كيف يجهلوك
وعلى الجمال العادي راحوا يمثلو
لو بادلوك عين الحقيقة
أو بالبصيرة تأملوك
بالنور أو بالنار أو بي بقدر
ما صاغ الخيال ما عادلوك.
آه ثم آه من جهلنا بالسودان…
إكسبو 2020 دبي لا يخفى على أحد ما جعل هذا الحدث العالمي للابتكار من إمارة دبي حلقة وصل بين الحاضر والمستقبل، حيث فتحت أبوابها لتستقبل العالم على مدى ستة أشهر متواصلة لزيارة أكثر من 192 دولة في أكثر من 200 جناح تعكس أفضل ما أبدعه الإنسان من ثقافة وابتكارات داخل اجنحة جميلة ومنسقة… ذهبت في رحلة عمل إلى هناك، كنت أخرج من كل جناح مفعمة بالدهشة من روعة المشهد وطريقة العرض لمنتجات تلك الدول ، وعرضها لثقافتها التي تأخذك في زيارة حقيقية إلى تلك البلاد لا اتحدث عن أجنحة الدول المتقدمة فهذا امر مفروغ منه.. أعنى هنا بعض دول العالم الثالث التي سحرتني بثقافتها ومنتجاتها الغذائية. قررت أن أقوم بزيارة لأجنحة تلك الدول كيف لا، والعرض في قمة الروعة ،و الهدف الماثل هو جذب السياح…لابد من زيارة لجناح السودان كانت مشاعري تسابق خطاي في البحث عن جناح السودان وأنا أحدثُ زملائي عن جمال بلادي ولماذا وصف السودان بسلة غذاء العالم لما يذخر به من ثروة حيوانية ومنتجات زراعية مختلفة من سمسم وذرة و قمح و قطن و صمغ عربي… الخ، بالإضافة إلى المعادن والبترول وثورتنا المجيدة وكيف أن السودان يطيح بالطغاة ولو بعد حين ووو كاد الحماس يطير بي إلى السماوات العلا… لكن ما طير عقلي و خيب أملي العرض في جناح السودان!!! كل ما في الامر شاشات تعكس عرضًا هزيلًا والقليل من منتجات الجلد التي عرضت عند المدخل بشكل لا يعكس أي ذرة من الفن او الابتكار!!! خرجت حزينة مكسورة القلب والخاطر وفي رأسي الكثير من التساؤلات: كيف لم ننجح في استغلال هذه السانحة العالمية في تقديم السودان كما ينبغي؟؟ كيف لا نستطيع أن نقدم أنفسنا او نسوقها كما يحب؟؟ كيف لا نستطيع جذب العالم للاستثمار في البلاد التي تعاني الامرين؟؟ أين يكمن الخلل؟؟ كيف يجهلوك كيف يجهلوك؟؟ لا اريد الخوض في المبالغ التي دفعتها حكومة السودان لإقامة هذا الجناح الهزيل بمعنى الكلمة… الحدث طويل لا يختصره مقال و لكن خلاصة قولي والمجمل أن مشاركة السودان في معرض إكسبو دبي هي نكبة وخصم على السودان ليس الا.
مسافات… جدية عثمان
لندن ديسمبر 2021