المقالات

همس الحروف.. د. أشرف إمام .. رجل تحدث عن نفسه بصمت شديد بقلم : الباقر عبد القيوم علي

 

لا شك أن كل إنسان يدرك تمام الإدراك أن وراء كل صنعةٍ جيدة لا بد من وجود صانع حصيف ، و وراء كل قصة نجاح هنالك إنسان إجتهد حتى إحترق قلبه لأنه يؤمن بالنجاح ، و في قصة كل كفاح هنالك مغامرة ، فلها عثرات ، و اخطاء ، و كما لها اعداء ، و مثبطات. فإن النجاح يعتبر مقاومة لجميع ما حولك من متاريس ، و لكل قصة نجاح قصة إبداع تتبعها ، فهي دروس وعبر يحاول صانعها نقلها إلى الآخرين من أجل الفائدة العامة .

في بقع كثيرة في أرض السودان الشاسعة هنالك رجال قد لا تعرفهم بحثيث أقدامهم التي يخطفون بها الأرض و كأنهم البرق نحو المجد ، إلا إذا دعتك الضرورة الى الإقتراب منهم و ذلك لانهم لا يحبون أن يعرفهم أحد ، فهم جنود مجهولين يبذلون جهداً عظيماً من خلف الكواليس لصناعة النجاحات و الإبداعات و لا يرجون مقابل من أحد نظير ذلك ، فلا يحبون الأضواء على الرغم من أنهم يعتبرون من أعظم مصادر الطاقة التي تمد الناس بالنور ، حيث تشع أجسامهم فرحاً بما أنجزوا من أعمال جليلة سيخلدها لهم التأريخ في صفحات من ذهب ، فمنهم رجالاً قد لا يعرفهم الكثيرين و لكنهم أعلام و على رؤوسهم شعلة من نار .

لقد تعمدت الحديث معه حتى يتعرف الناس إليه بشيء قليل عنه ، إلا أن الدكتور اشرف محمد سيد امام بأدبه الجم و تواضعه الشديد حاول أن يتخفى عني وسط الزحام لأنه لا يحب أن يعرفه الناس ، إلا إني أدركته في أحد المنعطفات فإستسلم للحديث معي ، فهو إبن حلفا الجديدة ، درس مراحله الجامعية و ما فوقها في الهند في آوخر تسعينيات القرن ، و هو عضو الاتحاد السوداني للدرجات الهوائية و مسؤول العلاقات الخارجية به ، و كما هو رئيس الاتحاد المحلي لولاية كسلا التي فاز برئاسة اتحادها  بالتزكية في العام 2020 ، و كما أسلفت في مقدمة المقال أن من أمثال هذا الرجل الذين يعملون بصمت شديد و بهدوء تام ، و بجد منقطع النظير ، فبهذه الصفات نال محبة من حوله من الناس ، فبحكم ذلك له علاقات مميزة مع نخب المجتمع على الصعيدين الإجتماعي و الرياضي ، و كذلك له حضور لامع و أنيق في جميع الجمعيات العمومية للإتحاد الافريقي و الدولي للدراجات الهوائية ، فإستطاع بأدبه هذا أن يحوز على رضي الجمعيات العمومية لهذه الإتحادات ، فقد حصل في أكثر من مرة على منح (درجات هوائية ) أسهم بها الإتحاد الدولي لمساعدة للإتحاد السودان ، و كما نجده يسعي دائماً لتوفير عدد من المنح التي تخص التدريب و التحكيم من الإتحاد الدولي لرفع الكفاءات السودانية بالتأهيل .

يقول لي أحد الأصدقاء إذا رأيت أحداً يحب الظهور كثيراً على الناس في وسائل الإعلام المختلفة فعليك أن تتحرى عن أمره ، لأن الظهور يعتبر آفة من آفات العصر و مرض من أمراض المجتمع الحديث ، و بالإشارة إلى هذه الحكمة العظيمة فإننا نجد أن الله قد عافى السيد أشرف إمام من هذا الداء العضال ، و من هذا المنطلق نجده يسعي في تطوير هذا الإتحاد بكل ما يملك من وسائل متاحة و غير متاحة يمكنه بها أن يجلب النجاح لإتحاده ، و هذا العمل يتم دائماً بصمت شديد و بدون زخم إعلامي ، و تحت الأضواء و من خلف الكواليس ، و هذا ما أهله ليكون محبوباً بين الدراجين الذين يعتبرونه الأب الروحي لهم .

فبحكم منصبه كمسؤول للعلاقات الدولية في هذا الإتحاد نجده و بصورة دائمة يفرغ نفسه ، و يعطل أعماله الخاصة لأجل أن يكون في صحبة الدراجين في كل المسابقات والمنافسات التي يشاركون فيها بأسم السودان خارج حدود الوطن ، فهو رجل له حضور أنيق و معتبر في رفع الروح المعنوية وسط فريقه ، و لهذا نجد أن أفراد هذا الفريق يتفاءلون بوجوده في وسطهم ، مما أكسبهم وجود هذا الرجل ثقة في أنفسهم ، و لهذا نجدهم على الرغم من تهميش الدولة لهم إلا إنهم دائماً يرفعون راية السودان عالية خفاقة في هذا المضمار بإحرازهم الميداليات الذهبية و الفضية و البرونزية على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه هذه الرياضة التي يحبها الكثيرين حول العام .. فشكراً جزيلاً جميلاً لك يا د . أشرف إمام على هذا العطاء التي تمنحنا له بكل صمت .

مواضيع ذات صلة

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: ابني مات مرتين

عزة برس

نحن عزنا جيش بقلم: شادية عطا المنان

عزة برس

عمار العركى يكتب : محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: مؤتمر اللاجئين وتبرئة عنان.. تقديم السبت احتسابا للأحد

عزة برس

الاتحادي الأصل بنهر النيل يهيب بجماهير الحزب الاحتشاد في شندي لاستقبال السيد جعفر الميرغني

عزة برس

أمصال وإبر.. د. وليد شريف عبدالقادر يكتب: المسودات. بين. طارق. الهادي. ودكتور سامر. وعلوبة (1/ 2)

عزة برس

اترك تعليق