك تمهيد جيد لتجاوز آثار الأزمة.
العيد فرصة طيبة لطي صفحة الخلافات والتسامي عن الجراح، ولا يمكن الإنطلاق نحو المستقبل دون وضع حد لخطاب الكراهية الذي أفرز تعقيدات عديدة.
وبما أن الهم واحد، وأننا جميعاً في دائرة الإتهام سواء، حال حدث ما لا تحمد عقباه دون أن ننبه لمغبة ذلك، ولا فائدة حينها من عض أنامل الندم.
التواصي بالمعروف تكليف رباني، لابد من العمل به.
قناعتي بأن آراءنا محل أخذ ورد وهي في الأخير ليست ملزمة لطرف بقدر ما هي جملة من أفكار قابلة لأن تستوعب أية آراء أخرى أو أن يطالها التعديل.
كل تمنياتي أن يعود علينا العيد ونحن أكثر حرصاً على ديمومة الاستقرار وبناء جدار من الثقة لضمان تجاوز الصعاب فيما تبقى من عمر الفترة الانتقالية.

مواضيع ذات صلة

ماذا ينتظر الجنجويد؟؟ بلقم: عمر عصام

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

اترك تعليق