الأخبار

نقطة سطر جديد.. ضياء الدين سليمان يكتب : محمود لماذا يصمت قادة الوطني ؟؟

 

منذ ضحى التغيير الذي طرأ على البلاد في الحادي عشر من أبريل في العام 2019م انزوى حزب المؤتمر الوطني عن المشهد السياسي تماماً وتوزع قادته ما بين المعتقلات والسجون وما بين الذين اختاروا الهجرة خارج البلاد وما بين وعضوية تواجه عسف وتسلط السلطة وعضوية لم يفق بعضهم من هول الصدمة التي أسقطت الدولة التي حكموها ثلاثين عاماً وكادت أن تعصف بمشروعهم الفكري والسياسي.
* ودون الوقوف في محطة التوصيف الحقيقي لما تم للإنقاذ وزراعها السياسي المؤتمر الوطني في 11 أبريل رغم أن الجميع يعلم أن ما تم ما هو إلا خيانة داخلية عبر انقلاب عسكري نسجت خيوطه في الخارج إلا أن انزواء الوطني وغيابه بهذه الكيفية التي جعلت شلة من مراهقي السياسة والذين لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي ان يتصدروا المشهد وكأنهم هم أغلبية الشعب السوداني هذا الغياب مُضِر للغاية لحزب ظل ممسكاً لمفاتيح العمل السياسي في المحيطين المحلي والإقليمي لثلاثة عقود خلن .

* ربما يقرأ غياب الوطني بعد سقوط الإنقاذ في سياق أنه عكف علي إجراء مراجعات لتجربة حكمه وربما يقرأ ايضاً أن غيابه ينطوي على حكمة ودراية وحنكة وأنهم بهذا الغياب حافظوا على الوطن وعلى الشعب السوداني وعلى الحرث والنسل من هلاك لايبغي ولا يذر دون تكرار لتجربة الحزب الشيوعي حينما تم حله في نهاية الستينيات بعد عاد عبر انقلاب سيء الذكر قتلوا فيه الضباط العزّل في بيت الضيافة ودكوا بالدبابات حصون ودنوباوي بالطائرات الجزيرة أبا معقل الأنصار ربما يقرأ في هذا السياق ولكن ايضاً انزواء المؤتمر الوطني واختفاءه عن المشهد السياسي يقلل من فرص بقاءه في الساحة السياسية وربما يصعب من عودته مجدداً لممارسة نشاطه المعتاد.
* أسوق هذا الحديث عطفاً على لقاء شاهدته للدكتور أمين حسن عمر القيادي الإسلامي الأبرز في حوار على قناة صحيفة السوداني والذي قدّم من خلاله مرافعة تاريخية عن تجربة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني خلال فترة حكمهم. الرجل كعادته كان مقنعاً وواثقاً واستطاع بسخريته تارة وسمت الوقار الذي يستوطن قسماته تارة أخرى أن يجيب على تساؤلات عدة أبرزها تلك المتعلقة بقدرة التيار الإسلامي في كسب اي انتخابات ديمقراطية قادمة مع تفنيد كثير من الادعاءات والاتهامات التي طالت حزبه في الفترة الماضية.

* د.امين أظهر مقدرة فائقة في تشخيص الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد وخطورة الأوضاع التي يعيشها المواطن السوداني وحالة من الفراغ العريض وسيولة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، صراعات قبلية ، ضحايا وجثث ودماء ، احتقان في الشارع وكثير من المهددات التي تواجه البلاد.
* الحوار كشف للجميع ان الوطني ما زال يملك الكثير ليقدمه للشعب السوداني لاسيما بعد فشل تجربة حكومة قحت ورمز فشلها حمدوك في تسيير دولاب الدولة خاصة المتعلقة بمعاش الناس، والحريات الأساسية والعدالة التي تذبح بسكين صدئة في وضح النهار.
* يمكن للمؤتمر الوطني الآن ان يطّلع بدوره كواحد من القوى السياسية الفاعلة ويتبنى صوت الأغلبية الصامتة والتعاون مع كل الوطنيين والحادبين على المصلحة العامة لإخراج البلاد من حالة الإنعاش الذي دخلت فيها ليمثلوا الخط الثالث ما بين تشاكس العسكر والمدنيين لاسيما بعد عودة كبيرة للوعي وبعد ان عقد الواقع مقارنة واضحة بين الوضع الآن وما بين فترة الإنقاذ.

* لكن السؤال الذي يطل برأسه صبيحة كل يوم جديد وفي ظل هذا الفراغ المضحك المبكي لماذا يصمت قادة الوطني برغم قدرتهم على أحداث الفعل السياسي؟؟

مواضيع ذات صلة

قائد لواء البراء بن مالك: لا توجد اي أبعاد قبلية لاندلاع الحرب

عزة برس

سكان شرق النيل يستخرجون مياه الشرب من آبار الصرف الصحي

عزة برس

حقوقي سوداني يكشف عن العقبة الكبرى أمام استلام مساعدات مؤتمر باريس

عزة برس

الإمارات تتعهد بـ 100 مليون دولار دعما للشعب السوداني

عزة برس

الإرصاد : موجة حر ستضرب البلاد اعتباراً من اليوم

عزة برس

الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة بالدبة تسير قافلة الاسناد لجهاز المخابرات بكرري

عزة برس

اترك تعليق