المقالات

تسيير الدوريات الأمريكية وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي بقلم: عمار العركي

الخرطوم _ عزة برس

* أعلن قائد القيادة المركزية والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، نائب الأدميرال “براد كوبر”، أن فرقة عمل جديدة مع الدول الحليفة في قيادة العمليات المشتركة ستبدأ العمل في الـ17 نيسان/ أبريل الجاري، لتسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.
* قال “كوبر”، في مؤتمر صحفي، إنه يأمل أن تستهدف فرقة العمل الجديدة، المكونة من سفينتين إلى ثمان سفن في وقت واحد، مهربي المخدرات والأسلحة والأشخاص في المجرى المائي. وستشهد فرقة العمل التي أطلق عليها “قوة المهام المشتركة 153″، انضمام سفينة “يو إس إس ماونت ويتني”، وهي سفينة قيادة برمائية من فئة “بلو ريدج”، كانت في السابق جزءًا من الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، المسؤول عن الأمن في أوروبا وأفريقيا والمتوسط، ومقره إيطاليا.
* من جهته، قال المتحدث باسم قيادة الأسطول الخامس، تيم هوكينز، إنه من المتوقع أن يتولى “شريك إقليمي”، لم يذكر اسمه، دور قيادة “قوة المهام المشتركة 153” في وقت لاحق من هذا العام.
* هذه الخطوة من حيث “التوقيت والكيفية”، تُثير جُملة من الأسئلة الإستراتيجية المتعلقة بأمن البحر الأحمر والقرن الإفويقي ، فى ظل التطورات والتحولات المتوقعة جراء الحرب الروسية الأوكرانية والمساعي الروسية المستمرة في توسعة نفوذها فى البحر الأحمر, إضافة إلى وجود “تجمع لثماني دول مشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن” تتلاقي أهدافهم مع ذات الأهداف التي أعلن عنا القائد الأمريكي “براد كوبر”، كسببا رئيسيا لتسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.
* على الرغم من أن إعلان البحرية الأمريكية إلى سعي واشنطن لإظهار التضامن مع شركائها الغاضبين فى الخليج “السعودية والأمارت”، والإشارة الي أن “مجلس التعاون الخليجي شريكًا استراتيجيًا”، “فتسيير الدوريات” هذه لن توقف على الأرجح الهجمات التي يشنها الحوثيون بصورة كاملة، والذين تحاشي ورفض نائب الأدميرال “كوبر” خلال المؤتمر الصحفي بتسميتهم او الاشارة اليهم ، رغم هجومهم الأخير على سفينة ترفع علم الإمارات والاستيلاء عليها؟
* مؤخرا، رسخَت دول الخليج نفسها في القرن الأفريقي بشكل غير معهود، وعملت كل من الإمارت و السعودية وقطر وتركيا على توسيع دوائر نفوذهم من خلال الموانيء التجارية والقواعد العسكرية ،ومع وصول الصين إلى جيبوتي يرتفع عدد القوى العسكرية الأجنبية في تلك البلاد إلى خمسة (الصين وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات ، فيما تنشط روسيا إلى فكرة حضور استارتيجي لها في القرن الأفريقي.
* الفوضى الأمنية بدول القرن الأفريقي وأزماتها الداخلية ، والصراعات العرقية والحدودية وتدفق السلاح والإتجار بالبشر والهجرة الغير شرعية .. الخ ، مع ضعف دول المنطقة في مواجهة هذه المهددات ،كل ذلك أوجد المبررات التي تسمح بالتدخلات الدولية والمناورات في المنطقة ، فسعت القوى الكبرى لفرض وجودها بمختلف الأشكال بالمنطقة.
* كان الاهتمام العربي – فى السابق – بأمن البحر الأحمر مسالة غير قابلة للجدل , نظرا لاتصالها مباشرة بنظرية الأمن القومي العربي التي قامت -حينها – علي توافق إزاء ترابط مفاهيم الأمن العربي في سياق تكاملي يستدعي عملا جماعيا، حيث كان من الممكن جعل فكرة “مجلس الدول الثمانية” نواة لذلك، وكيان يفرض نفسه ولو “تنسيقيا” فى اي مناورات او اجراءات ذات الهدف المشترك – امن البحر الأحمر- ولكن من الواضح بأن المجلس به العديد من أوجه القصور والتقصير والتأثير،
* اكبر دلالة على ذلك القصور هو ذهاب المحللون بأن “الشريك الإقليمي” المرشح لقيادة القوة والذي أشار اليه المتحدث باسم قيادة الاسطول الخامس الامريكي ولم يسميه هو – الامارات – بيد أن الوضع الطبيعي والإستراتيجي بأن يكون هذا الشريك هو ” مجلس الثمانية” ولو فى شكل قيادة جماعية مشتركة.
* من الإجحاف تناول قضية أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي ، من باب مكافحة الظواهر السالبة المعلنة كمهددات ماثلة ,دون تناول الأسباب التي أدت الي وجود تلك الظواهر التي تتمثل في الأزمات والصراعات الداخلية للدول المطلة علي البحر الأحمر، فبالتالي يظل أمن البحر الأحمر رهين بمعالجة الأوضاع الداخلية لتلك الدول وإستقرارها.
* حالياً وفي ظل التطورات الدولية الأخيرة ، وتلك التي يشهدها القرن الإفريقي، ، وطالما لم تتناول الخطة والأزمات والصراعات الداخلية لدول الإقليم ، نتوقع تنامي خطر تهديد أمن البحر الأحمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *