الأخبار

تحبير.. د.خالد أحمد الحاج يكتب: أكثر من موضوع

ربما تكون زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى روسيا في الأيام الفائتة وما ألقت به من ظلال على المشهد السياسي على الصعيدين المحلي والدولي نتيجة لتزامنها مع اجتياح روسيا لجارتها أوكرانيا رغم أنها زيارة معلنة قبل هذا التوقيت، بالمقابل قد تكون زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول البرهان عبد الرحمن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي انعكاس آخر لعلاقات الخرطوم بمحيطها الإقليمي.
ما الذي جعل العملات الحرة تتراجع في تداولات اليوم الأحد ١٣/٣/٢٠٢٢م، فيما تجاوزت كل التوقعات في الأيام الفائتة ؟
ما لا يعلمه الكثيرون أن أسعار الوقود عالمياً مربوطة بسياسات مالية تتحكم فيها أوبك، ولعلنا لاحظنا القفزات التي طالت الوقود عالمياً منذ الأزمة المالية الدولية التي تجلت في بداية العام ٢٠١٣م، والتي لا تزال تطبق على العالم. وإن كانت دول العالم الثالث التي نحن من ضمنها أكثر تأثراً بالأزمة بدليل أن الهجرات العكسية إلى أوروبا والاحتجاجات والمواكب التي سيرتها الشعوب عبرت عن رفضها للواقع “البائس”.
بالرغم من كل ما تمت الإشارة إليه إلا أن الحكومة غير معفية من مسئولياتها تجاه شعبها، إن كان ذلك بأحكام ضبط الأسعار، أو بتوسيع إطر البيع المخفض، أو بالاتجاه لفتح مزيد من قنوات الإنتاج بالاستفادة من طاقات الشباب المهدرة، أو بتشجيع الاستثمار على كافة الأصعدة.
لا يعقل أن تقفز أسعار الوقود في شهر واحد إلى هذه الأرقام، علما بأن الزيادة قد نتجت عنها زيادات في أسعار كافة السلع والخدمات المقدمة للمواطن، والحكومة لا تزال تبحث عن مصادر لتمويل موازنة العام.
إن كانت قطعة الخبز الواحدة قد أصبحت بخمسين جنيها، وطلب الفول كاد يلامس الألف جنيه، ناهيك عن أسعار غاز الطهي التي زادت بصورة عجيبة وغريبة !! بجانب الزيادة في تعرفة الكهرباء التي يتوقع أن تجعل صيف هذا العام نار في نار.
البون الشاسع ما بين الدخل والمنصرف هو الذي جعل الأجسام المطلبية تبادر إلى الاحتجاجات، وتنادي في كثير من الأحيان بتجريب سلاح العصيان، عليه فإن وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عليها أن تبحث عن حلول عاجلة للأزمة الاقتصادية التي تجاوزت كل الحدود.
الشعور بغياب العدالة يجعل الكثيرين في حالة إحباط وشعور بالغبن، بربكم كم عدد القضايا لم يبت فيها حتى الآن ؟ وكم من الدماء سالت دون التوصل إلى الجناة ؟
استكمال بنية الدولة أمر متفق عليه بين كافة الفرقاء، بيد أن العودة للاستقرار يلزم أن تسبقها خطوات ومن ذلك: رد المظالم، وإعادة الأمن إلى ربوع الوطن عامة وربوع دارفور على وجه الخصوص التي لا تزال تنزف إن كان ذلك بمنطقة جبل مون أو في عدة مناطق أخرى، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق يحفظ دماء الشعب، ويحمي التحول الديمقراطى.
توحيد وضبط الخطاب السياسي من شأنه أن يدعم وحدة الصف الوطني، والتفكير خارج الصندوق فلسفة لجأت لها العديد من الأنظمة السياسية التي لم تختلف أحوالها كثيراً عن أحوالنا، فما الذي يمكن أن نتفق عليه؟

مواضيع ذات صلة

مبادرة الاشقاء باسوان تضع خطتها للمرحلة المقبلة

عزة برس

وزير الزراعة بالخرطوم يكشف أسباب توقف بعض المشاريع الزراعية الحكومية

عزة برس

الفريق جابر : الحرب مخطط أكبر ممن خططوا له وتدخلات خارجية و احزاب تسببت في الحرب

عزة برس

الميرغني في نهر النيل في أول زيارة بعد الحرب

عزة برس

الفريق جابر : القوات المسلحة لن تكون طرفا في اتفاق مع السياسين وهي الجيش الوحيد ولن تقبل رديف

عزة برس

“البرهان” يطلع على دور هيئة الموانئ البحرية في دعم الاقتصاد الوطني

عزة برس

اترك تعليق