الخرطوم _ عزة برس
– لعل قضية العنف الجسدي واللفظي المتبادل بين المعلم والتلميذ باتت من التحولات التربوية غير المسكوت عنها … هذا ماتتناقله الاسافير من فينة الى اخرى .. لكن من الملاحظ ايضا من حيث الواقع الملموس استدعاء اولياء الامور لمقابلة ادارة المدرسة في تصرفات بين المعلم والتلميذ لم تكن معهودة وهذا يؤكده ان اي مدرسة لاتخلو في الصباح الباكر من اعداد كبيرة من اولياء الامور استدعاءا ..
– ربما هي محاولات من المدرسة لاحتواء الفجوة بين المعلم والتلاميذ من فئة الاطفال والشباب لخطورة تلك التحولات التي تتعلق بالتربية والتنشئة الجديدة .. والكارثة ان هذه التحولات في السلوك والقيم التربيوية متسارعة … اذ حدد علماء الاجتماع هذه التحولات التربوية والسلوكية في كل جيل اي عشر سنوات بنسبة تحول قيمي لا يتعدى ال ١% في كل عشرية .. ولكن الراهن في التحولات القيمية والسلوكية تجاوز مؤخرا الخطوط الحمراء في سنوات قليلة بنسب تحول عالية جدا مقارنة مع العشريتين السابقتين ..
– يمكن حصر الاسباب في الاتي:
١. الانفتاح الالكتروني والهواتف الذكية
٢. الهوس السياسي وزج الاطفال والشباب في معركة ليس هم من جنودها بل جعلوا وقودها
٣. تراجع تراتيبية التربية والتنشئة ففي السابق تاتي على نحو: (الاسرة، المدرسة، المجتمع المحيط، اجهزة الاعلام الفضائية، الانترنت والهواتف الذكية)
– اما في الوقت الراهن:(الانترنت والهواتف الذكية، المجتمع المحيط، الاسرة، اجهزة الاعلام الفضائية، المدرسة) اذن القضية كبيرة وتحتاج جهد اضافي من الاسرة لاعادة التراتيبية الى وضعها السابق خاصة لاعادة المدرسة كشريك تربوي ياتي في المرتبة الثانية كما كان في السابق ..
– هذا يلفت الانتباه الى ضرورات مهمة منها:
١. اعادة الثقة بين الاسرة والمدرسة والمعلم عبر شراكة تفاهم تراعي تلك التحولات المجتمعية .
٢. رقابة الاسرة اللصيقة للطفل ورصد التحولات القيمية التي تطرأ عليه باستمرار .
٣. رقابة عن بعد في مشاهدة المحتوى الاعلامي الفضائي والهواتف الذكية .
٤. رعاية النشاط اللاصفي قبيل الرياضة والفنون والثقافة .
٤. مراقبة الاصدقاء والرفقاء للطفل .
– الله المستعان .. القضية اكبر من ذلك بكثير نامل ان لا نحصرها في المعلم انتهر او عاقب او جنح في العقاب فهو انسان يتعامل مع حالات “تنمر” من التلاميذ وللاسف بدفع وتشجيع من بعض الاسر رفضا لشراكة المعلم مع الاسرة في عملية التنشئة والتربية ..