المقالات

تطورات الأوضاع في أثيوبيا ومخطط التطويع بقلم : عمارالعركي

 

تدورمعارك متقطعة بين
القوات الحكومية ومقاتلي جبهة تحرير تيغراي في إقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا وأمهرة المحاذي له. حول مدينتي “باتي” و”ولديا”، في إقليم أمهرة بالقرب من الحدود مع إقليم عفر، في محاولة من الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة العفرية إسترداد البلدتين اللتين تسيطر عليهما جبهة تحرير شعب تيغراي ،وبالتالي التقدم باتجاه مدينتي “كومبولشا” و”ديسيه”، في محافظة “وولو” بأمهرة.
*-* فيماقال قائدالجيش الإثيوبي والعمليات العسكرية في الجيش باشا دبلي في تصريحات للتلفزيون الإثيوبي “إن قوى خارجية تريد تدمير بلاده، التي تواجه حربا غير مسبوقة، تقودها مجموعة تنتمي إلى إثيوبيا وتنفذ أجندات قوى خارجية لتدمير البلاد، على حد تعبيره.
*-* بالمقابل وفي أول ظهور له منذ بدء المعارك مع القوات الحكومية، قال قائد جبهة تحرير تيغراي الجنرال تادسي وردي ” إن قواته أعادت انتشارها ضمن خطة جديدة للعمليات العسكرية، مضيفا أن ما يقال عن عزل جبهة تيغراي هو مجرد دعاية حربية.
*-* إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن عمليات عسكرية واسعة تجريها قوات الجيش الإثيوبي لتحرير مدن (خميسي وباتي وكومبلشا) في الأيام المقبلة، من قبضة جبهة تحرير شعب تيغراي.
*-* هذا وقد كذبت القيادة العسكرية للتغراي حديث أبي أحمد وأكدت أنها “تأتي بغرض تضليل الشعب الإثيوبي ورفع الروح المعنوية لحكومته” وأشارت إلى أن هناك مدنًا لم تدخلها أصلاً فيما انسحبت من مواقع أخرى بحسب أهدافها العسكرية لتقريب الوقت لإنهاء حكومة أبي أحمد.
*-* وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، في كلمة من جبهات القتال، إن العمليات بدأت وسيتم استعادة المدن خلال يومين ، في متن ذلك، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جبهة تحرير تقراي إلى الاستسلام، معتبراً ذلك خيارها الوحيد بعد الهزيمة العسكرية التي منيت بها
حسب تعبيره.
*-* وأوضح ا بي احمد ، بحسب “وكالة العربية” ، “أن النصر الذي تحقق في شرق وغرب البلاد خلال الأيام الماضية سيتكرر بهذه المدن والمناطق الأخرى بالإقليم” مضيفًا: “سيتم تحرير المزيد من المناطق من قبضة جبهة تيغراي ، داعياً المواطنين في مناطق القتال إلى ضرورة تنظيم أنفسهم لمنع مسلحي جبهة تيغراي من الفرار، وحماية أنفسهم من العناصر المتفرقة والمشتتة في الأدغال بعد هزيمتها .
*-* وفي.سياق متصل ، صرّح القائد العام للجيش السُوداني “عبد الفتاح البرهان” في لقاء تلفزيوني نافياً الإتهامات الأثيوبية للسودان قائلاً ” السُودان لا يدعم جبهة التقراي في أثيوبيا ” مشيراً إلي بأن ” السُودان يسعي إلي الحصول علي حقوقه في آراضيه من أثيوبيا بالتفاوض وليس بالحل العسكري ” .
*-* في ذات الأثناء كشفت معتمدية اللاجئين السٌودانية عن ارتفاع عدد اللاجئين بمركز حمداييت الواقع على الحدود مع إثيوبيا ، مؤكدًا دخول نحو 20 شخصًا يوميًا، في وقت تخطى فيه عدد اللاجئين الإثيوبيين بالسودان منذ اندلاع المعارك بين جبهة تحرير تغراي وحكومة أبي أحمد الـ42 ألف لاجئ .
*-* من جهتها قالت الخارجية الأميركية إن خطورة الوضع في إثيوبيا قد تتصاعد بشكل أكبر وأخطر ، مما سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني ونقص في سلسلة التوريد، وانقطاع الاتصالات، واضطراب حركة السفر.وحثت الخارجية الأميركية الرعايا الأميركيين في إثيوبيا على المغادرة.
*-* فيما دعت_الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ، إلى وقف عاجل لإطلاق النار ، ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فكي -في بيان مشترك- إلى وقف عاجل للمعارك في إثيوبيا، وإجراء حوار وطني شامل لحفظ السلام والاستقرار والديمقراطية والمصالحة في البلاد. وطالب البيان بضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين من دون عوائق، وكذلك حماية حقوق الإنسان. وقال فكي إن مبعوث الاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أوليسيغون أوباسانغو سيواصل جهود الوساطة.
*-* يأتي ذلك في ظل تطمين وتنديد حكومي أثيوبي ،حيث أكد الجيش الإثيوبي زوال الخطر عن العاصمة وتقدمه في عمق إقليم أمهرا في المعارك المستمرة ضد جبهة تحرير تقراي وحلفائها، فيما قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي موكنن خلال القمة الأفريقية الثامنة للسلام والأمن المنعقدة بالجزائر. “إن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة بسبب حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية أمر غير مقبول ، وإنه لا ينبغي السماح لبعض القوى العظمى بالتأثير على أفريقيا ، وأضاف قائلاً “أنه يجب إدانة التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة بحجة حقوق الإنسان والدعم الإنساني”. وفي تصريح دبلوماسي ولوم مبطن للإتحاد الإفريقي قال موكنن “إنه على الرغم من أن دور الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في مجلس الأمن هو دور بناء، فإنه يجب عليهم الوقوف معا في صوت موحد والعمل معا لمقاومة ضغوط القوى العظمى وحماية المصالح العادلة للبلدان الأفريقية”.
*من خلال هذه الوقائع يتضح الأتي :-*
* ذهاب أبي أحمد للقتال وسط جنوده كان له تأثير معنوي ومادي ويعد إحدي العوامل التي غيًرت من المعادلة العسكرية على الأرض ،والتي كانت لصالح التقراي خلال الفترة الماضية.
* نعتقد بأن ظهور الأتحاد الإفريقي في بيان مشترك مع الأمم المتحدة والتي بدورها تتماهي مع الموقف الأمريكي والأروبي الداعي إلي “الوقف الفوري للحرب والشروع في مفاوضات” يشيرإلي توقعاتنا السابقة بأن أمريكا تضغط دوليا وإقليميا في إتجاه خيارين إما “تطويع أبي أحمد” أو ” التجهيز والإعداد السياسي للتقراي كبدبل” وذلك سيكون من خلال المفاوضات والتسوية السياسية المدعو لها.
* كذلك، نعتقد ظهور الإتحاد الإفريقي في بيان مشترك مع الأمم – المغضوب عليها من قبل الحكومة الأثيوبية والتي تعتقل موظيفيها – من شأنه نقل العلاقة بين الإتحاد والحكومة الأثيوبية الى مربع جديد من التوتر ، بإعتبار أن الحكومة الأثيوبية دوماٌ تراهن علي كسب إنحياز الإتحاد ووقفه معها في كل القضايا الإقليمية والدولية.
* عليه لانعتقد بوجود منتصرا في هذه الحرب ” العبثية الإستنزافية”،والتي تديرها “القوي المهيمنة” بنظرية “تفويز” من يبدي لها الطاعة ويحقق لها مصالحها وأهدافها، الأمر الذي يجب تداركه من الأثيوبيين المتحاربين أنفسهم ، والعمل علي إفشال هذا المخطط قبيل تشظي وتفكك الدولة الأثيوبية.

مواضيع ذات صلة

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: مؤتمر باريس ومتلازمة أزمة الضمير السياسي ..!!

عزة برس

كل الحقيقة عابد سيد احمد اقتراب تحرير الجزيرة بين الأقوال والافعال !!

عزة برس

كتب السفير على الصادق: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان.. تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى

عزة برس

بينما يمضي الوقت.. عام على حرب السودان.. فزلكة.. أمل أبوالقاسم

عزة برس

فريال الطيب تكتب : معركة الحق ستنتصر

عزة برس

اترك تعليق