الأخبار

استقالة حمدوك … بدایة الإنفراج أم بدایة الأزمة! بقلم : سارة أبوروف

.
.
بعیدا عن تمجید الاشخاص وصناعۃ الطواغیت ولكنها شهادۃ حق علی جبین الزمن فحمدوك كان رقما فارقا فی المعادلة السیاسیة بالبلاد , حاول جاهدا موازنۃ القوی وتقریب وجهات النظر ولكن , التقصیر والخطأ من السمات الطبیعیة الملازمة لأی انسان وأی تجربۃ , ومیزۃ هذا الحمدوك أنه لاینكر الحقاٸق ولا یدعی الكمال وما أدراك ما فترات الانتقال .
,
استقالۃ قد یراها البعض جبنا وانسحابا فی الوقت الصعب وقد یراها البعض الآخر شجاعۃ ومرؤة
فأيا كان (فالید الواحدۃ مابتصفق) ففی الوقت الذی كان من أوجب واجبات الجمیع , أحزاب وكیانات سیاسیۃ , وقوی ثوریۃ , فی الوقت الذی كان یجب وینبغی فیه الاصطفاف حول هدف واحد (ننهض بس) لنحقق لحمۃ قومیۃ عصیۃ علی الاختراق قادرة علی تحقیق المستحیل كما حققنا ( تسقط بس) بوحدۃ الوجدان ووضوح الهدف، وصدق الانتماء، رغم وعورۃ الطریق واستحالۃ المطلب , بدلا عن ذلك , عادت سلیمج لعادتها القدیمة من التجاذبات والتخوین ودس المحافیر حتی انفرط العقد ووجد المتربصون بنا ضالتهم للانقضاض علی الثوره والعودۃ بنا للمربع الأول .
,
واننا اذ نأسف علی استقالۃ ووداع د.حمدوك فاننا نأسف علی رجل یعرف كیف یحترم شعبه وكیف ینتقی كلماته وكیف یخاطب خصومه ویعرف كیف یحفظ الجمیل وكیف یتجاهل القبیح .
,
امتعضنا لقراره توقیع الاتفاق مع السلطۃ الانقلابیۃ ولكن ربما هو فن الممكن الذی ربما أستطاع من خلاله استعادۃ مسار الفترۃ الانتقالیۃ وتحقیق كل الممكن وبعض المستحیل .
خسرنا حمدوك , ولكننا كسبنا وعیا خلاقا ورسالۃ جادۃ دغریۃ , تحملها حماٸم السلميۃ عابرۃ بها عتمۃ البمبان والرصاص والحواجز الحدیدیۃ , لتضعها فی برید الانقلابیین , معلنۃ ألا للانقلابات علی الوطن وعلی المواثیق وعلی عهد الشهدا , مغلقۃ ھذا الباب الی الأبد فی وجه كل من تسول له نفسه التمادی والمغامرۃ وتجریب المجرب , موكدۃ أن الحساب والعتاب یطال الجمیع وان كان حمدوك الذی نحب ونحترم , فالنوایا لا تكفی أحیانا عند الناس رغم أنها عند الله هی الأعمال .
,
حمدوك كبیر فی حضوره وفی غیابه فبهذه الاستقالۃ یرسی لنا أدبا سیاسیا متقدما فمتی عجز مسوول لسبب أو لآخر عن تحقیق مهامه التی كلف بها أو نزولا الی رغبۃ الشعب الذی أتی به أو ارتضاه مفسحا المجال الی شخص آخر لعل الله یكتب التوفیق والنجاح علی یدیه , فهو یرسی لنا أدبا جدیدا لا تعرفه الساحۃ السیاسیۃ السودانیۃ حیث التشبث بالمواقع والتعنت فی المواقف وتقدیم المصالح الشخصیة علی مصلحۃ الوطن فی كثیر من الأحیان فطبت حاضرا وغاٸبا , ولا یخلو المشهد من احتمالات امتداد أیادی التخریب وفرض الأجندات الداخلیۃ والخارجیۃ ولكن الترس صاحی , والله نستودع وطننا أجزل لنا فیه العطا ولكننا قابلنا ذلك بالجحود , فاللهم أغفر تقصیرنا وهیٸ لنا من أمرنا رشدا .
,
بوداع حمدوك فقدنا رجلا صادقا فی توجهه , ووطنیا مخلصا ونرجو ان تحمل لنا الایام بشریات الخیر الوفیر
ونقولها بالفم الملیان ,
#شكرا-حمدوك
شكرا علی الخطوات التی تقدمنا بها من انفتاح علی العالم , و رفع للسودان من قاٸمۃ الدول الراعیۃ للارهاب واعفا الدیون التی اقعدتنا عمرا طویلا
وشكرا علی كل ماعلمنا ومالم نعلم من مساعیك لانجاح الفترۃ الانتقالیۃ
وشكرا علی الرسالۃ من الاستقالۃ
,
ونختم بدعوۃ الی كل القوی الفاعلۃ فی الساحۃ السیاسیۃ السودانیۃ بضرورۃ التوافق وتوحید الصف الوطنی وان كان علی حافۃ الحد الأدنی من الرضی , ولا یتأتی ذلك الا بتقدیم مصلحۃ الوطن فنحن علی حافۃ الهاویۃ وان لم نجتمع علی كلمۃ سوا الآن فسوف لن نجد وطنا لنتشاكس فیه ونختلف علیه ونتنافر حوله غدا
فالله الله فی السودان
وعاش الشعب حرا أبیا
و
المجد-للشهداا
.
.
سارۃ أبوروف
3/ینایر/ 2022

مواضيع ذات صلة

مصر .. أدوار إيجابية متصلة لحل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب

عزة برس

مناوي: «قوات الدعم السريع» تسعى لترسيم دولة جديدة غرب السودان

عزة برس

مجموعة بكاب المجتمعية تطلق مبادرة ( الإسناد والتعمير )

عزة برس

الدعم السريع يختطف 86 من شباب “دار حامد”

عزة برس

قوات الهجانة بالأبيض تدحر المليشيا.. ومواطنو الأبيض يحتفلون بالانتصار

عزة برس

الأزرق يتسلم مهامه والياً لكسلا.. ويؤكد ان أمن الولاية وإسناد المقاومة الشعبية أولوية

عزة برس

اترك تعليق