المقالات

حوار الأحذية.. بقلم : د الصادق الهادي المهدى

يبعث الى بعض الأحباب مقاطع منسوبه لصحفية سودانيه القت بحذاء في وجه من تختلف معه سياسيًا.
واود بدايةً ان أشير الى ان الخلاف السياسي في السودان حق. وأن تراثنا المعاصر ظل يقبل هذا الحق ويستوعبه ضمن سقف سياسي ليس مثاليًا من حيث الضيق بحق الاختلاف وبسط جناح القبول من نظام لاخر.
هذا الهامش من قبول حق الاختلاف ميز الساحة السياسية السودانية وجعل العنف المنفلت قليل مقارنة بجوارنا العربي والافريقي. هناك محطات عنف حدثت في الجزيرة ابا ومن دبرها ظل مكروه من الوجدان السوداني وهو لا ينتمي اليه. وهو الشاذ الذي يشذ عن القاعدة العامة لاهل السودان. ومثل كارثة الجزيرة ابا مأساه عنبر جودة وكارثة فض الاعتصام امام القيادة العامة في أيام مباركة وفي قبايل العيد.

على ان اي صحفي جاد يدرك ان سلاحه القلم والكلمة الطيبة وليس (البراطيش) فهناك وسائل تبرز دور الصحافي المهني وتؤكد مقدرته وشهرته ومهاراته المهنية ولكن ليس من بين تلك الوسائل أبدا الرمي بالاحذية او استخدام العنف اللفظي باي طريقة ، فالعنف اعتبره مدخلًا يخرج الانسان من ساحته ويطعن في (لقبه) بانه صحفي بالمعنى الحقيقي ، فالصحافي يرفض كل عنف بالضرورة.

واذ اعلق هذه المقاطع لست بصدد الدفاع عن احد ، ولكني بالتأكيد ادافع عن سلوك سوداني موروث نراه يتداعى أمام اعيننا ويفتح الباب واسعا لسلوكيات دخيلة على مجتمعنا.

ومهما يكن وقع الاحباط العام وانتشار الفقر وتمدد البطالة فضلًا عن غياب للرعاية الصحية الكريمة في بلادنا ، فان اي سوداني طبيعي لا يقبل اهتزاز ركائز وثوابت صارت وطنية، رغم غياب فرض القانون وهيبته. ان كل هذه الأبعاد قابلة للعلاج الا انتشار العنف السياسي وتشجيعه تحت اي مبررات وطنية او غيرها . علينا جميعا ادراك ان تشجيع العنف سيدفع المجتمع السوداني ثمنه سلوكياته ضارة ستتمدد حتى تصل لكل بيت وكل فرد عادي او سياسي. ويصبح العنف سلوكًا وسمة إجتماعية. وسنرى الأفراد يلقون باحذيتهم في وجه امام الجامع والمعلم والطبيب فضلًا عن السياسي الذي لو كان عادلًا لكان نصف الناس ضده كما يقال.
ومع تقدير ردود الفعل الا ان العنف ما انتشر في مجتمع الا اكله وضرب نسيجه الاجتماعي وارجو ان لا ينخرط مجتمعنا السوداني في سلك العنف ايا كان منشاه او دافعه

مواضيع ذات صلة

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

1 تعليق

لؤي بابكر عبدالرحيم ابوقنايه 2022-04-06 at 5:52 م

العنف اداه تريح النفس مع سياسات احزاب قلت فيها الوطنيه والموضوعيه الي حد كبير. فالسياسه تعني فن الممكن والمتاح لا تعني الخسه والنداله. رفضت الصحفيه الشجاعه هذه الصفات الدخيله علي السياسه السودانيه ولم تقصد بذلك تاجيج نار العنف.

رد

اترك تعليق