الأخبار

على كل..محمد عبدالقادر يكتب: د.جبريل إبراهيم.. مخاوف و تطمينات

حرصت على تلبية دعوة كريمة للقاء اعلامي تنظمه حركة العدل والمساواة امس الاول لعدة اسباب اولها تقديري لمسلك الحركة المتحضر جدا فى التعامل مع قلم وجه انتقادات مباشرة خلال الايام الماضية لاداء زعيمها وزيرالمالية الدكتو جبريل ابراهيم , فقد تابعنا خلال الفترة الماضية وفي ظل حكومة قحت رفضا مقيتا للراي الاخر واقصاءا وشيطنة ومحاربة لكاتبه او قائله فى نهج مرفوض يتنافى مع ابسط مقومات دولة الحريات والعدالة ، نعم حوربت الاقلام واوقفت البرامج لان اصحابها قالوا لا وخالفوا الحاكمين وطالبوا بالافضل للسودان وشعبه.
ما علينا.. الشاهد ان قيادات حركة العدل والمساواة والدكتور جبريل كانوا كبارا وهم يوجهون الدعوة حتي لمن يخالفونهم الراي ويؤكدون ظننا الدائم فى انهم رجال دولة صقلتهم سنوات النضال وتجارب الحكم وجعلتهم يفرقون بين اهواء النفس الامارة بالسوء ومطلوبات ان تكون حاكما يتسع صدره ليسمع الجميع.
السبب الاخر بالطبع حرصي على الاستماع كفاحا لوزير مالية السودان فى اسوا سنوات الجدب والازمات، وفى ظل وجود تحديات تهدد تماسك الدولة السودانية ومخاطر تحيط بها من كل جانب وفى ظل انفلات اقتصادي وضاببية فى الرؤية وارتفاع غير مسبوق في التضخم والاسعار وتراجع مخيف للعملة الوطنية مقابل الدولار وكثير من المشكلات الاخرى.
قناعتي بان حركة العدل والمساوة من اكبر الواجهات التي يمكن ان تشكل جسرا يعبر من خلاله السودانيون الى مصاف التنوع والتعايش وتجاوز تاريخ الماسي والمظالم وصياغة القادم على هدي اسس جديدة كان محفزا اخر لحضور اللقاء ، وربما تمثل من _العدل والمساواة _ جسما يقدم تجربة واعية فى الانتقال من كونه مجرد حركة بدات مناطقية الي تيار قومى قادر على تلبية اشواق كافة اهل السودان.
المهم ان اللقاء الاعلامي الاول من نوعه جاء فى ظل وجود اسئلة مطروحة علي الساحة السياسية والاقتصادية كانت تنتظر الاجابة من فياديين فى ثقل الدكتورجبريل ابراهيم واركان سلمه مستشاره الدكتور نور عشر و امينها السياسي سليمان صندل وعدد اخر من الاسماء الاقمار نحمل شهادات عليا وتجارب كبيرة قادرة علي تقديم خطاب جديد ينتقل بالحركة من المناطقية الي الفضاء القومي.
اكثر ما ميز اجابات دكتور جبريل فى اللقاء كان الواقعية والاعتراف بوجود ازمات اقتصادية ومعيشية، ومشكلات موروثة وجديدة، كانت تلك هي السمة البارزة فى اجابات الرجل الذي يبدو انه لم يفاجا باسئلة تشرح واقع الحال ابتداء من ازمات السياسة وخلافات قوى الحرية والتغيير ورفضه لسلوك لجنة التمكين المنافي للقانون والعدالة ومرورا بمهددات اتفاقية السلام ومستقبل التوافق الوطني ومبادرة فولكر بيرتس المبعوث الاممي حتي اتهام حركته بموالاة العسكر والطريقة التي تتعامل بها قحت لاغتيال شخصيته من خلال تحميله مسوولية ما يحدث من تدهور فى الحياة المعيشية وتعقيدات الكهرباء وزيادة الرسوم والضرائب وصولا للدفاع عن الموازنة الجديدة وانجاز الدولة لتعهداتها فى مجال الادوية التي ستكون محل اهتمامه في المرحلة القادمة لمعرفة اسباب ارتفاع اسعار العقاقير رغم التزام المالية بما يليها للامدادات الطبية.
اميز ما قاله الدكتور جبريل ابراهيم تاكيده على ان الحركة معنية بالافكار والمواقف لا الاشخاص وان رؤيتها للاحداث المختلفة تنطلق من الحرص على مصلحة السودان بعيدا عن الشخصنة وانها لا توالي طرفا على حساب الاخر وانما تعني براي يستند على افكارها ومرجعياتها ، من اخطر ما قاله جبريل ان الدولة ساعية ومجتهدة فى معالجة اثار رفع الدعم ولكنها تبحث عن المعلومات الحقيقية لتحديد المستهدفين حتي لا يمضي دعمها للاغنياء والفقراء على حد سواء، الملاحظة انه الي جانب المصداقية والواقعية فى الطرح فقد بدا جبريل متفائلا بالمستقبل رغم تنقل الحوار بين كثير من المحطات المظلمة والمسارات الكئيبة المرتبطة بالحديث فى ملفات السياسة والتجارة والاقتصاد والامن القومي، ركزت فى ما قال جبريل على ان الزيادات فى رسوم الانتاج وضرائب الارباح ليست جديدا جاءت به الموازنة ولكنه اجراء متفق على تطبيقه قبل عدة سنوات خلال العام 2022 … ابلغت الدكتور رايي ان الراهن غير مناسب لتطبيق مثل هذه الزيادات حتي وان كان متفقا عليه، رغم سخونة الاسئلة التي فرضها بؤس الواقع وتقلباته المخزية الا ان جبريل كان يطلب من السائلين مراجعته ان لم تشف اجاباته غليل الاسئلة.
من العبارات ذات الدلالات فى قراءة مواقف دكتور جبريل وتخندقه خلف سياساته المعلنة قوله انه لا يخشي الاحتراق السياسي اذا ما تم انقاذ البلد فهو زائل ويمكن ان يغادر ليس المنصب وانما الفانية المهم ان يخرج احد السودانيين للتضحية بكل شى مقابل ان يتعافي السودان.
على كل امضينا ساعات طوال مع دكتور جبريل خرجنا منها بانطباع يؤكد على شجاعة الرجل وتفاؤله بالمستقبل رغم قسوة الحاضر، ترى هل تكفي الشجاعة وحسن الظن في القادم لانهاء ازمات السودان المتزايدة في كل يوم، سؤال نترك اجابته لايام، ولكن اللقاء وضعنا امام حركة متوثبة للانتقال الي فضاء قومي جديد بافكار تخاطب اسئلة السودانيين الملحة وتطمئن هواجسهم حول مستقبل السودان الموحد، حركة تعي ما تفعل وتفتح افق تفكيرها لتكون جديرة بوجودها على كابينة حكم البلاد.

مواضيع ذات صلة

الإمارات تتعهد بـ 100 مليون دولار دعما للشعب السوداني

عزة برس

الإرصاد : موجة حر ستضرب البلاد اعتباراً من اليوم

عزة برس

الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة بالدبة تسير قافلة الاسناد لجهاز المخابرات بكرري

عزة برس

الجيش ينفي معلومات مضللة تفيد باحتجاز مصر لسفينة شحن متجهة إلى السودان

عزة برس

توضيح من الجيش المصري بشأن منع باخرة أسلحة الوصول الى ميناء بورتسودان

عزة برس

مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان واتحاد عام القبائل المصرية والعريبة

عزة برس

اترك تعليق