المقالات

همس الحروف ..يا برهان .. أما آن لك أن تنتصر للسيادة الوطنية بقلم: الباقر عبد القيوم علي

أقصى درجات فنون الحروب الحديثة قد لا تكون بالقتال المباشر ، و لكنها ستدمر كل شيء بـالتخريب” الممنهج و المعد سلفاً في مكاتب طبخ تدمير الشعوب في نيويورك ، و لقد تأنيت كثيراً و توقفت عند هذه العبارة قبل أن أكتبها حتى قطعت الشك باليقين من خلال قراءتي للتأريخ الحديث منذ العشرين سنة الماضية و حتى تأريخ هذه اللحظة ، و كان ذلك من خلال بحثي عن كل الخطوات التخريبية الأممية التي كانت تتم في العلن بدهاء و برود دم شديدين ، و بتسليط الضوء علي ذلك أريد أن أرجع بكم قليلاً إلى تاريخ الخامس من مايو 2006 يوم توقيع إتفاقية أبوجا التى كانت تخص سلام دارفور آنذاك و التي صفق لها بطل هذه القصة المبعوث الأممي يانك برونك ممثل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بالسودان و إعتبرها إنجازاً كبيراً و إنتصاراً للسلام ، و حيث كان لهذا الرجل وجهين يحملان الضد تماماً و متشبع بالخبث و الحقد الدفين للسودان و شعبه بصورة تنوء عن حملها السفن .

بعد مضي خسمة أشهر من تاريخ توقيع إتفاقية أبوجا وصل إلى العاصمة الخرطوم السيد أركو مناوي بعد أن تم تعينه كبير مساعدي رئيس الجمهورية و رئيساً للسلطة الإقليمية الإنتقالية لدارفور إنفاذا للإتفاق و كان ذلك بتايخ 19 إكتوبر 2006، و لكن أذرع الشر لا بد من أن تضع بصمتها في التخريب ، و لابد من سعيها الدؤوب لشق الصف السوداني حيث قام هذا المبعوث الأممي يانك برونك بإستباق وصول السيد أركو مناوي للخرطوم بيوم واحد أي بتايخ 18 إكتوبر و سافر إلى الفاشر ، و لقد إستهدف بزيارة هذه أحد معسكرات النازحين بالقرب من مدينة طويلة بشمال دارفور و قد دعا لإجتماع عاجل مع مقاتلي حركة SLA التى كان يرأسها السيد مني أركو مناوي ، و ذلك بدون ترتيب مسبق مع بعثة الإتحاد الأفريقي ، و كان الإجتماع بمخفر شرطة طويلة ، و قد قام نفر من قيادات الحركة بتلبية الدعوة على رأسهم (أحمد أبو دقن و علي كاربينو) و غيرهم من القيادات الميدانية ، و كان ذلك بحضور عائشة عاشور و بعض المراقبين و تيم الحراسة من الإتحاد الأفريقي الموجود بهذه المدينة .

لقد ظن الحضور الذين لبوا الدعوة لهذا الإجتماع أن المبعوث يانك برونك يريد أن يستعجل إنفاذ إتفاقية السلام التي باركها حين توقيعها و التي إعتبرها إنجازاً تاريخياً غير مسبوق ، إلا أنه قطع أفكار الجميع و فاجأ الحضور بإلقاء قنابل من الكلمات حيث طلب من قيادات الحركة عدم الإنصياع لهذه الإتفاقية ، و حرض الجميع للوقوف ضدها و مواصلة النضال مع حركة عبد الواحد محمد نور .. حقيقة أن المفاجأة قد أخرست و ألجمت الجميع ، و ما أن وصلت هذه المعلومات إلى الحكومة المركزية في الخرطوم و التي بدورها لم تتراخى للحظة واحدة أمام هذه الخيانة العظمى التي إستهدفت السيادة الوطنية ، حيث أصدرت قرارها بطرده و إمهاله فقط 48 ساعة لمغادرة السودان ، و لم يستطع هذا الخائن عن الدفاع عن نفسه أو حتى التحدث للأجهزة الإعلامية المحلية أو الأجنبية ، فقد فخرج صاغراً مطروداً ، و حينها كان هنالك وفداً أمريكياً زائراً للسودان لم يغني عنه شيئاً حينما تم إبلاغ هذا الوفد بقرار طرد يانك برونك قبل إن يتم إخطاره شخصياً ، لا مجاملة و لا تراخي في مثل هذه المواقف أبداً .

تتعدد وسائل الحرب إلا أن النتيجة تكون واحدة وهي التدمير بشتى الوسائل ، حيث أن التأريخ يعيد نفسه مرة أخرى مع المبعوث الأممي فولكر بيتريس الذي أخذ مساحة أكبر من حجمه و المهمة التي أوكلت إليه ، حيث أن هذا الرجل قام بتقديم معلومات و بيانات مضللة و كاذبة لا تستند إلى دليل إلي مجلس الأمن الدولي عند إنعقاد جلسته قبل يومين ، كان الغرض من هذا التقرير إعاقة السودان و ليس الحكومة بكل الوسائل الممكنة و غيرها ، فنجده قد أوحى بمآلات أجندته الخفية التي تحمل سياقة السودان إلى مربع الفتنة الأول و الإقتتال و الحرب الأهلية بعد أن تفسح في المجلس بأباطيل لم ينزل الله بها من سلطان ، و خصوصاً أن هذا الرجل يتمتع بحرية كاملة في مقابلة كائن من كان و يتدخل في كثير من الأمور التي لا تعنيه في شيء و لا تعني مهمته الأممية ، و من ضمن أضاليله حاول هذا الرجل توجيه الرأى الدولي العام عبر العاطفة ضد مؤسسة الشرطة بإتهامها بإغتصاب النساء أثناء تفريغ المظاهرات ، فعليه يجب أن يقوم بجهد إثبات ما إدعاه و إلا فإنه يعتبر في نظر القانون السوداني متهم .. و بعد أن إتضحت نوايا و أفعال هذا الرجل الفعلية بما افصح به من أكاذيب ، فهل ستقف الحكومة السودانية مكتوفة الأيدي عند الخط الرمادي ، أم أنها ستنتصر للسيادة الوطنية بطردها لهذا الرجل الذي مارس كل أنواع التضليل للرأي الدولي العام بتقريرة الإستخباراتي الذي كان مطبوخاً بالخيانة ، و الذي كان محشواً بكل أنواع الأكاذيب المضللة ، فيا برهان نحن في إنتظار قراركم الذي يحمل الحسم و يحفظ السيادة الوطنية التي أصبحت مستباحة من القاصي و الداني .

مواضيع ذات صلة

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

وجع الكلم د حسن التجاني الوطن ليس حكوماتھ..يا ناس..!!

عزة برس

اترك تعليق