الأخبار

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب : التاريخ السياسي كتاب مفتوح !!

– كثير من الاسئلة المطروحة في الساحة السياسية تدور حول محور علاقة العسكريين بالسلطة واستلام الحكم عبر بوابة الانقلابات العسكرية اذ يتركز السؤال الرئيس الذي يتفرع منه عدد من الأسئلة الفرعية في ذات المنحى – يتركز في: “هل كان استلام العسكريين للسلطة نابع عن رغبة منهم ام بدوافع من المدنيين ومطالبة وتاييد من قطاعات المجتمع المختلفة” ؟؟.. لنرى ماذا قال التاريخ السياسي المعاصر !!..
– ١٩٥٨م استلم الفريق اول ابراهيم عبود القائد العام للقوات المسلحة السلطة نتيجة صراع وانشقاقات في احزاب الاستقلال .. عبود لم يسعى للسلطة لولا عملية التسليم والتسلم التي اجريت له بواسطة الاحزاب نتيجة الكيد السياسي فيما بين الاحزاب السياسية ..
– ١٩٦٩م احتدم الصراع السياسي بين الاحزاب عندما حل محمد احمد المحجوب البرلمان مما ترتب عليه ظهور حكومتان في الوقت نفسه واحدة تجتمع داخل بناية البرلمان واخرى تلتقي في فناء المبنى ونظراً لذلك الوضع كتب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المحكمة العليا يطلب تبيان أي الحكومتين هي صاحبة السلطة التشريعية حيث قضت المحكمة أن محجوب هو الرئيس الشرعي للحكومة وأصدرت أمراً بإجراء انتخابات جديدة في أبريل ١٩٦٨ .. نفس “الفيلم” بل اشد صراعا وانشقاقا داخل القوى السياسية الحزبية ..و لان الشيوعيين لم يرضوا بنتيجة الانتخابات ولا قرار المحكمة العليا .. وبذلك سعوا الى زرع خلاياهم داخل القوات المسلحة وسجلوا في دفتر التاريخ انهم المكون السياسي الاول الذ استلم السلطة في التاريخ السياسي السوداني عبر انقلاب عسكري في مايو ١٩٦٩م ..
– ١٩٨٩م قنط الناس الا من رحمة رب العالمين من الضيق المعيشي ووصول التمرد الى تخوم القردود وكوستي … الم يلخص ما الت اليه الاحوال السياسية في تلك الفترة الزعيم الشريف زين العابدين الهندي مخاطبا البرلمان بعباراته الشهيرة: “الديمقراطية لو جراها كلب ماف زول بقول ليهو جرددددد” … وقال “كدة جواااا” جلسة الجمعية التاسيسية في خطاب الموازنة الشهير ..
– ٢٠١٩م نفس “المناظر والفيلم” بل اسوأ … مؤامرات حزبية وصراعات سياسية حتى داخل المكون الحاكم .. والكل يسعى الى القوات المسلحة لحسم الصراعات والكيد والاحتقان السياسي يبلغ مظاه حتى اقعد الفترة الانتقالية عن القيام بدورها المرسوم ..
– مع العلم ان كل الانجازات الملموسة والاستقرار في كتاب التاريخ السياسي السوداني كانت في الحكومات العسكرية عبود ونميري والبشير .. وان كان نميري والبشير افرزا نموذج المشاركة السياسية المختلطة .. ويكاد هذا النموذج الذي يتناسب مع تركيبة شعوب المنطقة الافريقية والعربية … شعوب فهمها للحرية والديمقراطية اشاعة الفوضى واقصاء الاخر .. شعوب لا تتناسب معها الا سياسة العصا والجزرة ..
– من الاصل تركيبة شعوب المنطقة تقوم على التكوين الاسري والقبلي ولا يصلح معها النظام الغربي للديمقراطية الليبرالية .. حينما فتح عمر بن العاص مصر ورجع غانما ساله امير المؤمنين: “كيف وجدت مصرا يا ابن العاص” .. قال له: “وجدت اناسا تجمعهم المزامير وتفرقهم العصا” … الم تشهدوا على سمت مصر وما جاورها من شعوب منذ التاريخ السالف حتى حاضرنا السياسي ..

مواضيع ذات صلة

وزير الخارجية يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان

عزة برس

حصر شامل لمعلمي الثانوي بولاية الخرطوم

عزة برس

الخارجية الامريكية تحذر المليشيا من الهجوم على الفاشر

عزة برس

الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد

عزة برس

الشيوعي يدعو الى تنظيم وقفات احتجاجية تطالب بوقف الحرب وإيقاف الاعتقالات وتشكيل أوسع تحالف جماهيري

عزة برس

ولاية سودانية تُعلن إكتمال إجراءات التقديم للحج

عزة برس

اترك تعليق