*-قالت الخارجية الامريكية*: “على أعضاء الحكومة الانتقالية بالسودان الإلتزام بما جاء فى الإعلان الدستورى واتفاق جوبا للسلام”.
*ظاهر الحال* يقول بأن الموقف الأمريكي ظل على الدوام داعم بقوة لدكتور حمدوك حتي يوم 16 أكتوبر ، ولكن بعد التطورات والمستجدات التي طرأت منذ ذاك التاريخ وحتي اللحظة – خاصة تطورات يوم 21 اكتوبر- أعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تعيد النظر والتقييم لهذا الدعم ، ولربما أحدثت تقارير سفارتها عن أيام 16 و 21 أكتوبر – في ظل زخم إعتصام القصري الجمهوري ، والمواكب الداعمة لدكتور حمدوك وحكومته التي يطالب معتصميَ القصر بحلها – ذهبت للبيت الأبيض وأحدثت تحول مباشر تجلي في تصريح الخارجية الأمريكية ، والذي ولأول مرة ساوت فيه بين (الوثيقة الدستورية) و (إعلان جوبا) ، علماً بان (إعلان جوبا) في أصله مُضمن داخل الوثيقة ولكن الخارجية الأمريكية فصلت وخصصت .
*- عملية الفصل والتخصيص هذه* ، تُعد بمثابة منح إعتبارية وخصوصية لإتفاقية (جوبا لسلام السودان) ومطلوباتها ، والتى أهم مافيها – فى الوقت الراهن- ” فترة رئاسة البرهان للمجلس السيادى” والتى ذهب الشركاء في الحرية والتغيير بأنها تنتهى فى نوفمبر القادم ، وعند حسابها وفق (إعلان جوبا) فقد تبقى لها أكثر من ستة أشهر، علماً بأن تسليم الرئاسة للمدنيين أحد الأسباب الرئيسبة للأزمة الراهنة.
*كذلك رشحت أنباء* عن إعتذار د. حمدوك من إجتماع مع البرهان للنظر في تطورات الأزمة ، في ذات الأثناء تم الإعلان عن زيارة عاجلة لحمدوك إلى المملكة العربية السعودية ، بالتزامن مع تسريبات غير مؤكدة عن زيارة سرية للبرهان إلى الإمارات ، حيث لا نستبعد بان تكون هذه الزيارات ذات صلة بالموقف الأمريكي الجديد ، والذي تبلور جراء تطورات الأحداث منذ يوم 16 فبراير وحتي اللحظة.
*على أي حال* قد يكون الموقف الأمريكي الداعم لدكتور حمدوك غير ما ذهبنا إليه ، ولكن المؤكد بأنه لم يعد بذاك الدعم القوى أو على شكله السابق ما قبل 16 اكتوبر، والراجح بأن الشكل الجديد للدعم سيتبلور من خلال الخطوة القادمة التي سيخطوها كلٍ من د. حمدوك والبرهان *(معاُ)*.